سنعرض لكم في هذا المقال أهم الاقتباسات الواردة في بيان حقيقة السعادة، وقد اخترناها لكم بعناية فائقة حتى تكون لكم زادا لتتغلبوا بها على مصاعب الحياة.
1 ـ اختلف القدماء في السعادة العظمى فظن قوم أنها لا تحصل للإنسان إلا بعد مفارقة البدن والطبيعات كلها وهؤلاء هم القوم الذين حكينا عنهم أن السعادة العظمى هي في النفس وحدها وسموا الإنسان ذلك الجوهر وحده دون البدن ولذلك حكموا أنها ما دامت في البدن ومتصلة بالطبيعة وكدرها ونجاسات البدن وضروراته وحاجات الإنسان به وافتقاراته إلى الأشياء الكثيرة فليست سعيدة على الإطلاق. (تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق تأليف ابن مسكويه ، ص 93 دار النشر مكتبة الثقافة الدينية).
2 ـ ليس السعادة قصر عبدالملك بن مروان، ولا جيوش هارون الرشيد ولا دور ابن الجصاص، ولا كنوز قارون، ولا في كتاب الشفاء لابن سينا، ولا في ديوان المتنبي، ولا في حدائق قرطبة، أو بساتين الزهراء.
السعادة عند الصحابة مع قلة ذات اليد، وشظف المعيشة، وزهاده الموارد، وشح النفقة.
السعادة عند ابن المسيب في تألهه، وعند البخاري في صحيحه، وعند الحسن البصري في صدقه، ومع الشافعي في استنباطاته، ومالك في مراقبته، وأحمد في ورعه، وثابت البناني في عبادته {ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً إلا كتب لهم به عمل صالح} .
ليست السعادة شيكاً يصرف، ولا دابةً تشترى، ولا وردةً تشم، ولا براً يكال، ولا بزاً ينشر. (لا تحزن تأليف عائض بن عبد الله القرني ص 334 ).
3 ـ شرط السعادة الأعظم أن يكون الإنسان متمسكاً بدينه، عاضاً عليه بالنواجذ؛ فذلك سر السعادة، وينبوعها الأعظم. وحينئذ تكون الشهرة، والمال، والجاه، والرياسة أسباباً للسعادة، ومكملات لها؛ لأنها اعتمدت على ركن ثابت لا يتغير، ولا يحول؛ فلا يُلَامُ الإنسان بعد ذلك أن يكون ذا شهرة، أو مال، أو وجاهة أو رياسة. ( فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب تأليف : محمد نصر الدين محمد عويضة ج 4 ص 376 ).
4 ـ السعادة هي الرضا الروحي والسكينة الروحية، وتكتمل هذه السعادة بصورة مؤقتة عند الوصول إلى الله، ومعرفته معرفة كاملة عن طريق التطهير والتأمل. ( علم الأخلاق الإسلامية تأليف : مقداد يالجن محمد علي ص 60 ).
5 ـ وأما صاحب السعادة العامة فإن أمواله لا تنقص بالإنفاق بل تزيد ولا تفنى ذخائره بالتبذير بل تنمو. وتلك معرضة للآفات الكثيرة من الأعداء واللصوص وسائر المتسلطين وهذه محروسة من كل آفة لا سبيل للأشرار والأعداء إليها بوجه ولا سبب. فقد ظهرت لذة السعيد كيف تكون ومن أين تبتدىء وإلى أين تنتهي وكيف يكون السرور الحقيقي واللذة الذاتية. ( تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق تأليف ابن مسكويه ، ص 113 دار النشر مكتبة الثقافة الدينية).
6 ـ أما السعادة : فامرأة صالحة مواتية، ودابة تضعك من أصحابك حيث أحببت، ومسكن واسع كثير المرافق. ( إصلاح المال تأليف ابن أبي الدنيا ص 89 ).
7 ـ خمسة من السعادة : اليقين في القلب والورع في الدين، والزهد في الدنيا، والحياء والعلم. ( ذم الدنيا تأليف : ابن أبي الدنيا ص 76 ).
8 ـ إن الله قد ضمن السعادة لمن أطاعه وأطاع رسوله، وتوعد بالشقاء لمن لم يفعل ذلك، فمناط السعادة طاعة الله ورسوله. كما قال تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا}. ( مختصر منهاج السنة تأليف : ابن تيمية ص 130 ).
9 ـ إنما السعادة للمقبولين. يعني الذي قبل هو الذي يكون سعيدًا، أي أن السعادة مختصة بالمقبولين بحيث لا تتجاوزهم إلى غيرهم فهذا قصر حقيقي، قصر صفة على الموصوف. والسعادة تختص بمن؟ بمن قبله الله عز وجل {إنما يتقبل الله من المتقين} [المائدة: 27] إذا السعادة منحصرة فيهم، هل توجد السعادة في غيرهم؟ الأصل لا، والسعادة التي يدعيها من يدعيها هذه سعادة موهومة، وإنما هي في أهل الإيمان والعمل الصالح. ( شرح مائة المعاني والبيان تأليف : الحازمي ج 9 ص 3).
10 ـ أسعد الناس من كان له القضاء مساعداً، وكان لتلك المساعدة أهلاً. حسن الصورة أول السعادة. من سعادة المرء أن يطول عمره، ويرى في عدوه ما يسره. أسعد الناس من جعل الله النعمة وطاءه، والعافية غطاءه، والعقل عطاءه. الفلاسفة: السعادة أربع: سلامة الخلقة، وجودة العقل، وتأتي المطلوبات، والمحبة في الناس. ( التمثيل والمحاضرة تأليف : الثعالبي ص 396 ).
ونختم بهذا الكلام في السعادة " فإن كنت تريد السعادة في الدنيا والآخرة وتريد أن تنال الحسنى وزيادة فتأسى بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم "، فنسأل الله أن يجعلنا من السعداء في الدارين آمين.
وفي الختام تدعوكم مدونة ( ماكينة الأفكار) إلى نشر الموضوع والتعليق عليه ليستفيد الجميع إن شاء الله تعالى.
وللتواصل بشكل مباشر يمكن الاتصال بالحساب الشخصي على الفايسبوك :
تعليقات
إرسال تعليق