![]() |
ما هو الاعتقاد ؟ |
ما هو الاعتقاد ؟
الاعتقاد في المشهور هو الحكم الذهني الجازم، القابل للتشكيك، بخلاف اليقين.
1 ـ وقيل الاعتقاد : هو إثبات الشيء بنفسه، وقيل : هو التصور مع الحكم.
2 ـ والفرق بين الاعتقاد والاقتناع واليقين أن الاقتناع حكم ذهني جازم لا يقبل التشكيك، وأن اليقين اقتناع مستند إلى أسباب وحجج ثابتة.
3 ـ والفرق بين الاعتقاد والعلم أن العلم حكم جازم لا يقبل التشكيك كالاقتناع واليقين، في حين أن الاعتقاد يقبله.
4 ـ ولكن بعضهم يطلق الاعتقاد تارة على العلم، وتارة على يقين، وتارة على التصديق مطلقا، ويجعله أعم من أن يكون جازما أو غير جازم، مطابقا أو غير مطابق، ثابتا أو غير ثابت. إلا أن الاعتقاد بمعنى اليقين غير مشهور وبمعنى التصديق مشهور، وإذا كان الاعتقاد مطابقا للواقع كان صحيحا، وإذا كان غير مطابق له كان فاسدا.
5 ـ وللاعتقاد معنيان آخران : أحدهما عام، والآخر خاص. فالاعتقاد بالمعنى العام يطلق على الرأي والظن، ويشتمل، كالرأي والظن، على درجات متفاوتة من الرجحان.
6 ـ والاعتقاد بالمعنى الخاص يطلق على الثقة برأي الشاهد، أو على الركون إلى قول عالم حصل التصديق بقوله لأسباب خارجية، دون أي تفحص مباشر.
7 ـ ويطلق الاعتقاد في اصطلاح (كانت) ومدرسته على كل تصديق تام لا يقبل التشكيك من دون أن يكون له بالضرورة صفة عقلية أو منطقية.
8 ـ فإما أن يكون هذا التصديق مستندا إلى عوامل فردية، أو عواطف، أو مصالح عملية نفعية، وإما أن يكون مستندا إلى مبادئ كلية مشروعة كما في علم الأخلاق، وعند ذلك يكون الاعتقاد فعلا إراديا مبنيا على عوامل مقبولة تصلح للتفاهم، إلا أنها مباينة لمفهوم الشيء المصدق به.
9 ـ وقصارى القول أن الحكم يتضمن الاعتقاد، وهو تصديق مطلق لا يشترط فيه أن يكون مستندا، أو غير مستند إلى حجج منطقية، فإذا استند إلى هذه الحجج أصبح علما، لا اعتقادا.
10 ـ وإذا قلنا أن الحكم فعل إرادي حر كان الاعتقاد المستقل عن العوامل المرجحة دالا على حرية الاختيار، ويسمى الاعتقاد في هذه الحالة إيمانا.
11 ـ لقد زعم الفلاسفة الاسكوتلانديون أن مبادئ المعرفة اعتقادات أو تصديقات فرضت بالضرورة على العقل دون تسويغ أو تعليل.
12 ـ وزعم (مين دوبيران) أن الاعتقاد اقتناع مستقل عن التأمل والانتباه، وأنه مضاد للحكم، لأنه فعل غريزي، ولكن الاعتقاد تابع لأسباب حيوية ونفسية واجتماعية، فإذا نظرت إليه من ناحية المنطق، بحثت عن كونه صحيحا أو فاسدا، مطابقا أو غير مطابق، وإذا نظرت إليه من الناحية النفسية، بحثت عن الأسباب المؤثرة في تكوينه. وهذه الناحية النفسية أغلب على الاعتقاد من الناحية المنطقية.
13 ـ فإذا قلت : إن لبعض هذه الأسباب المؤثرة قيمة كلية، أصبح الاعتقاد ذا قيمة أخلاقية عامة، وإن كان ذاتيا شخصيا.
14 ـ وإذا كان اليقين كما يقول (هاميلتون) مستندا إلى تصديقات لا يمكن البرهان عليها كان الاعتقاد أساس كل يقين، وإذا صح أن التصديق، كما يقول (رينوفيه)، لا يحدث دون عوامل انفعالية وإرادية كان الاعتقاد أدنى مرتبة من اليقين، وكان اليقين المحض غاية مثالية أو حدا نهائيا، لا حالة واقعية.
15 ـ الفرق بين الاعتقاد والعلم: أن الاعتقاد هو اسم لجنس الفعل على أي وجه وقع اعتقاده، والاصل فيه أنه مشبه بعقد الحبل والخيط فالعالم بالشئ على ما هو به كالعاقد المحكم لما عقده ومثل ذلك تسميتهم العلم بالشئ حفظا له ولا يوجب ذلك أن يكون كل عالم معتقدا لان اسم الاعتقاد اجري على العلم مجازا وحقيقة العالم هو من يصح منه فعل ما علمه متيقنا إذا كان قادار عليه.
16 ـ وقال في شرح التجريد: إنّ الاعتقاد يطلق على التصديق مطلقا أعم من أن يكون جازما أو غير جازم، مطابقا أو غير مطابق، ثابتا أو غير ثابت؛ وهذا متداول مشهور. وقد يقال لأحد قسمي العلم وهو اليقين انتهى. وهو يخالف ما في المطول حيث جعل الاعتقاد بمعنى اليقين غير مشهور وبمعنى التصديق مشهورا. وأيضا الاعتقاد بمعنى اليقين لا يشتمل الجهل المركب بخلاف الاعتقاد بمعنى الحكم الذهني الجازم القابل للتشكيك فإنه يشتمله أيضا. ولهذا ذكر صاحب العضدي الاعتقاد إن كان مطابقا للواقع فهو اعتقاد صحيح وإلّا فاعتقاد فاسد، انتهى. وكأنّ اليقين معنى ثالث للاعتقاد، والله أعلم.
17 ـ الاعتقاد: من أفعال القلوب، وهو "افتعال" من عقد القلب على الشيء: إذا لم يزل عنه، وأصل العقد: ربط الشيء بالشيء، فالاعتقاد: ارتباط القلب بما انطوى عليه ولزمه.
18 ـ وإليكم هذا الفيديو السريع الذي يشرح معنى الاعتقاد بشكل سهل ومبسط :
وفي ختام هذا المقال تدعوكم مدونة (ماكينة الأفكار) إلى نشر الموضوع والتعليق عليه لتعم الفائدة إن شاء الله.
وللتواصل والنقاش يمكنكم زيارة الصفحة الشخصية على الفايسبوك :
https://www.facebook.com/fayssala.acharki.5
تعليقات
إرسال تعليق