![]() |
ما هي الإضافة ؟ |
ما هي الإضافة ؟
الإضافة في اللغة نسبة الشيء إلى الشيء مطلقا، وفي الاصطلاح نسبة اسم إلى اسم، جر ذلك الثاني بالأول نيابة عن حرف الجر أو مشاكله.
1 ـ وقيل الإضافة ضم شيء إلى شيء، ومنه الإضافة في اصطلاح النحاة، لأن الأول منضم إلى الثاني، ليكتسب منه التعريف والتخصيص.
2 ـ الإضافة هي المقولة الرابعة من مقولات آرسطو، وهي جمع تصورين أو أكثر في فعل ذهني واحد، كالهوية، والمعية، والتعاقب، والمطابقة، والسببية، والأبوة، والبنوة، وغيرها.
3 ـ والإضافة تلحق جميع المقولات، وذلك أنها تعرض للجوهر، كالأبوة والبنوة، أو تعرض للكم، كالضعف والنصف والقليل والكثير، أو تعرض للكيف، كالشبيه والعالم والمعلوم، أو تعرض للأين، كالمتمكن والمكان، أو تعرض للزمان، كالمتقدم والمتأخر، أو تعرض للوضع، كاليمين واليسار، أو توجد في الفعل والانفعال.
4 ـ قال ابن رشد : والفرق بين هذه الخمس ـ الكلام على المقولات ـ التي تتقوم بالنسبة، وبين الإضافة التي أيضا وجودها في النسبة، إن النسبة المأخوذة في الإضافة هي نسبة بين شيئين، تقال ماهية كل واحد منهما بالقياس إلى الثاني، مثل الأبوة والبنوة. وأما النسبة المأخوذة في الأين ومتى وسائر تلك المقولات فإنما يقال ماهية أحدهما إلى الثاني فقط.
5 ـ ومثال ذلك : أن الأين، كما قيل، هو نسبة الجسم إلى المكان، فالمكان مأخوذ في حده الجسم ضرورة، وليس من ضرورة حد الجسم أن يوجد في حده المكان، ولا هو من المضاف، فإن أخذ من حيث هو متمكن لحقته الإضافة، وصارت هذه المقولة بجهة ما داخلة تحت مقولة الإضافة. وكذلك سائر مقولات النسب.
6 ـ وقد تلحق الإضافة سائر لواحق المقولات مثل التقابل، والتضاد، والعدم، والملكة، وهي بالجملة قد تكون من المعقولات الأول، ومن المعقولات الثواني كالإضافة التي بين الجنس والنوع. (ابن رشد كتاب ما بعد الطبيعة صفحة 8 و9).
7 ـ والإضافة هي إحدى مقولات (كانت) التي تتضمن نسبة العرض إلى الجوهر، ونسبة العلة إلى المعلول، ونسبة الاشتراك (أي التأثير المتبادل بين الفاعل والمنفعل).
8 ـ وتنقسم الأحكام عند (كانت) من حيث الإضافة إلى 3 أقسام :أـ الحملية المطلقة وهي التي لا يتقيد الإسناد فيها بشرط أو فرض، ب ـ الشرطية المتصلة كقولك : إن كان الجو معتدلا، خرجت من البيت، ج ـ الشرطية المنفصلة كقولك : إما أن يأتي وإما أن لا يأتي.
9 ـ والإضافة هي نسبة بين شيئين تصور أحدهما يمنع التصديق بالأخر، ولكنه لا يمنع التفكير فيه، وذلك لأنهما يتضمنان تصور شيء ثالث يربط بينهما.
10 ـ قال (هاملن) : كل إثبات لشيء يمنع إثبات عكسه، وكل تصديق برأي يمنع التصديق بضده، ولا معنى للرأيين المتضادين إلا إذا حال أحدهما دون الأخذ بالآخر. وهذا المبدأ الأول يتمم بآخر ليس أقل منه ضرورة، وهو أنه لما كان لا معنى لأحد المتضادين إلا بالنسبة إلى الآخر وجب أن يكون المتضادان متصورين معا، لأنهما جزآن من كل واحد. ولذلك يجب أن نضيف إلى المرحلتين اللتين وجدناهما في التصور الذهني مرحلة ثالثة، وهي مرحلة التأليف، فالرأي وضده والتأليف بينهما قانون عام، وهو في مراحله الثلاث أبسط قانون للأشياء، ونحن نطلق عليه اسم الإضافة.
11 ـ الإضافة هي علاقة بين شيئين من شأن أحدهما أن يتبدل بتبدل الثاني، كتبدل التابع الرياضي بتبدل المتغير، أو كتبدل كمية محصول الأرض بتبدل كلف الشمس (جيفونس).
12 ـ وتسمى الإضافة في هذه الحالة علاقة، وتطلق على كل قانون يعبر عن رابطة بين شيئين، أو عدة أشياء متغيرة، كما في قول كورنو : ((يجب معارضة مسلمات الملاحظة بالإضافات ـ أي بالعلاقات ـ التي عرضتها النظرية)).
13 ـ وتنقسم الإضافة إلى ما يختلف فيه اسم المتضايفين، كالأب والابن، وإلى ما يتوافق فيهما الاسم، كالأخ مع الأخ، وإلى ما يختلف فيه بناء الاسم مع اتحاد ما منه الاشتقاق، كالعالم والمعلوم، والحاس والمحسوس.
14 ـ وأمارة اللفظ الدالة على الإضافة هي التكافؤ من الجانبين، فإن الأب أب للابن، والابن ابن للأب. ومن شرائط هذا التكافؤ أن يراعى فيه اتحاد جهة الإضافة حتى يؤخذ كله بالفعل أو كله بالقوة.
15 ـ ومن خواص الإضافة أنه إذا عرف أحد المضافين محصلا به عرف الآخر أيضا كذلك، فيكون وجود أحدهما مع وجود الآخر لا قبله ولا بعده. (الغزالي معيار العلم صفحة 205).
16 ـ ومن الأحاديث التي وردت فيها مادة الإضافة حديث : أيُّما رجُلٍ أضافَ قومًا فأصبَحَ الضَّيْفُ مَحرومًا، فإنَّ نَصْرَهُ حقٌّ على كلِّ مُسلِمٍ حتَّى يأخُذَ بقِرَى ليلتِهِ مِن زَرْعِهِ ومالِهِ.الراوي : المقدام بن معد يكرب الكندي | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود ، خلاصة حكم المحدث : سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
17 ـ والإضافة بمعنى (في) لم تثبت عند جمهور النحاة، ذكر التفتازاني، بل ردها أكثر النحاة إلى الإضافة بمعنى اللام، وصرح الرضي بأنها من مخترعات ابن الحاجب؛ والقول بكونها بمعنى (في) أخذ بالظاهر الذي عليه النحاة دون التحقيق الذي عليه علماء البيان، وقد نص عليها صاحب " الكشاف " في تفسير قوله تعالى: {ألد الخصام} واللام أصل حروف الإضافة لأن أخلص الإضافات وأصحها إضافة الملك إلى المالك وسائر الإضافات مضارعة لها، وقد تكون للاختصاص ولا ملك ك (الحمد لله) لأن هذا مما لا يتملك، والمذهب الصحيح من المذاهب أن العامل في المضاف إليه هو المضاف لكن بنيابته عن حرف الجر وكونه قائما مقامه ومكونه بدلا منه ، وإضافة اسم الفاعل إلى مفعوله أو المفعول إلى ما يقوم مقام الفاعل إذا أريد بهما الحال أو الاستقبال فهي لفظية
وإضافة اسم الفاعل الذي أريد به الماضي أو الاستمرار معنوية مفيدة للتعريف نحو (مررت بزيد ضاربك أمس) أو (مالك عبيده)، وإذا اعتبر اسم الفاعل المستمر من جهة حصوله في الماضي فإضافته حقيقية وتقع صفة للمعرفة، وإذا اعتبر من جهة حصوله في الحال أو الاستقبال تكون إضافته غير حقيقية فيعمل فيما أضيف إليه، وكل ما كانت الماهية كاملة فيه فإضافته للتعريف، وكل ما كانت الماهية ناقصة فيه فإضافته للتقييد ، نظير الأول: (ماء البحر) و (ماء البئر) و (صلاة الكسوف)،ونظيرالثاني: (ماء الباقلا) و (صلاة الجنازة).
18 ـ وإضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها معنوية مفيدة للتعريف أو التخصيص إذا كان المضاف إليه معرفة أو نكرة، وإضافة الموصوف إلى الصفة مشهورة وإن اتحدا كقوله: (ولدار الآخرة) و (حق اليقين) و (صلاة الأولى) و (يوم الجمعة) و (عنقاء مغرب) لأن الصفة تضمنت معنى (ليس) في الموصوف فتغايرا، والعرب إنما تفعل ذلك في الوصف اللازم للموصوف لزوم اللقب للاعلام، كما قالوا: (زيد بطة) أي صاحب هذا اللقب.
19 ـ الإضافة : أضفت الرجل: إذا أنزلته عليك للضيافة. وأضفت الشيء إلى غيره: إذا جمعته. وأضاف اسماً إلى اسم في العربية؛ ومعنى الإضافة: الإلصاق. والمضاف إليه من الأسماء مخفوض. والإضافة على ضربين: إضافة محضة، وغير محضة. فالمحضة: المقدرة باللام، كقولك: دار زيد: أي دار لزيد. وغير المحضة على ضربين: إضافة جنس مقدرة بمن، وإضافة غير مقدرة بمن. فالأول كقولك: ثوب خز، وخاتم فضة: أي ثوب من خز، وخاتم من فضة. ونحو ذلك الإضافة إلى المعدودات، كقولك: ثلاثة أثواب، وخمسة أمداد. المعنى: ثلاثة من الأثواب وخمسة من الأمداد. والثاني كقولك: حسن الوجه، وكثير المال، وكُلُّ القوم، وأفضل الناس، وغير واحد، وسوى رجل، وويح زيد، وخلف عمرو، ونحو ذلك. والإِضافة تمنع من تنوين المضاف، وإِثبات نون التثنية، والجمع فيه، كقولك ضارب زيد، وضاربا زيد، وضاربو زيد. والألف واللام كذلك. إِلا أن يُراد الانفصال فيجوز إِثباتهما كقولك: الحسن الوجه، والكثير المال ونحوه، لأن المعنى الذي حسن وجهه، وكثر ماله.
20 ـ وهذه محاضرة جامعة تتحدث عن مفهوم الإضافة في النحو العربي وعن أنواع هذه الإضافة لمن يريد أن يتوسع في فهم معاني الإضافة في اللغة العربية :
وفي ختام هذا المقال تدعوكم مدونة (ماكينة الأفكار) إلى نشر الموضوع والتعليق عليه لتعم الفائدة إن شاء الله.
وللتواصل والنقاش يمكنكم زيارة الصفحة الشخصية على الفايسبوك :
https://www.facebook.com/fayssala.acharki.5
تعليقات
إرسال تعليق