![]() |
ما هو الأين ؟ |
ما هو الأين ؟
أين سؤال عن مكان، فإذا قلت أين زيد، فإنما تسأل عن مكانه، وهو إحدى مقولات أرسطو.
1 ـ وقد أطلق الفلاسفة مصطلح الأين على المحل الذي ينسب إليه الجسم.
2 ـ قال ابن سينا : الأين هو كون الجوهر في مكانه الذي يكون فيه ككون زيد في السوق. (النجاة صفحة 128).
3 ـ وقال الغزالي: من الأين ما هو أين بذاته، ومنه ما هو مضاف، فالذي هو أين بذاته كقولنا: زيد في الدار أو في السوق، وما هو أين بالإضافة فهو مثل فوق، وأسفل، ويمنة، ويسرة، وحول، ووسط، وما بين، وما يلي، وعند، ومع، وعلى، وما أشبه ذلك، ولكن لا يكون للجسم أين مضاف ما لم يكن له أين بذاته.(معيار العلم صفحة 207).
4 ـ قال ابن رشد: ومثال ذلك أن الأين كما قيل هو نسبة الجسم إلى المكان، فالمكان مأخوذ في حده الجسم ضرورة، وليس من ضرورة حد الجسم أن يؤخذ في حده المكان، ولا هو من المضاف، فإن أخذ من حيث هو متمكن، لحقته الإضافة، وصارت هذه المقولة بجهة ما داخلة تحت مقولة الإضافة. (مختصر ما بعد الطبيعة صفحة 8).
5 ـ يستنتج من ذلك كله أن الأين هو حصول الجسم في المكان، أي في الحيز الخاص به، ويسمى هذا أينا حقيقيا.
6 ـ وعرفه الجرجاني بقوله : هو حالة تعرض للشيء بسبب حصوله في المكان.
7 ـ وعرفه التهانوي بقوله أنه هيئة تحصل للجسم بالنسبة إلى مكانه الحقيقي أي أنه الهيئة المترتبة على الحصول في الحيز.(كشاف اصطلاحات الفنون).
8 ـ وقد يقال الأين لحصول الجسم فيما ليس مكانا حقيقيا له مثل الدار، والبلد، والإقليم، والعالم، فتقول مجازا زيد في دمشق أو في القاهرة وتعني بذلك وجوده في مكان غير خاص به وحده.
9 ـ ونحن نطلق على الأين لفظ المحل، وهو مكان الحلول، أعني الحيز الذي يشغله الجسم.
10 ـ يقول ديكارت : أوضح ما يدل عليه المحل، الوضع، لا المقدار أو الشكل، فإذا قلنا أن الشيء موجود في محل ما عنينا بذلك أن له وضعا خاصا بالنسبة إلى غيره من الأشياء، ولكننا إذا زدنا على ذلك أنه يشغل مكانا أو محلا معينا، عنينا بالإضافة إلى ما تقدم أن له مقدارا أو شكلا معينا يستطيع بهما ملأه.
11 ـ ومعنى ذلك أن ديكارت يفرق بين المحل الداخلي، والمحل الخارجي. فالمحل الداخلي عنده هو الامتداد الذي يشغله الجسم، وهو الجسم نفسه.
12 ـ فالمحل الداخلي عنده هو الامتداد الذي يشغله الجسم، وهو الجسم نفسه. أما المحل الخارجي فهو وضع الجسم بالنسبة إلى الأجسام الأخرى المحيطة به، فإذا تحرك الجسم خيل إلينا أنه ينقل امتداده معه، وأنه يترك مع ذلك وراءه امتدادا كان يشغله. وهذا ناشئ عن الفرق بين المحل الداخلي، والمحل الخارجي. الأول يتحدد بالعلاقات الداخلية، والثاني يتحدد بالعلاقات الخارجية، والفرق بين المحل، والامتداد، والمكان، أن المحل يدل على العلاقات التي تعين وضع الجسم بالنسبة إلى غيره، في حين أن الامتداد، أو المكان، يدل على الفراغ اللانهائي المحيط بالأجسام كلها.
13 ـ ويطلق اصطلاح المحل الهندسي على مجموع النقاط المتميزة بخاصة واحدة.(انظر المعجم الفلسفي لجميل صليبا الجزء الأول صفحة 188).
تعليقات
إرسال تعليق