وصلنا إلى مرحلة يجب علينا فيها أن نفكر بشكل جدي في مصير المدرسة التقليدية الحالية، حيث يذهب التلاميذ والطلاب إلى مؤسسات بعيدة عن منازلهم ليتابعوا دروسهم داخل غرف مبنية من الإسمنت أو من غيره؛ هذا النوع من المدارس قد أصبح لا يلبي حاجيات التلميذ في عصرنا الحاضر، لذلك فهناك محاولة لتطوير المدرسة الحالية وجعلها أكثر قربا من المتعلم، وفيما يلي سنتعرف على المدرسة الحديثة، وأيضا سنتطرق إلى أهميتها ومميزاتها إن شاء الله.
أولا : ماذا نقصد بالمدرسة الحديثة ؟
المدرسة الحديثة أو ما يعرف بالدراسة عبر الأنترنت، والبعض يسميها (موك) وبالإنجليزية (MOOC) ، ويعني هذا المصطلح الأخير باللغة الإنجليزية (Massive Open Online Course )، ومعناه بالعربية : درس ضخم ومفتوح عبر الأنترنت، والبعض يحب أن يسميه مساق هائل ومفتوح عبر الأنترنت، للمزيد من المعلومات حول هذا الأمر يمكن قراءة الصفحة التالية على ويكيبيديا، للقراءة اضغط على الرابط .
ثانيا : مميزات وخصائص المدرسة الحديثة :
1 ـ المجانية : لتتابع الدروس في المدرسة الحديثة فقط عليك أن تمتلك اشتراك في الأنترنت وجهاز حاسوب أو طابلط أو هاتف، هذا فقط هو المطلوب منك، فلن تدفع أي مبلغ مالي لمتابعة الدروس عبر الأنترنت، وهذا أمر جيد جدا لكثير من الطلاب عبر العالم.
2 ـ القرب من التلاميذ : لن تحتاج أن تغادر بيتك إذا أردت أن تتعلم في المستقبل القريب، فقط عليك أن تفتح جهاز حاسبوك وتدخل إلى الموقع الذي يقوم ببث الدروس عبر الأنترنت.
3 ـ الحرية في اختيار التخصص الدراسي : يمكنك في المدرسة الحديثة أن تختار نوع التخصص الذي تريد أن تتابعه في دراستك، على عكس المدرسة التقليدية التي كانت تلزم الجميع ببرنامج واحد.
4 ـ أنت من يختار ويحدد وقت الدراسة : في المدرسة التقليدية عليك أن تلتزم بالبرنامج الزمني الذي تضعه إدارة المؤسسة، في حين أن المدرسة الحديثة لا تفرض عليك وقتا محددا وإنما تترك لك حرية اختيار الوقت الذي يناسبك للتعلم.
5 ـ إمكانية الحصول على شواهد في نهاية البرنامج الدراسي : بعض الدورات التعليمية تكون فيها شواهد في آخر الدورة، لكن هذه الشواهد لحد الآن لم تصبح معترف بها من طرف الدولة، بل فقط هي شواهد لعرضها في سيرتك الذاتية، فمثلا لا يمكنك حاليا الحصول على شهادة الباكالوريا أو الإجازة عبر الأنترنت، لكن هذا الأمر سيتحقق إن شاء الله في المستقبل القريب.
6 ـ هناك إقبال كبير من الطلاب والتلاميذ على المدرسة الحديثة : تعرف الدروس عبر الأنترنت إقبالا كبيرا من طرف المتعلمين، نظرا لسهولة الوصول إليها حيث ما كنت عبر العالم، وقد وصل عدد مسجلي مساقات الموك أكثر من مليون ونصف طالب اشتركوا بمساقات كورسيرا وأوداستي وإديكس، وعدد المسجلين في تزايد كبير.
7 ـ تصحيح الامتحانات يكون فوري وتلقائي : نعم الامتحانات في المدرسة الحديثة أصبح لها شكل خاص، أول شيء هو أن الامتحان بدون مراقب أنت فقط أمام شاشة الحاسوب وهذا يخفف الضغط على الطلاب، ثاني شيء التنقيط على الجواب يكون بواسطة روبوت هو الذي يقيم نتائجك، ثالثا النتيجة تحصل عليها بشكل فوري.
8 ـ في المدرسة الحديثة يحصل الطلاب على نتائج جيدة : وهذا راجع إلى طريقة التعليم الحديثة التي توفر للمتعلم بيئة مناسبة لمن يريد أن يتفوق في النتائج الدراسية.
ثالثا : مدارس عربية جديدة على الأنترنت :
1 ـ مدرسة رواق : منصة عربية للتعليم المفتوح، وهي أكاديمية مجانية باللغة العربية في شتى المجالات والتخصصات، رابط المدرسة .
2 ـ مدرسة إدراك : توفر مساقات مجانية عالية الجودة في مجالات مختلفة لجميع المتعلمين الناطقين باللغة العربية، رابط المدرسة .
3 ـ مدرسة أكاديمية التحرير: هي بوابة تعليمية غير هادفة للربح، تسعى لأن تكون نسخة عربية من " أكاديمية خان العالمية "، عن طريق عمل آلاف الفيديوهات التعليمية في مختلف العلوم الأساسية لمساعدة الطلبة على فهم المواد الدراسية مثل الرياضيات والكيمياء والأحياء والجغرافيا واللغات، كما تشمل كافة مجالات الحياة لتساعد الجميع في تعلم ما يحتاجونه في أي مكان و أي زمان، رابط المدرسة .
حاليا هذه هي أهم المدارس العربية الحديثة الموجودة على الأنترنت، ولا شك أنه في المستقبل القريب ستظهر مدارس أخرى أكثر تطورا من التي تحدثنا عنها سابقا.
رابعا : لماذا نحن بحاجة إلى المدرسة الحديثة ؟
أولا نحن بحاجة إلى التخلص من تكاليف المدرسة القديمة، وإذا فعلنا ذلك فسنتخلص من ميزانية بناء المدارس التي تبنيها الحكومة، ومن ميزانية الأوراق والكتب التي يصرفها الأباء على الأبناء، وسنتخلص من ميزانية التنقل من وإلى المدرسة. كل هذه التكاليف وغيرها سنربحها إذا بدأنا ندرس أولادنا في المدارس الحديثة عبر شبكة الأنترنت.
زيادة على ذلك فإن الجيل الحالي جيل يحب كل ما تقدمه التكنولوجيا، ويحب كثيرا أن يسير التقدم الحاصل في عصرنا الحالي، ولا شك أنه اليوم بدأ يتجه بشكل عفوي نحو التعلم عبر الأنترنت، لذلك وجب مراعاة هذه الرغبة وهذا التحول الجديد في نظرة المتعلم إلى عملية التعليم.
خامسا : دور المعلم في المدرسة الحديثة :
أصبح اليوم المعلم في المدرسة الحديثة يحضر الدرس في بيته ويصوره على الكاميرا، ثم يبثه عبر الموقع ليشاهده التلاميذ عبر مختلف المناطق في العالم، فهو لم يعد يواجه التلاميذ بشكل مباشر كما في السابق، بل أصبح مرتاحا من تلك المواجهة المباشرة التي فيها الكثير من التعب والعمل، حيث كان عليه أن يراقب سلوك التلميذ، ويضبط حركة التلاميذ داخل القسم، ويعاقب التلميذ الكسول، بالفعل كانت مهمته مرهقة جدا، أما اليوم فقد أصبح بإمكانه أن يمارس مهنة التعليم بشكل مريح وسهل.
سادسا: هل باستطاعتي أن أنشأ مدرسة على الأنترنت ؟
نعم أصبح اليوم من السهل على كل فرد أن ينشأ مدرسة على الأنترنت، فقط يجب أن تكون له رؤية جيدة للموضوع، وأن تكون له بعض الخبرة في مجال التعليم ومجال الأنترنت، وسيستطيع ذلك من خلال تأسيس موقع لنشر الدروس التعليمية التي يلقيها أساتذة يتعاقد معهم بمنحهم راتب شهري، وصاحب الموقع سيأخذ أرباحه من الإشهار الذي سيضعه في الموقع، أما التلاميذ فسيتعلمون في الموقع بشكل مجاني.
سابعا: ما هو مستقبل التعليم بعد 20 سنة من الآن ؟
أظن بعد 20 سنة من الآن ستغلق جميع المدارس التقليدية، وسيتجه الجميع إلى المدرسة الإلكترونية الحديثة، قد يختفي المعلم ويأخذ مكانه الروبوت الذكي، الكتب التعليمية ستختفي وسيتم تحميل المقرارت فقط عبر الأنترنت على شكل فيديوهات وملفات Pdf، التلاميذ سيصبحون أكثر ذكاء من السابق، كما أن نتائجهم ستتحسن بشكل ملحوظ وكل هذا سيكون في صالح عملية التعليم والتعلم إن شاء الله .
في الختام نتوجه بالشكر إلى قرائنا الكرام الأعزاء ونتمنى لهم الصحة والعافية مع مزيد من التألق والتقدم في مسار حياتهم، كما نطلب من الإخوة الكرام نشر المقال ليستفيد منه أكبر عدد من القراء في الوطن العربي، فنحن بأمس الحاجة إلى نشر المعرفة والوعي.
تدعوكم مدونة (ماكينة الأفكار) للتواصل عبر الحساب الشخصي على الفايسبوك :
تعليقات
إرسال تعليق