الشاب الذي لا يعمل هل يمكن له أن يتزوج ؟

فلا يشترط عليك كشاب أن يكون لديك عمل، ولكن يكفي أن يكون عندك من مؤن النكاح ما تؤدي به الحقوق الواجبة عليك للمرأة. هذا ما يراه الدين في هذه المسألة لكن أغلب الأسر لن يرغبوا في تزويج رجل لا يعمل، وذلك لأنهم يخافون على مستقبل ابنتهم، لهذا لا يتشجعون على أن ترتبط ابنتهم بشخص لا عمل له.

أما الدين فله رأي مخالف لرأي عموم الناس، فقد قال الدسوقي المالكي في حاشيته: من كان فقره لا يمنعه من الإنفاق وتوابعه، يشرع له الزواج كما قدمنا، وليس في زواجه ضرر بالمرأة؛ إذ ليس لها الحق في غير ما يجب لها، وهو موجود. اهـ.
ولا ننسى أن النكاح من أسباب الغنى كما وعد بذلك الرب تبارك وتعالى عند قوله : إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله، فلا ينبغي لأهلك الوقوف في طريقك لمجرد أنك لا عمل لك.
وجمهور الفقهاء على أن العيوب التي يجب بيانها -عند الخطبة- والتي يثبت بها حق الفسخ، هي العيوب التي يتعذّر معها الوطء، أو كمال الاستمتاع، أو الأمراض المنفّرة، أو المعدية، كالبرص، والجذام، ونحو ذلك. هذه هي شروط صحة جواز الزواج عند الفقهاء وليس فيها شرط أن يكون للرجل عمل أو مشروع يتكسب منه.

لننظر إلى الموضوع بطريقة أخرى، طريقة تجعلنا نتعمق في فهم واقعنا الحاضر، واقعنا الحالي يعاني فيه الشباب من قلة فرص الشغل، وهذه مسألة واضحة لأغلبية الناس، وبالتالي فالشباب إذا فرضنا عليه أن يكون لديه عمل لكي يتقدم للزواج، فأغلب الشباب لن يتمكنوا من الزواج، وإذا لم نفرض عليهم شرط وجوب أن يكون لشاب عمل لكي يتزوج فقد نقع في مشكلة أخرى وهي أن مسؤولية البيت لن يستطيع تحملها هذا الشاب الذي لا يعمل.
إذن المشكلة معقدة بعض الشيء وتحتاج إلى حل فما هو الحل يا ترى ؟ 
نحن نعلم جميعا أن أي مشكلة يمكن حلها، لهذا يجب أن نفكر بشكل  جدي في مشكلة الزواج عند الشباب في مجتمعنا العربي.
لقد تغير حكم فقهي في عصر عمر بن الخطاب عندما كانت هناك مجاعة فألغي حد السرقة، فلهذا على الفقهاء في عصرنا أن يفكروا في حل فقهي لمشكلة الزواج، حتى وإن ذهبوا لتجويز زواج المتعة أو أي نوع آخر من الزواج لكي يحلوا مشكلة الشباب في هذا العصر.
قد لا يتفق معي الكثيرون، لكن على العموم يجب أن نفكر في الموضوع فهو من أهم الأمور التي تهم المسلمين في هذا العصر، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.