![]() |
ما هو الانتباه ؟ |
ما هو الانتباه ؟
الانتباه مصدر انتبه، تقول : انتبه الرجل من نومه، استيقظ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا.
1 ـ وانتبه الرجل : شرف، وانتبه للأمر : فطن، والانتباه والحلم متقابلان، كاليقظة والنوم، والشهود والغيبة.
2 ـ قال أبو حيان التوحيدي : ((والروية والبديهة تجريان من الإنسان مجرى منامه ويقظته، وحلمه وانتباهه، وغيبته وشهوده)). (المقايسات، صفحة 239).
3 ـ قال الجرجاني : ((الانتباه زجر الحق للعبد بإلقاآت مزعجة منشطة إياه من عقال الغرة على طريق العناية به)). (التعريفات ).
4 ـ والغرة هي الغفلة، ففي الانتباه بهذا المعنى زجر وإلقاآت مزعجة ومنشطة، ولولا ذلك لما استيقظت النفس من غفلتها، ولما فطنت لما يراد لها من خير.
5 ـ ويطلق الانتباه في الفلسفة الحديثة على تجمع فاعلية الذهن والشعور حول الشيء تجمعا عفويا أوإراديا.
6 ـ فالشيء الذي لا يشغل، قبل الانتباه، إلا قسما من ساحة الشعور، يصبح بعد الانتباه، مجمع قوى النفس، ومركز فاعلية الذهن.
7 ـ لقد زعم (كوندياك) : أن الانتباه للشيء ينشأ عن شدة الإحساس به، فالانتباه عنده إحساس مانع أي إحساس شديد يستولي على النفس ويمنعها من الالتفات إلى غيره.
8 ـ ولكن (مين دوبريان) صحح ذلك، فقال : كلما كانت أسباب إحساساتنا وانفعالاتنا أشد كان تأثرنا بها أقوى، ولكننا كلما كنا أشد استغراقا في أحوالنا النفسية كنا أقل امتلاكا لنفوسنا، وأقل معرفة بذواتنا، فالانتباه إذن ليس انفعالا شديدا، وإنما هو فاعلية ذهنية متوجهة إلى الشيء.
9 ـ وفي هذه الفاعلية الذهنية جهد إرادي، وهو صورة أولى للإرادة، تتفرع منها جميع الصور الأخرى.
10 ـ والانتباه كما قال (مين دو بيران) لا يزيد شدة الإحساس، بل يزيد وضوح الإدراك، إلا أن تأثير الانتباه الإرادي في الحاسة المدركة يجعلها أكثر استعدادا للتأثر بالقبول، كما في حالة الإصغاء، فإن عضلات السمع توجه أعضاء الأذن الوسطى أو أعضاء الأذن الخارجية في الحيوان، والرأس والجسد،وتوجيها موافقا لإدراك الصوت بحيث يكون تأثيره في حاسة السمع أقوى، وتكون حاسة السمع موجهة لإدراك ذلك الصوت دون غيره.
11 ـ إن وظيفة الانتباه الأساسية هي التمييز، لذلك أنكر بعض علماء النفس قدرة الانتباه على زيادة شدة الإحساس، فقالوا : إنه لا يجعل اليد والعين أقوى إحساسا، بل يجعل العقل أقوى وأدق إدراكا.
12 ـ وفرقوا بين الانتباه العفوي أو التلقائي والانتباه الإرادي، فقالوا: إن الانتباه العفوي هو الانتباه الناشئ عن تيقظ الذهن لشيء خارجي أثار اهتمامه الحاضر المباشر، كانتباه الهرة للفأرة، أو انتباه الإنسان لأمر أخذ بمجامع قلبه.
13 ـ قال (ريبو) : الانتباه التلقائي ينشأ دائما عن أسباب انفعالية، وهذه الأسباب الانفعالية تنحل كلها إلى النزعات، وهي أي النزعات، حركات أو توقف في الحركات، شعورية كانت أو لا شعورية.
14 ـ فالانتباه التلقائي يرجع إذن إلى غريزة حفظ البقاء، وهو انتخاب نفسي عفوي، ينشأ عن أسباب خارجية كشدة الإحساس وجدته، وعن أسباب داخلية، كالمزاج، والميل، والثقافة، والمشاغل الحاضرة، وقابلية الانفعال وغيرها.
15 ـ أما الانتباه الإرادي فهو انتباه الإنسان لشيء لا يميل إليه بفطرته، ولا يهتم به اهتماما طبيعيا مباشرا، وقد سمي إراديا لاشتماله على جهد إرادي، كانتباه التلميذ لبحث صعب ممل يعتقد أنه نافع له.
16 ـ وقد تقلب العادة هذا الانتباه الإرادي إلى انتباه عفوي، ويسمى عند ذلك بالانتباه المشتق.
17 ـ وإذا توجه الانتباه إلى شيء خارجي كان حسيا أو حركيا، فالانتباه الحسي هو تجمع فاعلية الذهن حول شيء خارجي معين، كانتباه عالم الحيوان لحشرة من الحشرات.
18 ـ والانتباه الحركي هو تنظيم الحركات تنظيما مطابقا للشيء الخارجي، كانتباه العامل لعمله وترتيبه الحركات اللازمة لإنجاز الفعل، وفقا لما تقتضيه شرائطه المختلفة.
19 ـ وإذا توجه الانتباه إلى الأحوال النفسية الداخلية سمي بالانتباه الداخلي، كما في حالات التأمل الداخلي، أو الاستبطان.
20 ـ ويرى بعض العلماء أن الانتباه هو الجهد العضلي لا غير، لأن الانتباه الحسي لا يبلغ غايته إلا بعضلات الحس التابعة للإرادة، ولأن الانتباه العقلي مصحوب بحركات عضلية، كالتبدلات التي نشاهدها في التنفس، ودوران الدم، وأوضاع الجسد وغيرها.
21 ـ وإذا قيل إن الانتباه لا ينحل إلى هذه الحركات كما في الرؤية غير المباشرة، إذا يتجه الانتباه إلى الشيء الجانبي من دون أن يكون مصحوبا بحركة العين، قلنا إن توقف العين عن الحركة في مثل هذه الحالة يتطلب جهدا عضليا. والجهد الإرادي نفسه لا يبلغ غايته إلا بالحركة، أو بالتوقف عن الحركة.
22 ـ ومهما يكن من أمر فإن الانتباه الإرادي لا يتم إلا بفاعلية ذهنية مركبة، تجمع حالات الشعور حول الشيء المدرك، فتجعله أكثر وضوحا، وهو في الحياة العقلية كالهوى في الحياة الانفعالية.
23 ـ فكما أن الهوى يأخذ بمجامع القلب، فيوجه الميول كلها إلى شيء واحد، كذلك الانتباه يجمع فاعلية الشعور في نقطة واحدة. فهو إذن فعل تركيبي تشترك فيه جميع حالات النفس من ذاكرة، وتخيل، واستدلال، لتوضيح الظاهرة الجديدة، وربطها بالتجارب الماضية، والإدراكات السابقة. (انظر المعجم الفلسفي لجميل صليبا الجزء الأول صفحة 145).
24 ـ وقيل الانتباه: زجر الحق للعبد على طريق العناية ليتخلص من المكاره والضلال والعصيان والوبال.
25 ـ الانتباه: عند الصوفية اليقظة من نوم الغفلة بالتوبة والاستقامة.
26 ـ والنبه: الانتباه من النوم. تقول: نبهته وأنبهته من النوم،ونبهته من الغفلة.
27 ـ وإليك هذا الفيديو القصير الذي يشرح عملية الانتباه بطريقة علمية مبسطة ورائعة :
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D9%87_%D9%81%D9%8A_%D8%B9%D9%84%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3
3 ـ قال الجرجاني : ((الانتباه زجر الحق للعبد بإلقاآت مزعجة منشطة إياه من عقال الغرة على طريق العناية به)). (التعريفات ).
4 ـ والغرة هي الغفلة، ففي الانتباه بهذا المعنى زجر وإلقاآت مزعجة ومنشطة، ولولا ذلك لما استيقظت النفس من غفلتها، ولما فطنت لما يراد لها من خير.
5 ـ ويطلق الانتباه في الفلسفة الحديثة على تجمع فاعلية الذهن والشعور حول الشيء تجمعا عفويا أوإراديا.
6 ـ فالشيء الذي لا يشغل، قبل الانتباه، إلا قسما من ساحة الشعور، يصبح بعد الانتباه، مجمع قوى النفس، ومركز فاعلية الذهن.
7 ـ لقد زعم (كوندياك) : أن الانتباه للشيء ينشأ عن شدة الإحساس به، فالانتباه عنده إحساس مانع أي إحساس شديد يستولي على النفس ويمنعها من الالتفات إلى غيره.
8 ـ ولكن (مين دوبريان) صحح ذلك، فقال : كلما كانت أسباب إحساساتنا وانفعالاتنا أشد كان تأثرنا بها أقوى، ولكننا كلما كنا أشد استغراقا في أحوالنا النفسية كنا أقل امتلاكا لنفوسنا، وأقل معرفة بذواتنا، فالانتباه إذن ليس انفعالا شديدا، وإنما هو فاعلية ذهنية متوجهة إلى الشيء.
9 ـ وفي هذه الفاعلية الذهنية جهد إرادي، وهو صورة أولى للإرادة، تتفرع منها جميع الصور الأخرى.
10 ـ والانتباه كما قال (مين دو بيران) لا يزيد شدة الإحساس، بل يزيد وضوح الإدراك، إلا أن تأثير الانتباه الإرادي في الحاسة المدركة يجعلها أكثر استعدادا للتأثر بالقبول، كما في حالة الإصغاء، فإن عضلات السمع توجه أعضاء الأذن الوسطى أو أعضاء الأذن الخارجية في الحيوان، والرأس والجسد،وتوجيها موافقا لإدراك الصوت بحيث يكون تأثيره في حاسة السمع أقوى، وتكون حاسة السمع موجهة لإدراك ذلك الصوت دون غيره.
11 ـ إن وظيفة الانتباه الأساسية هي التمييز، لذلك أنكر بعض علماء النفس قدرة الانتباه على زيادة شدة الإحساس، فقالوا : إنه لا يجعل اليد والعين أقوى إحساسا، بل يجعل العقل أقوى وأدق إدراكا.
12 ـ وفرقوا بين الانتباه العفوي أو التلقائي والانتباه الإرادي، فقالوا: إن الانتباه العفوي هو الانتباه الناشئ عن تيقظ الذهن لشيء خارجي أثار اهتمامه الحاضر المباشر، كانتباه الهرة للفأرة، أو انتباه الإنسان لأمر أخذ بمجامع قلبه.
13 ـ قال (ريبو) : الانتباه التلقائي ينشأ دائما عن أسباب انفعالية، وهذه الأسباب الانفعالية تنحل كلها إلى النزعات، وهي أي النزعات، حركات أو توقف في الحركات، شعورية كانت أو لا شعورية.
14 ـ فالانتباه التلقائي يرجع إذن إلى غريزة حفظ البقاء، وهو انتخاب نفسي عفوي، ينشأ عن أسباب خارجية كشدة الإحساس وجدته، وعن أسباب داخلية، كالمزاج، والميل، والثقافة، والمشاغل الحاضرة، وقابلية الانفعال وغيرها.
15 ـ أما الانتباه الإرادي فهو انتباه الإنسان لشيء لا يميل إليه بفطرته، ولا يهتم به اهتماما طبيعيا مباشرا، وقد سمي إراديا لاشتماله على جهد إرادي، كانتباه التلميذ لبحث صعب ممل يعتقد أنه نافع له.
16 ـ وقد تقلب العادة هذا الانتباه الإرادي إلى انتباه عفوي، ويسمى عند ذلك بالانتباه المشتق.
17 ـ وإذا توجه الانتباه إلى شيء خارجي كان حسيا أو حركيا، فالانتباه الحسي هو تجمع فاعلية الذهن حول شيء خارجي معين، كانتباه عالم الحيوان لحشرة من الحشرات.
18 ـ والانتباه الحركي هو تنظيم الحركات تنظيما مطابقا للشيء الخارجي، كانتباه العامل لعمله وترتيبه الحركات اللازمة لإنجاز الفعل، وفقا لما تقتضيه شرائطه المختلفة.
19 ـ وإذا توجه الانتباه إلى الأحوال النفسية الداخلية سمي بالانتباه الداخلي، كما في حالات التأمل الداخلي، أو الاستبطان.
20 ـ ويرى بعض العلماء أن الانتباه هو الجهد العضلي لا غير، لأن الانتباه الحسي لا يبلغ غايته إلا بعضلات الحس التابعة للإرادة، ولأن الانتباه العقلي مصحوب بحركات عضلية، كالتبدلات التي نشاهدها في التنفس، ودوران الدم، وأوضاع الجسد وغيرها.
21 ـ وإذا قيل إن الانتباه لا ينحل إلى هذه الحركات كما في الرؤية غير المباشرة، إذا يتجه الانتباه إلى الشيء الجانبي من دون أن يكون مصحوبا بحركة العين، قلنا إن توقف العين عن الحركة في مثل هذه الحالة يتطلب جهدا عضليا. والجهد الإرادي نفسه لا يبلغ غايته إلا بالحركة، أو بالتوقف عن الحركة.
22 ـ ومهما يكن من أمر فإن الانتباه الإرادي لا يتم إلا بفاعلية ذهنية مركبة، تجمع حالات الشعور حول الشيء المدرك، فتجعله أكثر وضوحا، وهو في الحياة العقلية كالهوى في الحياة الانفعالية.
23 ـ فكما أن الهوى يأخذ بمجامع القلب، فيوجه الميول كلها إلى شيء واحد، كذلك الانتباه يجمع فاعلية الشعور في نقطة واحدة. فهو إذن فعل تركيبي تشترك فيه جميع حالات النفس من ذاكرة، وتخيل، واستدلال، لتوضيح الظاهرة الجديدة، وربطها بالتجارب الماضية، والإدراكات السابقة. (انظر المعجم الفلسفي لجميل صليبا الجزء الأول صفحة 145).
24 ـ وقيل الانتباه: زجر الحق للعبد على طريق العناية ليتخلص من المكاره والضلال والعصيان والوبال.
25 ـ الانتباه: عند الصوفية اليقظة من نوم الغفلة بالتوبة والاستقامة.
26 ـ والنبه: الانتباه من النوم. تقول: نبهته وأنبهته من النوم،ونبهته من الغفلة.
27 ـ وإليك هذا الفيديو القصير الذي يشرح عملية الانتباه بطريقة علمية مبسطة ورائعة :
روابط خارجية حول مفهوم الانتباه :
ـ انتباه - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D9%87
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D9%87
ـ الانتباه في علم النفس - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D9%87_%D9%81%D9%8A_%D8%B9%D9%84%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3
تعليقات
إرسال تعليق