![]() |
ما هو الإنسان ؟ |
ما هو الإنسان ؟
الإنسان أصله إنسيان، لأن العرب قاطبة قالوا في تصغيره (أنيسيان).
1 ـ والإنسان إما فعليان من الأنس، والألف فيه فاء الفاعل، وإما أفعلان من النسيان، حتى قيل إنه سمي إنسانا، لأنه عهد إليه فنسي، والإنسان للذكر والأنثى، ويطلق على أفراد الجنس البشري.
2 ـ ومن أساليب القرآن أنه إذا كان المقام مقام التعبير عن المفرد، يذكر الإنسان نحو كل إنسان ألزمناه، وإذا كان مقام التعبير عن الجمع، يذكر الناس، نحو إن الله لذو فضل على الناس.
3 ـ وأكثر ما أتى في القرآن باسم الإنسان عند ذم وشر : قتل الإنسان ما أكفره، وكان الإنسان عجولا (راجع كليات أبي البقاء).
4 ـ والنسبة إلى الإنسان إنساني، كالنفس الإنسانية، والعقل الإنساني، والصورة الإنسانية، والقوى الإنسانية، والأعمال الإنسانية.
5 ـ والفرق بين الإنسان والرجل عند علماء الشريعة أن الإنسان جنس، والرجل نوع، كالمرأة، أما عند المناطقة فإن الإنسان نوع، والحيوان جنس.
6 ـ وسواء أكان الإنسان نوعا من الرئيسات، كما يقول علماء الحيوان، أم كان ذا مرتبة خاصة تميزه عن سائر الأنواع الحيوانية، فإن بنيته قريبة من بنية التدييات العالية، ووظائفه العضوية شبيهة بوظائفها.
7 ـ والصفات التي يتميز بها الإنسان عن سائر الحيوانات هي انتصاب قامته، وضخامة قحفه، ووزن دماغه، وقدرته على الكلام، وبشرته العارية من الوبر، ورأسه المملوء من الشعر، وأنفه البارز فوق فمه، وذقنه البارزة، ويداه الممتدتان في استقامة ذراعيه، ورجلاه العموديتان على ساقيه، ونمو عضلات فخذيه وأوراكه.
8 ـ وللإنسان من حيث هو كائن حي عدة وظائف كالتغذي، والإحساس، والحركة، والتوليد. وظائف التغذي هي التنفس، ودوران الدم، والهضم، والتمثيل، والإفراز.
9 ـ والإنسان عند الفلاسفة هو الحيوان الناطق (تعريفات الجرجاني)، الحيوان جنسه، والناطق فصله.
10 ـ قال ابن سينا : ((ليس الإنسان إنسانا بأنه حيوان، أو مائت، أو أي شيء آخر، بل بأنه، مع حيوانيته، ناطق)). (النجاة صفحة 11).
11 ـ وقال أيضا عند كلامه على المعاني التي تلتئم منها حقيقة الإنسان : ((مثال ذلك الإنسان، فإنه يحتاج أن يكون جوهرا، ويكون له امتداد في أبعاد تفرض فيه طولا وعرضا وعمقا، وأن يكون مع ذلك ذا نفس، وأن تكون نفسه نفسا يغتذي بها، ويحس، ويتحرك بالإرادة، ومع ذلك يكون بحيث يصلح أن يتفهم المعقولات ويتعلم الصناعات ويعلمها، فإذا التأم جميع هذا حصل من جملتها ذات واحدة، ذات الإنسان)). (الشفاء، المدخل إلى المنطق، صفحة 29، طبعة القاهرة).
12 ـ وقال الفاربي : ((إن الإنسان منقسم إلى سر وعلن، أما علنه، فهو الجسم المحسوس بأعضائه وامتساحه، وقد وقف الحس على ظاهره، ودل التشريح على باطنه، وأما سره، فقوى روحه)). (رسالة فصوص الحكم، 30).
13 ـ ويرى الفلاسفة الإلهيون أن الإنسان هو المعنى القائم بهذا البدن، ولا مدخل للبدن في مسماه، وليس المشار إليه بأنا هذا الهيكل المخصوص، بل الإنسانية المقومة لهذا الهيكل، فالإنسان إذن شيء مغاير لجملة أجزاء البدن.
14 ـ ولكن جمهور المتكلمين يرون أن الإنسان عبارة عن هذه البنية المخصوصة المحسوسة، وعن هذا الهيكل المجسم المحسوس، فإذا قال : أنا أكلت، وشربت، ومرضت، وخرجت، ودخلت، وأمثالها، فإنما يريد بذلك البدن، وعبارة الأشعري: أن الإنسان هو هذه الجملة المصورة ذات الأبعاض والصور.
15 ـ والحق أن الإنسان مؤلف من هذه الجملة الحسية المصورة، ومن تلك الجملة النفسية المؤلفة من الحالات المتداخلة، كالانفعال، والإحساس، والإدراك، والتعقل، والإرادة، فهو إذن جسم، وعقل.
16 ـ قال بسكال : ((ليس الإنسان ملكا ولا حيونا، ومن تعاسته أنه، إذا أراد أن يكون ملكا صار حيونا)).
17 ـ ويرى بعض الصوفية أن الإنسان الكامل الحقيقي هو البرزخ بين الوجوب والإمكان، والمرآة الجامعة بين صفات القدم، وصفات الحدثان، وهو الواسطة بين الحق والخلق. وبه، وبمرتبته يصل فيض الحق، والمدد الذي هو سبب بقاء ما سوى الحق، إلى العالم كله علوا وسفلا، ولولاه لم يقبل شيء من العالم المدد الإلهي.
18 ـ قال الجرجاني في تعريفاته : ((الإنسان الكامل هو الجامع لجميع العوالم الإلهية، والكونية، والجزئية، وهو كتاب جامع للكتب الإلهية والكونية، فمن حيث روحه وعقله كتاب عقلي مسمى بأم الكتاب، ومن حيث قلبه كتاب اللوح المحفوظ، ومن حيث نفسه كتاب المحو والإثبات، فنسبة العقل الأول إلى العالم الكبير وحقائقه بعينها نسبة الروح الإنساني إلى البدن وقواه، وأن النفس الكلية قلب العالم الكبير، كما أن النفس الناطقة قلب الإنسان، ولذلك يسمى الإنسان بالعالم الكبير)).
19 ـ الإنسان الصانع هو الإنسان من جهة ما هو صانع ماديا ومعنويا، إنه يصنع الأشياء ويصنع نفسه، ويقابله الإنسان العاقل.
20 ـ والإنسان العاقل هو الإنسان الذي يتولد من تفكير الإنسان الصانع في صنعه، وهو تفكير ومعرفة وإرادة.
21 ـ والإنسان الاقتصادي هو الإنسان الذي يكون سلوكه محددا بالمصالح الاقتصادية وحدها دون أي دافع عاطفي أو أخلاقي أو ديني. (انظر المعجم الفلسفي لجميل صليبا الجزء الأول الصفحة 155).
تعليقات
إرسال تعليق