![]() |
ما هي الاشتراكية ؟ |
الاشتراكية مأخوذة من الاشتراك، تقول : اشترك القوم في كذا، أي تشاركوا.
1 ـ الاشتراكية هي اصطلاح جديد يطلق على المذهب القائل : إن مجرد الاعتماد على حرية الأفراد في الحياة الاقتصادية لا يكفي لإيجاد نظام اجتماعي صالح، وأنه من الممكن لا بل من المرغوب فيه أن يستبدل الناس بالنظام الحاضر نظاما موافقا يحقق العدل الاجتماعي، ويساعد على نمو الشخص الإنساني نموا تاما.
2 ـ لفظ سوسياليزم مشتق من سوسيال ومعناه الاجتماعي، استعمله لأول مرة وفي وقت واحد تقريبا (السن سيمونيون) في فرنسا، و(روبراون) في إنكلترا.
3 ـ ويظهر أن بيار لورو أول من أوضح معناه، فدل به على مذهب اجتماعي مضاد للمذهب الفردي، وهو المذهب الذي يعلق حياة الفرد بحياة المجتمع.
4 ـ والمذاهب الاشتراكية كثيرة منها اشتراكية الذين أنكروا المنافسة الحرة، وأنكروا في الوقت نفسه تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية، ولكنهم زعموا مع ذلك أن المسألة الاجتماعية يمكن أن تحل بتأسيس جمعيات حرة يدخلها المتعاقدون، ويخرجون منها بمحض إرادتهم.
5 ـ من هذه المذاهب اشتراكية (روبر أون) واشتراكية التكافل، والاشتراكية التعاونية، والاشتراكية الجماعية، والشيوعية الفوضوية.
6 ـ وهناك اشتراكية الذين اعتمدوا على تدخل السلطات العامة، ولا سيما الدولة، في تحقيق النظام الاقتصادي الجديد، وتثبيته، كاشتراكية البلديات التي تعد اشتراكية متوسطة بين اشتراكية الجمعيات واشتراكية الدولة لأنها تقرر إمكان الاشتراك على أساس التعاقد بين بلديات كثيرة. وكاشتراكية الدولة التي ذهب إليها (ماركس وإنجلس) في بيانهما الشيوعي.
7 ـ تنقسم اشتراكية الدولة إلى نوعين الأول ديمقراطي والثاني أرستقراطي، أما النوع الديمقراطي فيهدف إلى غاية سياسية وهي إقامة الحكم على أساس ديمقراطي يجعل الدولة خادمة لجميع المصالح الشعبية، لأن الدولة في مذهبهم هي الفيض المباشر لإرادة الشعب، ولأن خدمة الشعب من لوازم ماهيتها.
8 ـ المثال من ذلك اشتراكية (لوي بلان) واشتراكية الماركسيين. وأما النوع الأرستقراطي فيثبت أن انفكاك الفرد عن الدولة وهم باطل، لأن الفرد إنما وجد لتحقيق الغايات المثالية المجتمعة في الدولة، ولأن انضمام الفرد إلى الدولة هو الواسطة الوحيدة لتثبيت حقوقه. (المثال من ذلك مذهب هيجل، وكارليل، ورودبرتوس، وآدولف فغنر). إن هذه الاشتراكية مضادة للفردية الفرنسية والإنكليزية التي انتشرت في القرن الثامن عشر.
9 ـ وهناك أيضا اشتراكية الذين زعموا أن تأسيس النظام الجديد لا يتم بالقهر والقسر، بل يتم بالطرق الشرعية. وتسمى اشتراكيتهم هذه باشتراكية الاصلاح، أو اشتراكية التطور.
10 ـ ومن الاشتراكيات التي عرفها التاريخ الاشتراكية الثورية وهي القول أن النظام الجديد لا يتحقق إلا بثورة العمال، أي بتبديل السلطات العامة والقوانين الحاضرة بطريق الانقلاب والقهر والقوة.
11 ـ أما الاشتراكية الخيالية أو الطوباوية فهي التي تتخيل مجتمعا فاضلا يحقق لأفراده في المستقبل جميع أسباب السعادة، كالمدينة الخيالية التي تصورها (توماس موروس) أو كالنظام الاجتماعي الذي تخيله كل من (سن سيمون ) و(فوريه).
12 ـ الاشتراكية التجريبية وهي القول : أن تعريف النظام الاقتصادي الذي ينشأ عن إلغاء النظام الرأسمالي والتنبؤ به ، قبل بلوغه محال. المثال من ذلك النقابية التي ذهب إليها (جورج سوريل)، والماركسية المعاصرة، والاشتراكية الفوضوية وغيرها.
13 ـ وجيمع هذه المذاهب على اختلاف طبقاتها وأنواعها تشترك في الأصول الآتية : أولا : الإيمان بالحتمية الاجتماعية فاشتراكية (سن سيمون) و (فوريه) و (برودون) مبنية على فلسفة التاريخ وحتمية وقائعه، كما أن اشتراكية (كارل ماركس) العلمية مبنية على المادية التاريخية.
14 ـ ثانيا : تنظيم قوى الإنتاج وربط الوظائف الاقتصادية بالدولة أو بالمراكز الموجهة، ويعبرون عن ذلك بقولهم أن الاشتراكية هي تصنيع الدولة أو تخليق الصناعة. حتى لقد قال دور كهايم : ((تطلق الاشتراكية على كل مذهب يريد أن يربط جميع الوظائف الاقتصادية المشتتة، أو بعضها بالمراكز الاجتماعية الواعية الموجهة)). ولا يدرك الأفراد حريتهم الحقيقية إلا إذا نظمت الحياة الاقتصادية تنظيما عادلا. فليست الاشتراكية مضادة للحرية، ولا للفردية، بل الفردية الكاملة والمنطقية تستلزم الأخذ بالنظام الاشتراكي.
15 ـ ثالثا : الاعتقاد أن العمل هو الأساس الشرعي لكل تملك، ولولا هذا الاعتقاد لما انتقد الاشتراكيون نظام التملك الحاضر، لأن هذا النظام في نظرهم يجلب لبعض الأفراد دخلا من دون عمل، ويحرم العمال نتائج سعيهم وتعبهم. فالاشتراكية لا تلغي إذن حق الملك الفردي، بل تقيم هذا الحق على أساس شرعي، وتريد أن تحسن حال الطبقة الفقيرة الكادحة، فلا ملك إلا لمن يكدح في العمل، ولا حق في الحياة إلا لمن يستحق الحياة.
16 ـ وإليكم هذا الفيديو الرائع لمعرفة ماهية الاشتراكية بشكل أوضح :
17 ـ ومن الكتب التي ألفت في الاشتراكية نجد كتاب الاشتراكية الطوباوية والعلم تأليف فريدريك إنجلز، ونجد في هذا الباب أيضا كتاب مدخل إلى الاشتراكية تأليف دكتور فؤاد مرسي، وهناك أيضا كتاب الاشتراكية لسلامة موسى، ومن الكتب التي ألفت أيضا في هذا المجال نجد كتاب الرأسمالية والاشتراكية والديمقراطية تأليف جوزيف أ. شومبيتر ويبلغ عدد صفحات هذا الكتاب 821 صفحة، ومن الذين ألفوا في موضوع الاشتراكية الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود وقد وسم كتابه بالاشتراكية الماركسية ومقاصدها السيئة، وهناك أيضا كتاب الإسلام والمناهج الاشتراكية للشيخ محمد الغزالي، وهناك أيضا كتاب المزدكية هي أصل الإشتراكية تأليف عبد اللطيف بن علي السلطاني.
وفي ختام هذا المقال تدعوكم مدونة (ماكينة الأفكار) إلى نشر الموضوع والتعليق عليه لتعم الفائدة إن شاء الله. ونسأل الله تعالى أن تنخفظ أسعار العقار في بلاد المسلمين كما نسألكم جميعا التأمين على هذا الدعاء، إنه ولي ذلك والقادر عليه اللهم آمين.
وللتواصل والنقاش يمكنكم زيارة الصفحة الشخصية على الفايسبوك :
تعليقات
إرسال تعليق