![]() |
ما هو البرهان ؟ |
ما هو البرهان ؟
البرهان هو الحجة الفاصلة البينة، يقال برهن يبرهن برهنة، إذا جاء بحجة قاطعة للدد الخصم.
1 ـ وبرهن بمعنى بين، وبرهن عليه أقام الحجة، وفي الحديث: الصدق برهان، البرهان هنا الحجة والدليل.
2 ـ والبرهان عند الأصوليين ما فصل الحق عن الباطل، وميز الصحيح من الفاسد، بالبيان الذي فيه. (تعريفات الجرجاني).
3 ـ أما عند الفلاسفة فالبرهان هو القياس المؤلف من اليقينيات سواء كان ابتداء وهي الضروريات أو بواسطة وهي النظريات (تعريفات الجرجاني).
4 ـ قال ابن سينا : البرهان قياس مؤلف من يقينيات لإنتاج يقيني.(النجاة صفحة 103).
5 ـ والحد الأوسط في هذا القياس لا بد من أن يكون في نسبة الأكبر إلى الأصغر. فإذا أعطاك علة اجتماع طرفي النتيجة في الذهن فقد سمي برهان الإن، وإذا أعطاك على اجتماع طرفي النتيجة في الذهن والوجود معا سمي برهان اللم.
6 ـ قال ابن سينا : البرهان المطلق هو برهان اللم وبرهان الإن، أما برهان اللم فهو الذي ليس إنما يعطيك علة اجتماع طرفي النتيجة عند الذهن والتصديق بها فقط حتى تكون فائدته أن القول لم يجب التصديق به، بل يعطيك أيضا مع ذلك علة اجتماع طرفي النتيجة في الوجود.(النجاة، صفحة 103).
7 ـ وأما برهان الإن فهو الذي يعطيك علة اجتماع طرفي النتيجة عند الذهن والتصديق. بها لا غير (النجاة ، صفحة 104).
8 ـ والقدماء لا يطلقون لفظ البرهان إلا على الاستنتاج العقلي أي على الاستنتاج الذي تلزم فيه النتيجة عن المبادئ اضطرارا.
9 ـ أما المحدثون فيطلقون هذا اللفظ على الحجة العقلية والحجة التجريبية معا. والمقصود بالحجة التجريبية الحجة التي تستند إلى التجارب والأشياء والحوادث، كحجة الأستاذ الذي يبرهن على صحة القانون العلمي بإقامة التجارب في الصف، أو كحجة المحامي الذي يثبت صحة دعواه بإبراز بعض المستندات، أو تبيين بعض الحوادث.
10 ـ وأكمل أشكال البرهان، البرهان الرياضي، لأنه استنتاج مؤلف من يقينيات لإنتاج يقيني. وينقسم إلى برهان التحليل، وبرهان التركيب.
11 ـ فبرهان التحليل هو الصعود من النتائج إلى المبادئ، أي من القضية المراد إثباتها إلى قضية صادقة أبسط منها.
12 ـ قال دوهامل : تسمى هذه الطريقة تحليلا، وتبنى على تأليف سلسلة من القاضايا أولها القضية المراد إثباتها، وآخرها القضية المعلومة فإذا سرت من الأول إلى الأخيرة، كانت كل قضية نتيجة للتي بعدها، وكانت القضية الأولى نفسها نتيجة للقضية الأخيرة، وصادقة مثلها.
13 ـ وإذا كان هذا التحليل المباشر غير ممكن سلك الرياضي طريقا غير مباشر، فحلل نقيض القضية بدلا من القضية نفسها، ثم استنتج من هذا التحليل أن النقيض كاذب، وأن القضية بالتالي صادقة. ويسمى هذا البرهان برهان الخلف، وهو برهان إلزام لا برهان إيضاح، ونعني بذلك أنه يرغم العقل على التسليم بالنتائج، من غير أن يرجع القضية المراد إثباتها إلى الأوليات الواضحة. وقيل أيضا: إن برهان الخلف هو البرهان الذي يقصد فيه إثبات المطلوب بإبطال نقيضه.
14 ـ وأما برهان التركيب فهو على عكس التحليل هبوط من المبادئ إلى النتائج، كالاستنتاج الرياضي الذي تلزم فيه النتيجة عن المبادئ اضطرارا والمبادئ هنا هي البديهيات، والتعريفات والمسلمات، وسلسلة القضايا المنتظمة في سلك التحليل والتركيب واحدة، إلا أن اتجاه التحليل مضاد لاتجاه التركيب، وقصارى القول أن البرهان النظري على الأمر هو استنتاج ذلك الأمر من المبادئ العقلية الضرورية، وكل علم يبني حقائقه على الأوليات العقلية فهو علم برهاني، كالرياضيات، فإن حقائقها نهائية، على خلاف العلوم الطبيعية، فإن حقائقها غير نهائية، ولا تصبح العلوم الفيزيائية برهانية بهذا المعنى إلا إذا أمكن استنتاج قوانينها من المبادئ الكلية الضرورية، كمبادئ الميكانيك وقوانين الحركة.
15 ـ قال ديكارت : إن هذه السلاسل الطويلة من الحجج البسيطة والسهلة التي تعود علماء الهندسة استعمالها للوصول إلى أصعب البراهين أتاحت لي أن أتخيل أن جميع الأشياء التي يمكن أن تقع في متناول المعرفة الإنسانية تتعاقب على صورة واحدة، وأنه إذا تحامى المرء أن يتلقى ما ليس منها بحق على أنه حق، وحافظ دائما على الترتيب اللازم لاستنتاجها بعضها من بعض، فإنه لا يجد من تلك الأشياء بعيدا لا يمكن إدراكه ولا خفيا لا يستطاع كشفه. (مقالة الطريقة، القسم الثاني، صفحة 104 من الطبعة الثانية من ترجمتنا)، فارياضيات عنده هي المثل الأعلى للمعرفة، وبراهينها أدق البراهين، لأنها مؤلفة من يقينيات لإنتاج يقينيات. (انظر المعجم الفلسفي لجميل صليبا الجزء الأول الصفحة 206).
5 ـ والحد الأوسط في هذا القياس لا بد من أن يكون في نسبة الأكبر إلى الأصغر. فإذا أعطاك علة اجتماع طرفي النتيجة في الذهن فقد سمي برهان الإن، وإذا أعطاك على اجتماع طرفي النتيجة في الذهن والوجود معا سمي برهان اللم.
6 ـ قال ابن سينا : البرهان المطلق هو برهان اللم وبرهان الإن، أما برهان اللم فهو الذي ليس إنما يعطيك علة اجتماع طرفي النتيجة عند الذهن والتصديق بها فقط حتى تكون فائدته أن القول لم يجب التصديق به، بل يعطيك أيضا مع ذلك علة اجتماع طرفي النتيجة في الوجود.(النجاة، صفحة 103).
7 ـ وأما برهان الإن فهو الذي يعطيك علة اجتماع طرفي النتيجة عند الذهن والتصديق. بها لا غير (النجاة ، صفحة 104).
8 ـ والقدماء لا يطلقون لفظ البرهان إلا على الاستنتاج العقلي أي على الاستنتاج الذي تلزم فيه النتيجة عن المبادئ اضطرارا.
9 ـ أما المحدثون فيطلقون هذا اللفظ على الحجة العقلية والحجة التجريبية معا. والمقصود بالحجة التجريبية الحجة التي تستند إلى التجارب والأشياء والحوادث، كحجة الأستاذ الذي يبرهن على صحة القانون العلمي بإقامة التجارب في الصف، أو كحجة المحامي الذي يثبت صحة دعواه بإبراز بعض المستندات، أو تبيين بعض الحوادث.
10 ـ وأكمل أشكال البرهان، البرهان الرياضي، لأنه استنتاج مؤلف من يقينيات لإنتاج يقيني. وينقسم إلى برهان التحليل، وبرهان التركيب.
11 ـ فبرهان التحليل هو الصعود من النتائج إلى المبادئ، أي من القضية المراد إثباتها إلى قضية صادقة أبسط منها.
12 ـ قال دوهامل : تسمى هذه الطريقة تحليلا، وتبنى على تأليف سلسلة من القاضايا أولها القضية المراد إثباتها، وآخرها القضية المعلومة فإذا سرت من الأول إلى الأخيرة، كانت كل قضية نتيجة للتي بعدها، وكانت القضية الأولى نفسها نتيجة للقضية الأخيرة، وصادقة مثلها.
13 ـ وإذا كان هذا التحليل المباشر غير ممكن سلك الرياضي طريقا غير مباشر، فحلل نقيض القضية بدلا من القضية نفسها، ثم استنتج من هذا التحليل أن النقيض كاذب، وأن القضية بالتالي صادقة. ويسمى هذا البرهان برهان الخلف، وهو برهان إلزام لا برهان إيضاح، ونعني بذلك أنه يرغم العقل على التسليم بالنتائج، من غير أن يرجع القضية المراد إثباتها إلى الأوليات الواضحة. وقيل أيضا: إن برهان الخلف هو البرهان الذي يقصد فيه إثبات المطلوب بإبطال نقيضه.
14 ـ وأما برهان التركيب فهو على عكس التحليل هبوط من المبادئ إلى النتائج، كالاستنتاج الرياضي الذي تلزم فيه النتيجة عن المبادئ اضطرارا والمبادئ هنا هي البديهيات، والتعريفات والمسلمات، وسلسلة القضايا المنتظمة في سلك التحليل والتركيب واحدة، إلا أن اتجاه التحليل مضاد لاتجاه التركيب، وقصارى القول أن البرهان النظري على الأمر هو استنتاج ذلك الأمر من المبادئ العقلية الضرورية، وكل علم يبني حقائقه على الأوليات العقلية فهو علم برهاني، كالرياضيات، فإن حقائقها نهائية، على خلاف العلوم الطبيعية، فإن حقائقها غير نهائية، ولا تصبح العلوم الفيزيائية برهانية بهذا المعنى إلا إذا أمكن استنتاج قوانينها من المبادئ الكلية الضرورية، كمبادئ الميكانيك وقوانين الحركة.
15 ـ قال ديكارت : إن هذه السلاسل الطويلة من الحجج البسيطة والسهلة التي تعود علماء الهندسة استعمالها للوصول إلى أصعب البراهين أتاحت لي أن أتخيل أن جميع الأشياء التي يمكن أن تقع في متناول المعرفة الإنسانية تتعاقب على صورة واحدة، وأنه إذا تحامى المرء أن يتلقى ما ليس منها بحق على أنه حق، وحافظ دائما على الترتيب اللازم لاستنتاجها بعضها من بعض، فإنه لا يجد من تلك الأشياء بعيدا لا يمكن إدراكه ولا خفيا لا يستطاع كشفه. (مقالة الطريقة، القسم الثاني، صفحة 104 من الطبعة الثانية من ترجمتنا)، فارياضيات عنده هي المثل الأعلى للمعرفة، وبراهينها أدق البراهين، لأنها مؤلفة من يقينيات لإنتاج يقينيات. (انظر المعجم الفلسفي لجميل صليبا الجزء الأول الصفحة 206).
تعليقات
إرسال تعليق