كيف نجيب على سؤال من خلق الله ؟

كيف نجيب على سؤال من خلق الله ؟

من خلق الله ؟ هو من بين الأسئلة الأكثر ورودا على أذهان البشر، لكن مشكلة هذا السؤال هو أن الأغلبية العظمى من الناس لا يجدون له الجواب الشافي الذي يقنعهم، ويقوي إيمانهم بالله. في هذا المقال الرائع سنحاول أن نجيب عن هذا السؤال بمختلف الطرق السهلة والبسيطة إن شاء الله تعالى.

1 ـ للإجابة على سؤال من خلق الله ؟ نقول : من صفات الله أنه كامل وهذا مسلم به، والكامل إما أن يخلقه من هو أنقص منه؛ وهذا محال، لأن الناقص لا يستطيع أن يخلق الكامل، وإما أن يخلقه من هو أكمل منه، وهذا أيضا  محال؛ لأنه لا يوجد من هو أكمل من الله عزوجل، ويبقى الخيار الأخير وهو  أن يخلقه من هو مساو له في الكمال، وهذا أيضا محال، لأنه لا أحد يساوي الله في كماله.


كيف نجيب على سؤال من خلق الله ؟


2 ـ من صفاته سبحانه أنه الخالق، وإذا احتاج الخالق رقم واحد إلى الخالق رقم اثنان، فإن الخالق راقم اثنان هو أيضا سيحتاج إلى الخالق رقم ثلاثة؛ وهكذا سيستمر الأمر إلى ما لا نهاية، والانتقال من خالق إلى خالق آخر إلى ما لا نهاية يعني أن الخالق الأول غير موجود، وهو محال لأن أدلة إثبات وجود الله تثبت أن هناك خالقا لهذا العالم.  


كيف نجيب على سؤال من خلق الله ؟


3 ـ من صفاته أنه الأول فلا شيء قبله، وبالتالي فمحال أن يكون قبل الله إله آخر خلقه لسبب بسيط وهو أن الله لا شيء يوجد قبله، وهذا من أوضح الأدلة على أنه لا يوجد في العالم إلا خالق واحد وهو الله.


كيف نجيب على سؤال من خلق الله ؟


4 ـ من أوصافه أيضا أنه محيط بكل شيء، ومن خصائص هذه الصفة هي أنه لا شيء يحيط به وهو محيط بكل شيء، وهذا يعني أنه ليس هناك خالق آخر خلق الحق سبحانه، فلو كان كذلك لأحاط ذلك الخالق بالحق عز وجل، وبما أن الحق محيط بكل شيء ولا يحيط به أي شيء؛ فيستحيل أن يكون له خالق آخر يحيط به.


كيف نجيب على سؤال من خلق الله ؟


5 ـ من أوصافه سبحانه المبدع، وهو الذي يخرج الشيء من العدم إلى الوجود، والمخلوق هو وحده الذي يخرج من العدم إلى الوجود، أما الله فهو دائم الوجود ليس قبله عدم ليخرجه خالق آخر من العدم إلى الوجود.


كيف نجيب على سؤال من خلق الله ؟

6 ـ محال أن يكون في الوجود خالقان، لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا، فلو كان في الأرض والسماء إله وخالق آخر غير الله لفسد نظام العالم بأكمله، فإما أن يحتاج أحدهما إلى الآخر؛ وهذا محال لأنهما غنيان، وإما أن يستغني كل واحد منهما عن الآخر؛ وهذا أيضا محال لأنهما لن يجتمعا على خلق عالم واحد، بل كل واحد سيذهب لخلق عالمه الخاص، ونحن لا نرى في الوجود إلا عالما واحدا، وهذا من أقوى الأدلة على أن خالق هذا العالم واحد، وليس هناك خالق آخر خلق إله هذا العالم.


كيف نجيب على سؤال من خلق الله ؟


7 ـ إذا لم تفهم الأجوبة السابقة فاطلب من الله أن يخلصك من هذا السؤال وأن لا يجعله يخطر في بالك مرة أخرى، أواطلب منه أن يرزقك من عنده سبحانه إجابة تكون شافية وكافية، تزيل عن قلبك كل الشبهات.


كيف نجيب على سؤال من خلق الله ؟


هذه بعض الأجوبة التي اخترناها لكم بعناية فائقة للإجابة على سؤال : من خلق الله ؟ نسأل الله أن ينفع بها المؤمنين، وأن يقوي بها إيمانهم، فهو سبحانه بالإجابة جدير.

وفي الختام تدعوكم مدونة (ماكينة الأفكار) إلى نشر هذا الموضوع في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، ليستفيد أكبر عدد من القراء بما جاء في هذا المقال إن شاء الله.

للتواصل معنا بشكل مباشر يرجى زيارة الحساب الشخصي على الفايسبوك وشكرا:

https://www.facebook.com/fayssala.acharki.5


تعليقات

  1. جهد مشكور عليه وجزاك الله خيرا ومن أفضل ما قرأت في هذا الموضوع في كتاب التوحيد الأعظم الموضوع التالي :

    *

    (بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى الله على رسوله سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .
    أول ما نقول قبل كل مقول : ( بسم الله الرحمن الرحيم )
    وأوسط ما نقول قبل كل مفعول: ( إياك نعبد وإياك نستعين )
    وآخر ما نقول بعد كل مفعول : ( الحمدلله رب العالمين )
    اقتضت حكمة كل عقل صاف من كدر الجهل ، آنَّه لا بدّ لربِّ الأرباب ، وخالق الخلق من ظهور: مُبهَم العبارة ، معقول الإشارة ، يمحو الأطوار ، ويطفي الأنوار ، محيط بلا جهة ، بسيط بلا مساحة .
    يثبت فيه أنه أولِّ لا قبل له يتعلق بأول ، وآخر لا بعد له يتعلق بآخر .
    ثابت الاسم ، كامل العلم ، قائم الذات:
    - اسمه يتعلق به وينطوي عليه
    - وعلمه يبتدئ منه وينتهي إليه .
    - ذاته هو وهو ذاته ، علمه هو وهو علمه ، اسمه هو وهو اسمه .
    هل ترى في رتقه من فتقٍ ؟ أو في علمه من خلق ؟ أو لذاته من ذات ؟
    يتنزه ذلك الظهور ويتقدّس ، ويتعالي ويتمجّد ، ويعزّ ويجلّ أن يلتبس بالزمان والمكان ، والوقت والأوان ، والخبر والعيان ، والانتقال والزوال ، والأشباه والأمثال ، والإدبار والإقبال ، وما قيل وما يقال ، إذ هو له وبه وعليه وإليه ولديه .
    لا ينفصل عنه فيعرف ، ولا يتصور دونه فيوصف .
    مقام الكبرياء والبهاء ، والسناء والغنى ، والجلال والكمال ، والجمال والعز ، والقهر والجبروت .
    مقام الأحدية الصمدية ، السرمدية الفردانية ، القديمة الكريمة ، الشريفة العظيمة النعوت ، المسبحة بأسمائها لصفاتها ، والمعظِّمة بصفاتها لذاتها ، بكل ما يصلح لمعانيها من محاسن مبانيها ، المتعالية عن كل ما تتبلبل به الألسنة وتسعه الأمكنة ، وتُوَقِّته الأزمنة ، وتقوم به الحركة ، وتتعَنَّاه النَّسَكة ، وتتناساه التَّرَكة .

    ...
    من كتاب التوحيد الأعظم للإمام الشيخ أحمد ابن علوان

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا على تعليقك الرائع وبارك الله فيك

      حذف

إرسال تعليق