ما معنى الله ؟

ما معنى الله ؟
ما معنى الله ؟ 

ما معنى الله ؟ 

الله علم دال على الإله الحق دلالة جامعة لمعاني الأسماء الحسنى.

1 ـ واسم الله هو اسم الذات وأصله إله، دخلت عليه (آل) ثم حذفت همزته وأدغم اللامان.

2 ـ ولاسم الله معنى اجتماعي في الفكر الفلسفي، وهو إطلاق لفظ الإله على معبود الجماعة، وهذا المعنى المنتشر في الجماعات البدائية لا يمنع التعدد، لاختلاف الآلهة باختلاف الجماعات، أو لاعتقاد الجماعة الواحدة أن لها آلهة كثيرة، تتوزع السيطرة على الأشياء، وتتنازع فيما بينها.

3 ـ ولهذه الآلهة رئيس أعلى له عليها جميعا سلطان، كما في الميثولوجيا اليونانية. ومع أن الجماعات الإنسانية استبدلت بعد ذلك بتعدد الآلهة فكرة التوحيد فإن إيمانها بإله واحد ظل إلى عهد قريب مصطبغا بصبغة اجتماعية، لاعتقادها أنها الشعب المختار الذي يحقق إرادة الإله الحق، فأبناؤها أبناء الله، أو جنده، ومملكتهم مملكته، وهياكلهم هياكله، وهو لا يتصرف في ملكه إلا بالحق والعدل، ولا يعقل منه إلا رعاية الأصلح لشعبه.

4 ـ أما المعنى الأخلاقي لاسم الجلالة الله، فهو الاعتقاد أن الله مصدر جميع القيم الأخلاقية، لأنك إذا فرضته غير موجود، لم تستطع أن تبني نظام ثابت، ولا أن تفسر معنى العقاب والثواب، ولا أن تحقق اقتران الفضيلة بالسعادة.

5 ـ فالله أساس الأخلاق، لأنه لا خيرية للشيء بذاته قبل إرادة الله التي خلقته وأمرت به، ولو لم يشأ الله أن تكون الأشياء حسنة لما كانت كذلك.

6 ـ فليست المعصية إذن معصية بالنسبة إلى فعل الشيء، وإنما هي معصية لأنها مخالفة لإرادة الله، وسبب ذلك أنه لا يمكن لإرادة الله، وهي الخير المحض، إلا أن تأمر بالخير.

7 ـ ومع أن فريقا من علماء اللاهوت يقول أن للأخلاق أسين، أسا مباشرا، وهو العقل، وأسا غير مباشر وهو الله، فإن خيرية الأشياء عندهم هي مطابقتها للعقل القويم الذي هو من إرادة الله، عنها يصدر الخير، والنفع، والرشد، وبها يتم الاهتداء إلى الأفعال المنجية، ومعنى ذلك أن الله خير محض، وهو الأساس الوحيد لصدق أحكام الضمير، وثبوت القيم الأخلاقية.

8 ـ والمعنى الثالث هو المعنى المنطقي وهو القول بأن الله مصدر نظام العالم ومبدأ العقل، والأساس الذي يضمن مطابقة الحقائق التي في الأذهان للأشياء الموجودة في الأعيان، ومعنى ذلك أنه لا معقولية للحقائق الأبدية المطلقة إلا بنسبتها إلى الله، لأنه الموجود الحق الباقي بقاء أبديا. وكل حقيقة متغيرة وزائلة.

9 ـ والمعنى الرابع هو المعنى الوجودي، وهو القول بأن الله مبدأ العالم، وغايته، ومصدر وجود الكون، وضابط الكل.

10 ـ هناك من يقول بأن الله هو جوهر الموجودات وباطنها، ومعنى ذلك أن الله هو الكل الذي تفيض عنه الموجودات كما في مذهب وحدة الوجود الاسكندرانية، أو هو الجوهر الذي تكون جميع الموجودات أحوالا لصفتيه الأساسيتين، أعني الفكر والامتداد، كما في مذهب وحدة الوجود الاسبينوزية.

11 ـ وهناك من يقول أن الله هو الواحد المتعالي، المفارق، الذي خلق كل شيء وبسطه خارج ذاته، فهو إذن علة فاعلة، بها كان كل شيئ، وكل ما يرى وما لا يرى، فهو فعله، وخلقه، واخترعه.

12 ـ وهناك من يقول أن الله غاية العالم التي من أجلها كان كل شيء، لأنه كما قال آرسطو المحرك الأول، الذي يحرك العالم، ولا يتحرك معه، وإذا كانت جميع الموجودات تتحرك من أجله فمرد ذلك إلى أنه علة غائية، وعقل، وعاقل، ومعقول لذاته. ومعشوق بذاته ولذاته، له الجمال الأسنى والكمال المطلق، وهو خير محض وفعل محض، وجميع الموجودات تشتهي أن تحيا حياة شبيهة بحياته، وقد لخص (فاشرو) هذه الوجوه الثلاثة بقوله:((إن الله جوهر الموجودات، وعلة العلل، وغاية الغايات))، فهو الموجود المطلق، والحق المطلق، والخير المطلق، والجمال المطلق، فلا غرو إذا قال ديكارت أنه الموجود الكامل.

13 ـ وسواء قلت أن الله هو الجوهر الكلي، أو العقل الكلي، أو المثل الأعلى للكمال أو الخير، أو الواجب الوجود بذاته، أو الغاية التي من أجلها كان كل شيء، فإن أمرا واحدا لا ريب فيه وهو أن الله مبدأ كل وجود ومعقولية، وإذا كان بعض الفلاسفة يبرهنون على وجود هذا المبدأ بالبراهين العقلية، أو الطبيعية، أو الأنطولوجية، فإن بعضهم يقول أنه تعالى لا برهان عليه، لأنه البرهان على كل شيء.

14 ـ والإلهي هو المنسوب إلى الله أو الموحي به من الله، تقول : القدرة الإلهية، والقانون الإلهي. وقد يطلق لفظ الإلهي على كل ما يجاوز حدود الإنسان والطبيعة، تقول: اللطف الإلهي، والعناية الإلهية. والعلم الإلهي هو العلم الأعلى، والفلسفة الأولى، وعلم ما بعد الطبيعة، وما قبل الطبيعة.

15 ـ والإلهية هي أحدية جمع جميع الحقائق الوجودية (تعريفات الجرجاني).

16 ـ والألوهية هي صفة المؤله، أو ماهية كنه الذات الإلهية، وهي عند الصوفية اسم مرتبة جامعة لمراتب الأسماء والصفات كلها، أو اسم لجميع حقائق الوجود، وحفظها في مراتبها.

17 ـ وإذا أضيف لفظ الألوهية إلى الشيء دل على تأليه ذلك الشيء، كما في قولنا : ألوهية الجمال، وألوهية الحب، وألوهية المال.(انظر المعجم الفلسفي لجميل صليبا الجزء الأول صفحة 128 وما بعدها).

18 ـ قيل من عرف الله كلّ لسانه، ولا يعارضه ما قيل: من عرف الله طال لسانه: إذ المعنى من عرف الله بالذات كلّ لسانه، ومن عرف الله بالصفات طال لسانه. لأنّ الشّخص الذي له مقام التلوين يكون له معرفة الصفات، وأمّا من كان في مقام التمكين فله معرفة الذات. (انظر كشاف اصطلحات الفنون).

19 ـ ومن الكتب التي ألفت في بيان حقيقة الله سبحانه، كتاب الله جل جلاله لسعيد حوى، وكتاب ماذا تعرف عن الله لأبي ذر القلموني، كتاب الله يتجلى في عصر العلم تأليف مجموعة من العلماء الأمريكين، وكتاب الاسم المفرد لابن عطاء الله السكندري. 

20 ـ وإليكم هذا البيان الرائع لمعنى اسم الله من طرف الشيخ الشعراوي رحمة الله تعالى عليه : 



ومن أقوى الأدلة على وجود الله ما يلي : إذا افترضنا أن الله تعالى غير موجود، فإن السؤال التالي يطرح نفسه بقوة وهو : من أوجد هذا العالم ؟ ولكي نجيب عن هذا السؤال يمكننا أن نجيب بالأجوبة التالية : الجواب الأول : أن العالم أوجد نفسه بنفسه. وهذا الجواب الأول لا يمكن أن يكون صحيحا، لأن الشيء لا يوجد نفسه.
الجواب الثاني : هو أن العالم لم يوجد وإنما هو قديم منذ الأزل أي أنه لا أول له ولا آخر له، وأنه أيضا لا حاجة له إلى موجد يوجده بل هو مستغني بنفسه عن غيره، وإذا كانت في العالم هذه الصفات فهو بهذه الصفات أصبح إلها، فما فرضناه عالما انقلب إلها، وهذا غير صحيح لأن العالم لا يمكن أن يكون إلها لأن في العالم صفات النقص، والإله لا نقص فيه. وإذا ثبت بطلان الجواب الأول والثاني ثبت أيضا بطلان الفرض الذي افترضناه في بداية الكلام وهو أن الله تعالى غير موجود، وبالتالي فنتيجة هذا الكلام كله هي أن الله تعالى موجود جل في علاه. 

روابط خارجية حول معنى كلمة الله :

ـ شرح : ( لفظ الجلالة: الله عزّ وجلّ ) - الكلم الطيب:
https://kalemtayeb.com/safahat/item/1297


تعليقات