الفصل الأول : لا تحاول
يبدأ كتاب فن اللامبالاة بدون مقدمة ويدخل مباشرة إلى الفصل الأول ويفتتح هذا الفصل بالحديث عن قصة رجل فشل في نشر روايته لكنه رغم ذلك قام بنشرها في اواخر حياته، وهذا الرجل كان يعاني من الاكتئاب وكانت حياته تعيسة وكان ايضا مدمنا للمشروبات الكحولية.
في نظري الخاص يفتتح الكاتب مارك مانسون كتابه بهذه القصة ليبين لقرائه بأن النجاح لا يأتي عن طريق عيش حياة ايجابية وسعيدة كما هو مبين في كتب التنمية الذاتية، بل النجاح حسب رأيه الخاص يأتي بعد رحلة عادية يتولد عنها ذلك النجاح الذي لم نكن نتوقعه من قبل.
ومعنى ذلك أنه لم يصبح شخصا ناجحا ومشهورا عن طريق تحوله الى شخص افضل بل استطاع ان يحقق النجاح رغم كونه شخصا سيئا ولا يتصف بأي صفة إيجابية في ذاته وحياته الخاصة.
وهو يرى في هذا الفصل أن تركيزنا على الأمور الإيجابية مثل قولنا أننا نحن سعداء ونحن أغنياء مع كوننا لسنا كذلك في الواقع هو أمر سلبي يجعلنا نركز دون أن نشعر على تلك الأشياء التي نفتقدها حقيقة في حياتنا ، فالسعيد حسب تعبير الكاتب لا يقول أنا سعيد لأنه يعيش السعادة بشكل حقيقي فهو لا يحتاج الى تذكير نفسه بأنه سعيد لأنه ببساطة يعيش السعادة ولا يحتاج الى ان يذكر نفسه طوال الوقت بأنه سعيد فالموقف النفسي لا يحتاج الى ذلك.
وفي نفس هذا الفصل يتحدث الكاتب عن ثقافة الاستهلاك وثقافة حياتي أجمل من حياتك التي أصبحنا نعيشها في عصر مواقع التواصل الاجتماعي التي تجعلنا نعيش في وهم الإنسان الكامل الذي يجب أن نكون مثله.
وهذه الثقافة هي في صالح الشركات الكبرى التي تريد أن تروج لمنتوجاتها عبر هذه المواقع الالكترونية.
وأهم فكرة في هذا الفصل تتلخص في ان الرغبة في التجارب الايجابية تعد تجربة سلبية، في حين ان قبول التجارب السلبية تعد تجربة ايجابية.
بمعنى أنه كلما كنت شديد الرغبة في أن تصبح غنيا كلما أحسست بأنك فقير لا قيمة لك، وذلك بصرف النظر عن المال الذي تجنيه في واقع الأمر.
فهو يرى بأن كثرة المبالاة بتحقيق النجاح في الحياة هو مسيؤدي بك إلى الفشل لأن الأشياء الجميلة في نظره لا تحدث الا اذا لم نعد مبالين بها أكثر من اللازم.
فهو هنا لديه رأي مغاير لقانون الجذب فهو يرى بأن كثرة الاهتمام بالشيء يؤدي الى عدم تحقيقه في ارض الواقع، فكلما قل اهتمامك بالشيء كلما زادت نسبة تحقيقه في حياتك وهذا القانون مغاير تماما لقانون الجذب الذي يرى بأن تحقيق الاشياء يكون بالتركيز عليها أكثر من اللازم.
والاهتمام الزائد بالأشياء يعتبر في رأي الكاتب مرض نفسي يجب التخلص منه لعيش حياة سعيدة ورائعة. وهذا لا يعني أن نتخلص من الاهتمام بالاشياء تماما بل علينا أن نهتم بالاشياء التي لها قيمة في حياتنا الخاصة. وحتى لا تهمك الصعاب عليك أن تهتم بما هو أهم منها. وأهم شيء في الحياة هو أن تجد هذا الشيء المهم الذي ستكرس حياتك من أجله. وسواء أدركت ذلك أم لم تدركه فإنك دائما ستختار ما تعطيه اهتمامك. والنضج هو أن يتعلم الإنسان أن لا يهتم إلا بما يستحق اهتمامه.
وهدف هذا الكتاب كما يقول كاتبه هو ان يجعلك تفكر في الأشياء التي تستحق منك الاهتمام هذا هو هدف هذا الكتاب بشكل واضح ومبسط.
يجب تقبل أن هنالك نوعا من المعاناة لا يمكن التخلص منها لذلك لا يجب الاهتمام بهذه المعاناة أكثر من اللازم حتى لا تصبح حياتنا مثل الجحيم الذي لا نستطيع الخروج منه.
لذلك حاول أن تعتبر هذا الكتاب دليلك للتعامل المعاناة والالام التي تنتج عنها وكيفية تخفيف هذه المعاناة على نفسك لتعيش بأمن وسلام.
إنه كتاب عن كيف تكون حركتك خفيفة رغم ثقل أحمالك أو بعبارة أخرى سيعلمك هذا الكتاب كيف تضحك من دموعك وأنت تذرفها . سيعلمك هذا الكتاب كيف تخسر دون أن تشكل لك الخسارة قلقا كبيرا في حياتك. سوف يعلمك هذا الكتاب باختصار كيف تهتم بأقل الأشياء في حياتك وتحتفظ فقط بالأهم منها.
الفصل الثاني : السعادة مشكلة في حد ذاتها
يفتتح الكاتب هذا الفصل بقصة الأمير الذي تربى في الثراء الفاحش والذي لم يجد فيه السعادة التي كان يبحث عنها ثم قرر بعدها أن يبحث عن السعادة في الفقر لكنه لم يجد السعادة في الفقر أيضا بل وجد المعاناة حينها قرر أن يعتزل كل شيء ويجلس تحت شجرة لمدة 40 يوما حتى يحصل له التنوير في حياته.
وهذا الأمير هو بوذا الحكيم الذي اكتشف بعد هذه الرحلة الروحية العميقة أن السعادة لا تتعلق بالثراء أو الفقر أو أي شيء آخر وأدرك أيضا أن المعاناة لا مفر منها في هذه الحياة ولكي نعيش في سلام يجب علينا الا نقاوم هذه المعاناة.
ومشكلة السعادة تكمن في أننا نظن إذا حققنا الثراء أو حصلنا على الشخص الذي نحبه فإننا سنحصل على السعادة ولكن السعادة ليست كما نظن لا تتحقق بالحصول على الأشياء المادية أو المعنوية.
بعد ذلك يبين لنا الكاتب أن المعاناة في الحياة أمر طبيعي وهي السبب البيولوجي الذي يدفعنا الى بذل الجهد لتحسين حياتنا نحو الأفضل.
والألم أو المعاناة كما يقول الكاتب مفيدة لنا لأنها تعلمنا ما هو مفيد لنا وما هو ليس بنافع لنا لكي نتجنبه في المرة القادمة. والألم نوعان جسدي ونفسي. ولا توجد حياة بدون ألم أو بدون مشاكل لكن علينا فقط أن نتعلم كيف نستفيد جيدا من تلك المشاكل ونتعلم الدرس الذي جاءت لتعلمنا إياه.
وليكن في علمك أن السعادة في هذه الحياة تكمن في حل المشاكل لكن المشاكل في هذه الحياة لا تتوقف أبدا. والخلطة السحرية في الحياة هي في حل المشاكل وليس في عدم وجود المشاكل في حياتك. فاذا لم تكن هناك مشاكل في حياتك فستكون تعيسا، واذا كانت موجودة ولم تستطع حلها فستكون ايضا تعيسا الحل السحري وهو أن تتعلم حل تلك المشاكل فهذا هو ما سيجلب السعادة لحياتك. يجب أن يكون لدينا شيء نحله حتى نكون سعداء في هذه الحياة.
بعد ذلك يحذرك الكاتب من الوقوع في خطأين الاول وهو انكار المشاكل والثاني وهو القاء اللوم على الاخرين اي ان تربط مشاكلك بالاخرين فهذين الامرين سيجعلانك تهرب من مواجهة مشاكلك وحلها بنفسك.
ثم بعدها يبين لنا الكاتب بأن السعادة تتطلب منا الشقاء من أجل نيلها فالسعادة لا تنال بسهولة وانما يجب ان نتعب في الحصول عليها. وعلينا أن ندرك هذا الأمر جيدا حتى لا نقع في فخ السعادة المزيفة. فطريق السعادة مليء بالأشواك وليس بالزهور. هذا ما يجب أن تتذكره دائما. وطالما أنك ستعيش الألم فعليك أن تحدد الألم الذي تريد أن تعيشه. إنها مسألة اختيار لذلك اختر ما تراه مناسبا لك. فاذا اردت النجاح فعليك ان تصارع وتكافح من أجله.
الفصل الثالث : لست شخصا متميزا
يفتتح مارك مانسون هذا الفصل بقصة رجل اعمل يوهم نفسه بأنه شخص شغوف بعمله شديد الانهماك فيه يسعى لتحقيق أهدافه، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك. فقد كان يخدع نفسه ويخدع الآخرين بأنه رجل أعمال ناجح في أعماله.
ثم انتقل الكاتب ليحدثنا مباشرة عن كيف أن المجتمع أصبحت فيه فكرة التميز الذاتي منتشرة بشكل كبير في جميع الأوساط الاجتماعية وأصبح الكل تقريبا الكل يؤمن بأنه شخص متميز لا مثيل له في هذا العالم.
لكن حسب رأي الكاتب فإنه اتضح بعد ذلك وحسب بعد الدراسات أننا لسنا أشخاص متميزين واستثنائيين بل نحن تماما مثل رجل الأعمال الوهمي الذي تحدثنا عنه قبل قليل في مفتتح هذا الفصل. نعم إنه رجل الأعمال نفسه الذي لديه افراط عالي في تقدير الذات، حتى أنساه هذا التقدير الزائد لذاته أن يفعل شيئا ذا قيمة في حياته.
مشكلة هذا الشخص الحقيقية هي أنه كان يظن أنه سيصبح غنيا من دون أن يفعل أي شيء، وهذا هو حال معظم من يظنون أنهم أشخاص متميزين في هذا الوقت المتأثرين ببعض كتب التنمية الذاتية. لكن هذا الاحساس العالي بالاستحقاق استراتيجية فاشلة.
فأصحاب التميز الذاتي يختلقون نجاحات وهمية ويعيشون وسط هذه الأحلام وتلك الأوهام التي لا أساس لها في واقعهم. فهم غير قادرين على الاعتراف بمشاكلهم على نحو صادق وصريح، وبالتالي فهم غير قادرين على تصحيح عيوبهم وتطوير قدراتهم شيئا فشيئا.
بعدها بدأ الكاتب يحدثنا عن فترة مراهقته وكيف أنها كانت فترة صعبة في حياته بكل ما تحمل الكلمة من معنى. كما أنه عاش فترة صعبة بعد طلاق والديه ورغم كل هذه الصعاب كان يعتقد انه شخص فريد ومتميز حتى تصيبه كل هذه الصعاب الفريدة من نوعها. وهذا بالطبع تفكير خاطئ حسب رأي الكاتب فلا شك أن هناك أشخاص آخرين مروا بمثل هذه الصعاب في حياتهم وبالتالي فأنت لست شخص فريد ومتميز في هذا العالم بل هناك اشخاص كثيرين مثلك.
لكن هذا لا يعني التقليل من مشكلتك بل يعني فقط أنك لست شخصا متميزا كما تعتقد. فالتميز والتفرد أصبح هو السمة الطاغية في عصر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي.
والإنسان بطبعه لا يستطيع أن يكون متميزا واستثنائيا في عدة مجالات بل يستطيع فقط أن يتميز في مجال واحد او مجالين على الأكثر فمثلا نجد المغني الناجح في مجال الغناء فاشلا في مجالات أخرى مثل الرياضة ومجال العلوم على سبيل المثال. فنحن بشر عاديون في معظم الوقت.
والمشكلة هي أن وسائل الاتصال والتكونولوجيا تغرقنا بكل ما هو استثنائي ومتميز وهذا ما يجعلنا نحس بالسوء تجاه أنفسنا ويدفعنا نحن أيضا إلى أن نطمح لكي نكون استثنائيين ومتميزين. ولكن اذا كنا جميعا استثنائيين فلا أحد بالتالي سيكون حينها استثنائيا ومتميزا. فقد صار كون المرء عاديا المعيار الجديد للفشل. ولكي نحل هذه المشكلة علينا أن نتقبل حياتنا العادية كما هي بدون تميز أو استثناء. وسيتبدد حينها الشعور الدائم بالحاجة إلى إثبات الذات أمام الآخرين والإحساس بعدم الجدارة الذي تسببه مشكلة الدعوة الى التميز في هذا العصر.
الفصل الرابع : قيمة المعاناة
يفتتح الكاتب هذا الفصل بقصة الضابط في الجيش الامبراطوري الياباني الذي يطلق عليه اسم أونودا، والذي ظل يحارب الأمريكان في اليابان رغم انتهاء الحرب لأنه كان يحارب الأمريكان في أدغال اليابان وكان يعتقد أن الحرب لم تنتهي رغم أن الجيش الياباني كان يرمي مناشير عبر الطائرات في الادغال يبين فيها بأن الحرب قد انتهت، لكنه كان يرى بأن تلك المناشير خدعة من طرف الجيش الأمريكي.
ولما سمع بقصة هذا الملازم الأسطوري شاب ياباني مغامر اسمه سوزوكي قرر أن يبحث عنه في الأدغال اليابانية ليخبره بأن الحرب قد انتهت فعلا وبأنه لا جدوى من أن يضل هناك في الأدغال يحارب لوحده من أجل حرب قد انتهت منذ سنوات طويلة.
وبالفعل وبعد أربعة أيام من البحث عنه وسط الأدغال وجد الشاب سوزوكي الملازم أوندا وأخبره بأن الحرب فعلا قد انتهت منذ سنوات طويلة وأنه لا جدوى من بقائه وحيدا في الادغال يحارب الوهم لوحده بل ويحارب من اجل امبراطور لم يعد اصلا موجودا يحكم اليابان.
لقد اختار هذا الملازم المعاناة من أجل إمبراطور ميت، فقد كان لتلك المعاناة معنى حقيقي لأنها قدمت في سبيل قضية كبرى وهي الدفاع عن إمبراطورية اليابان مهما كلف الأمر. وبما أن تلك المعاناة كانت تعني شيئا لهذا الملازم فقد كان قادرا على تحملها بل والاستمتاع بها ايضا.
فاذا كانت المعاناة امرا لا مفر منه فالسؤال الذي يجب أن نطرحه ليس هو : كيف نوقف هذه المعاناة ؟ بل السؤال الذي يجب أن نطرحه هو : من أجل ماذا نحن نعاني كل هذه المعاناة ؟ أي ما هي الغاية من هذه المعاناة ؟ وبقدر جوابك على هذا السؤال تستطيع تحمل تلك المعاناة.
ثم يصور لنا الكاتب بعدها النفس البشرية مثل بصلة ذات أوراق كثيرة وتلك الاوراق هي مشاعرنا الداخلية.
ولمعرفة ذاتنا بشكل أعمق يجب علينا التعمق في معرفة أسباب مشاعرنا الذاتية التي نمر بها. وذلك عن طريق طرح أسئلة حول السبب الذي يجعلنا نشعر بتلك المشاعر، فمشاعرنا عبارة عن طبقات فوق بعضها البعض.
فكل شيء نفكر به أو نشعر به راجع في نهاية المطاف إلى مقدار القيمة التي نجدها في هذا الشيء. ولن نصل الى تلك القيم العميقة الا عن طريق السؤال، لكن الاستجواب الصادق للنفس أمر صعب في أغلب الأحيان، لذلك يتحاشاه أغلب الناس.
توقف لحظة وفكر على سبيل المثال في شيء يزعجك، ثم اطرح على نفسك السؤال التالي : ما هو السبب الذي يجعلني أن نزعج من هذا الشيء بالذات؟ ربما تكون الاجابة هي أن الفشل يسبب لك ذلك الإزعاج، ثم اسأل نفسك ما هو سبب هذا الفشل وهكذا حتى تصل الى قيمك الداخلية وتعرف نفسك بشكل أفضل من السابق.
قد تكون المشكلات امرا محتوما لكن معنها ليس بالضرورة امرا محتوما لا يتغير. وبالتالي يمكننا التحكم في مشكلتنا عن طريق التحكم في كيفية تفكيرنا بتلك المشكلات.
وفي هذا الفصل أيضا يحدثنا الكاتب عن قصة مغني الروك الذي طردته مجموعة الروك من فرقتها بدون سبب أو أي إنذار، وكيف أنه حاول بكل ما لديه من قوة أن يأسس فرقته الخاصة ويحقق حلمه في أن تصير فرقة مشهورة في الولايات المتحدة الأمريكية. وسار التفكير في الانتقام تسليته الأولى.
وفي غضون عامين فقط دخل ألبومه الاول القائمة الذهبية. كان مغني الروك هذا هو ديف موستين وفرقته هي ميجاديت ذات الشهرة الأسطورية، أما الفرقة التي طردته فكانت هي فرقة ميطاليكا اشهر فرق الروك في العالم.
لكن مغني الروك ديف موستين رغم النجاح الذي حققه لا يزال يرى نفسه شخصا فشلا لأنه لم يستطيع أن يمسح من ذاكرته أن مجموعة ميطاليك طردته من فرقتها. فالمشكلة تكمن هنا في المعيار الذي نقيس به أنفسنا. فقيمنا هي التي نقيس بها أنفسنا ونقيس بها أيضا الآخرين. فإذا كنت ترغب في تغيير نظرتك إلى مشكلاتك فإن عليك ان تغير ما تعتبره ذا قيمة في حياتك.
بعدها يحدثنا الكاتب عن قصة مغني اخر تم طرده من مجموعة موسيقية لكنه بعد طرده من تلك المجموعة تعرف على فتاة حياته التي تزوج بها وكون معها أسرة سعيدة وعاش معها في سعادة غامرة. لقد أعطى هذا المغني قيمة أكبر للسعادة الأسرية أكثر من قيمة الشهرة وجمع المال، فكانت حياته أسعد من المغني السابق الذي تحدثنا عنه في الفقرات السابقة من هذا الملخص.
توحي هذه القصص كلها الى ان هنالك مقاييس ومعايير وقيم أفضل من غيرها. وان هنالك قيم ومقاييس تؤدي الى مشكلات صغيرة يسهل حلها، وهناك في الجانب الاخر مقاييس وقيم تؤدي الى مشكلات كبيرة يصعب حلها.
وبكلمات أخرى فإن هنالك قيما لا قيمة لها في هذه الحياة مثل قيمة المتعة التي اذا أقمنا أولويات حياتنا عليها كانت حياتنا سيئة للغاية. فالمتعة إله زائف من يعبده يتكبد الخسائر في حياته.
وتبين الدراسات أن الناس الذين يركزون على المتعة في حياتهم يكونون أكثر عرضة للقلق والاكتئاب.
إلا أن المتعة هو ما يتم تقديمه لنا على مدار الأربعة والعشرين ساعة كمخدر عبر وسائل الاتصال المختلفة. فالمتعة والنجاح المادي ليس هما سبب السعادة بل هما أثر من آثار السعادة.
باختصار يجب علينا أن نضع قيما مثل ( قيمة أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين ، وقيمة حب الاخرين والتعاطف معهم ) في أعلى سلم أولوياتنا. لا أن نضع المتعة والنجاح المادي وحب أن نكون على صواب في أعلى سلم اولوياتنا وإلا ستنقلب حياتنا رأسا على عقب.
ومن القيم التي لا قيمة لها في هذه الحياة والتي يجب التخلص منها قيمة أن تكون دائما على صواب، فهذه القيمة تمنعك من تعلم أشياء جديدة في هذه الحياة، لذلك يجب عليك تجنبها حتى تطور ذاتك شيئا فشيئا.
ومن القيم التي يجب التخلص منها قيمة الحرص على الإيجابية، حيث أن هنالك أشخاصا كثر في هذا العالم يقيسون مدى نجاح حياتهم بقدرتهم على أن يكون إيجابيين في كل شيء. فالإيجابية الدائمة نوع من أنواع الهروب فهي ليست حلا جيدا لمشكلات الحياة المختلفة التي يمر بها الإنسان.
ثم إن الطريقة الذكية للتعامل مع الانفعالات السلبية هي التعبير عنها بطريقة صحية مقبولة اجتماعيا وبشكل منسجم مع قيمك الخاصة.
عندما ننكر المشكلات في حياتنا فإننا نضيع على أنفسنا فرصة حل تلك المشكلات.
الفكرة الأهم في هذا الفصل هي تثبيت بعض القيم المهمة في حياتك وهذه القيم بعدها ستأتي السعادة بشكل طبيعي وتلقائي دون البحث عنها.
فالقيم الجيدة هي التي تكون مؤسسة على الواقع وتكون أيضا بناءة اجتماعيا والية وقابلة للضبط والقياس وآنية في نفس الوقت. أما القيم السيئة فهي عكس ذلك.
فالصدق على سبيل المثال قيمة جيدة لأنه يمكن التحكم فيه لأنه يعكس الحقيقة ومفيد للآخرين.
أما الشهرة فهي قيمة سيئة فهي غير مفيدة للآخرين ومن غير الممكن التحكم فيها فأنت لا تعلم كيف سيكون انطباع الناس حول شخصيتك.
ومن أمثلة القيم الجيدة عموما الأخلاق الحسنة مثل حب الخير للآخرين والدفاع عنهم.
ومن أمثلة القيم السيئة الرضى عن النفس طيلة الوقت، ومحاولة ارضاء الجميع، والثراء من أجل الثراء.
باختصار شديد فالمعنى الحقيقي لتطوير الذات هو اختيار أفضل القيم ووضعها في موضع الأولوية لكي تمنحها اهتمامك.
الفصل الخامس : أنت في حالة اختيار دائم
يبدأ هذا الفصل بالتخيل التالي : تخيل أن شخصا يصوب سلاحا إلى رأسك ويقول لك عليك أن تجري 42 كيلوميترا في أقل من خمس ساعات وإلا سيقتلك ويقتل أسرتك. وتخيل في نفس الوقت أنك في حالة أخرى لديك الوقت الكافي لتتمرن على الجري وأنك تمرنت بشكل جيد وأن أسرتك تنتظرك عند نقط النهاية في ماراتون 42 كيلومترا.
ففي الحالة الأولى أنت مضطر لكنك في الحالة الثانية لديك القدرة على الاختيار وتحس بأنك مسؤول عن اختيارك.
ثم بعدها يحدثنا عن قصة وليام جيمس الذي يعتبر الأب الروحي لعلم النفس الأمريكي، لقد كان هذا العالم في بداية حياته يعاني من مشكلات صحية ونفسية سببت له فشلا في حياته الدراسية، وبعد صعوبات كثيرة في حياته كلها قرر في أحد الأيام أن يكون مسؤولا لمدة سنة كاملة عن كل ما يحدث له في حياته وعندها تغيرت حياته وأصبح هو من كبار علماء النفس في أمريكا وأصبحت كتبه تترجم إلى عشرات اللغات عبر العالم.
فاللحظة التي تدرك فيها أنك مسؤول بالكامل عن حياتك تكون لحظة ولادة من جديد.
نحن لسنا قادرين على التحكم في ما يحدث لنا، ولكن نحن قادرين على تفسير ما يحدث لنا.
وسواء كنا ندرك الأمر أو لا ندركه فإننا مسؤولون عن تجاربنا وعن ما يمر بنا من أحداث، فعدم تفسيرنا لما يحدث لنا يظل هو نفسه تفسيرا للأحداث. وخيارنا ألا نستجيب لتلك الأحداث هو في حد ذاته استجابة لها.
سواء أعجبنا هذا أم لم يعجبنا فإننا نقوم بدور فعال فيما يحدث لنا وما يحدث بداخلنا. فنحن دائما في حالة اختيار دائم للقيم التي نقيس بها ما يجري حولنا.
ثم إن قبولنا المسؤولية عن مشاكلنا خطوة أولى في سبيل حلها.
كان هناك رجل ممتع وجذاب ومتعلم لكنه كان يعتقد بأن النساء لا تنجذب إليه لكون قصير القامة. وهذا الأمر جعله يمتنع عن الخروج للقاء النساء. مالم يدركه هذا الرجل هو أنه اختار القيمة التي تجعله دائما خاسرا. وولم يدرك أيضا أنه قادر على اختيار قيمه بنفسه. ورغم عدم إدراكه هذا فقد كان هو تلمسؤول عن مشكلاته.
وكمثال على تحمل المسؤولية التي نتحدث عنها في هذا الفصل فإنك إذا استيقظت ووجدت على باب بيتك طفلا حديث الولادة، فإنه لا أحد سيلومك على وجود الطفل أمام بيتك لكنك تصبح مسؤولا عنه ولا يمكنك أن تتخل عنه بحجة أنك لست من أحضره إلى باب منزلك.
وسواء اخترت ان تحتفظ بهذا الطفل أو أن تتجاهله او حتى ترميه في حفرة، فسوف تكون هنالك مشكلات مرتبطة باختيارك، وسوف تكون أنت المسؤول عن تلك المشكلات أيضا.
هكذا يجب أن نفهم روح المسؤولية التي يجب أن نتحلى بها تجاه المشاكل التي نمر بهل في حياتنا. كن متيقنا بأنك أنت المسؤول عن سعادتك، ولا أحد غيرك مسؤول عنها.
ثم يحدثنا الكاتب عن كيف أنه لم يلقي اللوم على حبيبته التي تركته وذهبت لشخص آخر بل حمل نفسه المسؤولية وقام بتغيير حياته عن طريق العودة الى اصدقائه القدماء والذهاب لعمل التمرينات الرياضية كما قام برحلة دراسية طويلة الأمد كل هذا جعله يستعيد عافيته النفسية وراحته الداخلية.
وبعد قيامه بكل هذا اكتشف في النهاية أنها لم تكن وحدها هي التي تعامله بطريقة سيئة بل كان هو أيضا يعاملها بنفس الطريقة، لذلك قرر في النهاية أن يصلح أخطأه في علاقاته الأخرى مع النساء.
والدرس الذي تتعلمه من هذا الأمر هو أن لوم الاخرين يجعلنا ننسى أن نلوم أنفسنا ونكتشف الأخطاء التي نقوم بها نحن في علاقاتنا مع الاخرين لكي نصحح أخطأنا ونطور ذاتنا نحو الأفضل.
ويحدثنا الكاتب أيضا في هذا الفصل عن كيفية التعامل مع المآسي والآلام العظيمة التي تصيبنا في هذه الحياة، وينصحنا الكاتب بأن نتعامل معها مثل ما نتعامل مع الآلام والمشكلات الصغيرة، وذلك بأن نتحمل مسؤوليتنا تجاهها، وألا نعجز عن تحمل هذه المسؤوليات العظيمة. علينا إذن أن نتوقف عن لوم الاخرين ونبدأ في تحمل المسؤولية.
ويصور لنا المؤلف الحياة مثل لعبة البوكر فنحن لا نربح فيها بسبب الحظ فقد نمتلك أوراق جيدة ولا نربح اللعبة وقد نمتلك أوراقا سيئة ونربح اللعبة، فالفارق الذي يجعلنا نربح هو خياراتنا التي نتخذها داخل اللعبة، فنحن في حالة اختيار دائم داخل هذه الحياة.
ويلاحظ الكاتب أيضا في هذا الفصل أننا جميعا نلعب دور الضحية فأغلب منشورات التواصل الاجتماعي فيه تدمر من اضطهاد الاخرين لنا، فالجميع يحسون بأنهم مظلومين ويجب على الجميع أن يساندهم، فالكل مظلوم والكل يحتاج الى المساندة، والرابح الوحيد في هذا الامر هي وسائل الإعلام التي تجد في الأشياء السيئة مادة دسمة تجذب لها الكثير من المشاهدين والمتابعين.
والجانب المظلم في مظهر الضحية هو أنه يبعد النظر عن الضحايا الحقيقيين.
قد يقول البعض نعم فهمت أن قيمي سيئة وأنه يجب علي أن أتحمل المسؤولية ولكن كيف أفعل ذلك ؟ يقول الكاتب في نهاية هذا الفصل جوابا على ذلك : افعل أو لا تفعل ولكن لا تقل لي كيف ذلك ؟ فالأمر سهل وبسيط للغاية فأنت تمارس عملية الاختيار في كل لحظة، وهذا يعني أن التغيير أمر بسيط يحتاج فقط أن تهتم بأمور مختلفة. ولكن لا تنسى أيضا أن عملية التغيير صعبة ومحفوفة بالكثير من المشاكل.
ومع إعادة نظرك في قيمك ستحس بنوع من المقاومة الخارجية والداخلية التي تجعلك تحس بعدم اليقين في القيم الجديدة التي اخترتها بنفسك. لكن نتائج جانبية لا بد منها لتوجيه اهتمامك وجهة أخرى أكثر أهمية وأكثر اسحقاقا لطاقتك.
الفصل السادس : أنت مخطئ في كل شيء (وأنا كذلك)
يقول الكاتب بأن النمو عملية ترابطية متكررة لا نهاية لها. فنحن لا ننتقل من خطأ إلى صواب عندما نتعلم شيئا جديدا بل من خطأ إلى خطأ أقل منه بمقدار طفيف.
فنحن في حالة اقتراب دائم من الحقيقة أو الكمال، من غير أن نصل إلى تلك الحقيقة أو الكمال.
ومع تقدمي في السن وزيادة تجاربي أتخلص من بعض أخطائي وأسير أكثر انسجاما مع متطلباتي يوما بعد يوم. وهكذا دواليك.
هنالك أشخاص لديهم هاجس أن يكونوا دائما على صواب في حياتهم إلى حد يجعلهم لا يعيشون تلك الحياة أبدا.
نحن دائما نظن بأننا على صواب لأجل ذلك فنحن لا نتطور، فاليقين التام بأننا على صواب هو ما لا يجعلنا نتطور ونتقدم نحو الأفضل.
فقبول العيوب والنقائص في ذواتنا وسلوكياتنا وقيمنا أمر لا بد منه حتى تتطور تلك القيم وتلك السلوكيات.
بدلا من الجري وراء اليقين علينا أن نكون في حالة شك دائم في معتقداتنا وسلوكياتنا من أجل تطويرها نحو الأفضل.
يتعين علينا دائما طيلة الوقت البحث عن كيف أننا مخطؤون، هذا لأننا مخطؤون دائما. ولا نتوقف عن ارتكاب الأخطاء وتصحيحها أثناء رحلة التطور في هذه الحياة. أن نكون مخطئين يجعلنا منفتحين على إمكان التغير.
هناك مشكلتان الأولى أن عقولنا ليست كاملة، المشكلة الثانية أن عقولنا مصممة للتمسك بالمعنى الذي نخلقه لأنفسنا. نتيجة هذا الكلام أن معظم معتقدتنا خاطئة، او لنكن أكثر دقة فكلها خاطئة، لكن بعضها أقل خطأ من الاخر.
المشكلة الكبرى التي تواجهها أدمغتنا عندما تعالج تجاربنا هي تفسير تلك التجارب بشكل خاطئ وغير صحيح.
هنالك قدر كبير من الحكمة التقليدية التي تقولنا لنا علينا أن نثق بأنفسنا ونستمع لقلوبنا لكن في الواقع علينا أن نقلل من الثقة في أنفسنا.
قد يبدو هذا مخيفا أو نوعا من تحطيم الذات او نوعا من التشاؤم لكنه على العكس من ذلك تماما. وهو ليس بالخيار الأكثر أمانا فحسب بل هو أيضا يعطينا أكبر قدر من الحرية والتطور الذي نحن بحاجة اليه في حياتنا.
بعدها يحدثنا الكاتب في هذا الفصل عن قصة صديقته التي أدمنت دروس التطوير الذاتي وكيف أنها تعلقت به بشكل جنوني رغم أنه كان على علاقة بامرأة اخرى.
وكيف أنها كانت تعتقد بأنها اذا تزوجت به فإن ذلك سيحدث تغيرا كبيرا في هذا العالم. إنها إيجابية إلى غير نهاية، ولديها أيضا فكرة ممتازة عن نفسها، إن في نفسها يقينا يرفض أن يزول بأنها أفضل شخص في هذا العالم، حتى أنها تستطيع شفاء الاخرين مثلما كان يفعل المسيح مع المرضى والمتألمين. ولكنها نسيت أن الأشرار لا يعتقدون بأنهم أشرار بل يرون بأن كل من سواهم فهو شرير.
إنه القانون التراجعي : كلما حاولت أن تكون على يقين من شيء ما، كلما أحسست بمزيد من اللايقين، والعكس صحيح. فكلما قبلت اللايقين وعدم المعرفة كلما زاد إحساسك بالراحة لأنك تدرك حدود معرفتك.
تقول الحكمة القديمة : الرجل المتيقن من كل شيء لا يستطيع أن يتعلم أي شيء. ومن هنا فإن الطريق الوحيدة لحل مشكلاتنا هي الاعتراف بأخطائنا. علينا أن نصير غير متيقنين من قيمنا الحالية حتى نستطيع أن ننموا ونتطور.
ثم يحدثنا الكاتب في هذا الفصل عن كيف نضع أنفسنا موضع التساؤول من خلال 3 أسئلة رئيسية وهي : السؤول 1 : ماذا لو كنت مخطئا ؟ السؤول 2 : إن كنت مخطئا فما معنى ذلك ؟ السؤوال 3 : هل يؤدي كوني مخطئا الى مشكلة افضل لي وللاخرين ام الى مشكلة أسوء ؟ هذا هو الاختبار الذي يجعلنا نكشف ذواتنا، الهدف من هذا الاختبار هو معرفة المشكلة الأفضل بالنسبة لك. وذلك لأن مشكلات الحياة لا نهاية لها.
ويختم الكاتب هذا الفصل بقاعدة ذهبية مفادها أن فشلي هو دائما ناتج عني وليس عن الآخرين.
الفصل السابع : الفشل طريق التقدم
حجم نجاحك في شيء ما معتمد على عدد مرات فشلك في فعل ذلك الشيء. واذا كان شخص أفضل منك في شيء ما فمن المحتمل كثيرا أنه فشل فيه أكثر مما فشلت. فإذا كنا غير مستعدين للفشل فإننا غير مستعدين للنجاح أصلا.
ثم يذكر الكاتب بعد ذلك أن تجارب الحرب تؤكد بأن الناس بعد تجربة الحرب يصبحون أفضل مما كانوا عليه في السابق. غالبا ما يجعلنا ألمنا أكثر قوة وأكثر مرونة وأكثر رسوخا.
فعلى سبيل المثال يقول كثير من الناجين من مرض السرطان أنهم ساروا أكثر قوة بعد الانتصار في تلك المعركة مع المرض. فالألم لا بد منه في الحياة من أجل النمو النفسي والانفعالي.
تعلم كيف تتحمل الألم الذي تختاره، عندما تختار قيمة جديدة فأنت تختار إدخال ألم جديد إلى حياتك. فإذا وجدت نفسك عاجزا عن حل مسألة ما فإياك أن تجلس وتفكر فيها وفي صعوبتها، بل ابدأ بالعمل على حلها، فبمجرد بدايتك ستأتي الأفكار الصحيحة إلى عقلك.
الفصل الثامن : أهمية قول لا
يفتتح الكاتب هذا الفصل بأهم درس تعلمه في حياته وهو : أن الحرية المطلقة لا تعني شيئا في
حد ذاتها. ففي نهاية المطاف يكون رفض بعض الخيارات هو الطريق الوحيد لتحقيق المعنى ووصول المرء الى الشعور بأهمية حياته، أي أنه تضييق للحرية.
يتطلب قيامك باختيار قيمة ما لنفسك أن ترفض قيما أخرى. فاذا اخترت على سبيل المثال الزواج كجزء مهم من حياتي فهذا يعني أنني أختار ألا أجعل المجون وحياة التهتك جزءا من حياتي. فهويتنا تتحدد بما نختار أن نرفضه. أما اذا لم نرفض شيئا فهذا يعني أنه ليست لنا هوية على الإطلاق.
حيثما توجد علاقة سامة غير صحية بين الناس يوجد إحساس ضعيف بالمسؤولية من جانب الطرفين، ويوجد أيضا انعدام للقدرة على الرفض وعلى قبول الرفض.
كن على يقين أن الناس لن يستطيعوا حل مشكلاتك، وأنت غير قادر على حل مشكلاتهم، بل كل شخص يجب عليه أن يكون مسؤولا عن حل مشكلاته الخاصة به. عليك أن تتحمل المسؤولية عن مشكلاتك، ولا تجعل شريكك مسؤولا عنها. أما الضحايا فإن أصعب شيء عليهم في العالم هو أن يكونوا مسؤولين عن مشكلاتهم، إنهم يمضون حياتهم كلها معتقدين بأن الآخرين مسؤولين عن أقدارهم.
فعلى كل شريك أن يساند شريكه على نموه الفردي وحل مشكلاته بنفسه.
ثم يقول الكاتب بعدها : لا يمكن أن توجد ثقة بدون نزاع، فالنزاع موجود لكي يجعلنا نميز بين من هو معنا من غير شروط وبين من هو معنا من أجل المكاسب.
حتى تكون العلاقة صحيحة بيننا يجب على الطرفين أن يكونا على استعداد لقول كلمة لا وسماع تلك الكلمة. فالعلاقة من غير ثقة لا معنى لها في الأساس.
بعدها يقول الكاتب غالبا ما نكون أكثر سعادة بالأقل لا بالأكثر. وذلك أن الالتزام بشيء فريد يمنحك حرية لأنك تكف عن التشتت والتلهي بما هو غير هام وغير نافع. كما يجمع انتباهك وتركيزك فيصبهما في الاتجاه الأكثر فعالية في جعلك سعيدا معافى. وعلى هذا النحو فإن رفض البدائل يحررنا.
الفصل التاسع : وبعد ذلك تموت
لولا وجود الموت لبدا لنا كل شيء معدوم الأهمية ولصارت القيم والمقاييس كلها صفرا. وعندما تفشل قيمنا فإننا نفشل أيضا. صحيح أن الموت سيء لكنه أمر محتوم. لذلك علينا ألا نحاول تجنب هذا الإدراك بل علينا ان نتصالح معه إلى أبعد حد.
ما من شيء يجعلك حاضرا منتبها أكثر من أن تكون على بعد سنتيمترات من موتك. إن مواجهة فنائنا أمر في غاية الأهمية لأنه يزيل عنا كل ما في حياتنا من قيم تافهة وسطحية وهشة.
إن الموت يفاجئنا كلنا بسؤال مهم وهو : ماذا ستترك بعدك ؟ هذا هو السؤال الهام الوحيد في حياتنا كلها. وعندما نتجنب هذا السؤال فإننا نسمح للقيم الثانوية أن تسيطر على طموحتنا ورغباتنا. فالموت بوصلة نستعين بها في توجيه قيمنا وقراراتنا كلها.
في الختام تذكر جيدا أنك عظيم بالفعل لأنك قادر على مواصلة اختيار ما توليه اهتمامك وما لا توليه اهتمامك.
الفصل الأول : لا تحاول
يبدأ كتاب فن اللامبالاة بدون مقدمة ويدخل مباشرة إلى الفصل الأول ويفتتح هذا الفصل بالحديث عن قصة رجل فشل في نشر روايته لكنه رغم ذلك قام بنشرها في اواخر حياته، وهذا الرجل كان يعاني من الاكتئاب وكانت حياته تعيسة وكان ايضا مدمنا للمشروبات الكحولية.
في نظري الخاص يفتتح الكاتب مارك مانسون كتابه بهذه القصة ليبين لقرائه بأن النجاح لا يأتي عن طريق عيش حياة ايجابية وسعيدة كما هو مبين في كتب التنمية الذاتية، بل النجاح حسب رأيه الخاص يأتي بعد رحلة عادية يتولد عنها ذلك النجاح الذي لم نكن نتوقعه من قبل.
ومعنى ذلك أنه لم يصبح شخصا ناجحا ومشهورا عن طريق تحوله الى شخص افضل بل استطاع ان يحقق النجاح رغم كونه شخصا سيئا ولا يتصف بأي صفة إيجابية في ذاته وحياته الخاصة.
وهو يرى في هذا الفصل أن تركيزنا على الأمور الإيجابية مثل قولنا أننا نحن سعداء ونحن أغنياء مع كوننا لسنا كذلك في الواقع هو أمر سلبي يجعلنا نركز دون أن نشعر على تلك الأشياء التي نفتقدها حقيقة في حياتنا ، فالسعيد حسب تعبير الكاتب لا يقول أنا سعيد لأنه يعيش السعادة بشكل حقيقي فهو لا يحتاج الى تذكير نفسه بأنه سعيد لأنه ببساطة يعيش السعادة ولا يحتاج الى ان يذكر نفسه طوال الوقت بأنه سعيد فالموقف النفسي لا يحتاج الى ذلك.
وفي نفس هذا الفصل يتحدث الكاتب عن ثقافة الاستهلاك وثقافة حياتي أجمل من حياتك التي أصبحنا نعيشها في عصر مواقع التواصل الاجتماعي التي تجعلنا نعيش في وهم الإنسان الكامل الذي يجب أن نكون مثله.
وهذه الثقافة هي في صالح الشركات الكبرى التي تريد أن تروج لمنتوجاتها عبر هذه المواقع الالكترونية.
وأهم فكرة في هذا الفصل تتلخص في ان الرغبة في التجارب الايجابية تعد تجربة سلبية، في حين ان قبول التجارب السلبية تعد تجربة ايجابية.
بمعنى أنه كلما كنت شديد الرغبة في أن تصبح غنيا كلما أحسست بأنك فقير لا قيمة لك، وذلك بصرف النظر عن المال الذي تجنيه في واقع الأمر.
فهو يرى بأن كثرة المبالاة بتحقيق النجاح في الحياة هو مسيؤدي بك إلى الفشل لأن الأشياء الجميلة في نظره لا تحدث الا اذا لم نعد مبالين بها أكثر من اللازم.
فهو هنا لديه رأي مغاير لقانون الجذب فهو يرى بأن كثرة الاهتمام بالشيء يؤدي الى عدم تحقيقه في ارض الواقع، فكلما قل اهتمامك بالشيء كلما زادت نسبة تحقيقه في حياتك وهذا القانون مغاير تماما لقانون الجذب الذي يرى بأن تحقيق الاشياء يكون بالتركيز عليها أكثر من اللازم.
والاهتمام الزائد بالأشياء يعتبر في رأي الكاتب مرض نفسي يجب التخلص منه لعيش حياة سعيدة ورائعة. وهذا لا يعني أن نتخلص من الاهتمام بالاشياء تماما بل علينا أن نهتم بالاشياء التي لها قيمة في حياتنا الخاصة. وحتى لا تهمك الصعاب عليك أن تهتم بما هو أهم منها. وأهم شيء في الحياة هو أن تجد هذا الشيء المهم الذي ستكرس حياتك من أجله. وسواء أدركت ذلك أم لم تدركه فإنك دائما ستختار ما تعطيه اهتمامك. والنضج هو أن يتعلم الإنسان أن لا يهتم إلا بما يستحق اهتمامه.
وهدف هذا الكتاب كما يقول كاتبه هو ان يجعلك تفكر في الأشياء التي تستحق منك الاهتمام هذا هو هدف هذا الكتاب بشكل واضح ومبسط.
يجب تقبل أن هنالك نوعا من المعاناة لا يمكن التخلص منها لذلك لا يجب الاهتمام بهذه المعاناة أكثر من اللازم حتى لا تصبح حياتنا مثل الجحيم الذي لا نستطيع الخروج منه.
لذلك حاول أن تعتبر هذا الكتاب دليلك للتعامل المعاناة والالام التي تنتج عنها وكيفية تخفيف هذه المعاناة على نفسك لتعيش بأمن وسلام.
إنه كتاب عن كيف تكون حركتك خفيفة رغم ثقل أحمالك أو بعبارة أخرى سيعلمك هذا الكتاب كيف تضحك من دموعك وأنت تذرفها . سيعلمك هذا الكتاب كيف تخسر دون أن تشكل لك الخسارة قلقا كبيرا في حياتك. سوف يعلمك هذا الكتاب باختصار كيف تهتم بأقل الأشياء في حياتك وتحتفظ فقط بالأهم منها.
الفصل الثاني : السعادة مشكلة في حد ذاتها
يفتتح الكاتب هذا الفصل بقصة الأمير الذي تربى في الثراء الفاحش والذي لم يجد فيه السعادة التي كان يبحث عنها ثم قرر بعدها أن يبحث عن السعادة في الفقر لكنه لم يجد السعادة في الفقر أيضا بل وجد المعاناة حينها قرر أن يعتزل كل شيء ويجلس تحت شجرة لمدة 40 يوما حتى يحصل له التنوير في حياته.
وهذا الأمير هو بوذا الحكيم الذي اكتشف بعد هذه الرحلة الروحية العميقة أن السعادة لا تتعلق بالثراء أو الفقر أو أي شيء آخر وأدرك أيضا أن المعاناة لا مفر منها في هذه الحياة ولكي نعيش في سلام يجب علينا الا نقاوم هذه المعاناة.
ومشكلة السعادة تكمن في أننا نظن إذا حققنا الثراء أو حصلنا على الشخص الذي نحبه فإننا سنحصل على السعادة ولكن السعادة ليست كما نظن لا تتحقق بالحصول على الأشياء المادية أو المعنوية.
بعد ذلك يبين لنا الكاتب أن المعاناة في الحياة أمر طبيعي وهي السبب البيولوجي الذي يدفعنا الى بذل الجهد لتحسين حياتنا نحو الأفضل.
والألم أو المعاناة كما يقول الكاتب مفيدة لنا لأنها تعلمنا ما هو مفيد لنا وما هو ليس بنافع لنا لكي نتجنبه في المرة القادمة. والألم نوعان جسدي ونفسي. ولا توجد حياة بدون ألم أو بدون مشاكل لكن علينا فقط أن نتعلم كيف نستفيد جيدا من تلك المشاكل ونتعلم الدرس الذي جاءت لتعلمنا إياه.
وليكن في علمك أن السعادة في هذه الحياة تكمن في حل المشاكل لكن المشاكل في هذه الحياة لا تتوقف أبدا. والخلطة السحرية في الحياة هي في حل المشاكل وليس في عدم وجود المشاكل في حياتك. فاذا لم تكن هناك مشاكل في حياتك فستكون تعيسا، واذا كانت موجودة ولم تستطع حلها فستكون ايضا تعيسا الحل السحري وهو أن تتعلم حل تلك المشاكل فهذا هو ما سيجلب السعادة لحياتك. يجب أن يكون لدينا شيء نحله حتى نكون سعداء في هذه الحياة.
بعد ذلك يحذرك الكاتب من الوقوع في خطأين الاول وهو انكار المشاكل والثاني وهو القاء اللوم على الاخرين اي ان تربط مشاكلك بالاخرين فهذين الامرين سيجعلانك تهرب من مواجهة مشاكلك وحلها بنفسك.
ثم بعدها يبين لنا الكاتب بأن السعادة تتطلب منا الشقاء من أجل نيلها فالسعادة لا تنال بسهولة وانما يجب ان نتعب في الحصول عليها. وعلينا أن ندرك هذا الأمر جيدا حتى لا نقع في فخ السعادة المزيفة. فطريق السعادة مليء بالأشواك وليس بالزهور. هذا ما يجب أن تتذكره دائما. وطالما أنك ستعيش الألم فعليك أن تحدد الألم الذي تريد أن تعيشه. إنها مسألة اختيار لذلك اختر ما تراه مناسبا لك. فاذا اردت النجاح فعليك ان تصارع وتكافح من أجله.
الفصل الثالث : لست شخصا متميزا
يفتتح مارك مانسون هذا الفصل بقصة رجل اعمل يوهم نفسه بأنه شخص شغوف بعمله شديد الانهماك فيه يسعى لتحقيق أهدافه، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك. فقد كان يخدع نفسه ويخدع الآخرين بأنه رجل أعمال ناجح في أعماله.
ثم انتقل الكاتب ليحدثنا مباشرة عن كيف أن المجتمع أصبحت فيه فكرة التميز الذاتي منتشرة بشكل كبير في جميع الأوساط الاجتماعية وأصبح الكل تقريبا الكل يؤمن بأنه شخص متميز لا مثيل له في هذا العالم.
لكن حسب رأي الكاتب فإنه اتضح بعد ذلك وحسب بعد الدراسات أننا لسنا أشخاص متميزين واستثنائيين بل نحن تماما مثل رجل الأعمال الوهمي الذي تحدثنا عنه قبل قليل في مفتتح هذا الفصل. نعم إنه رجل الأعمال نفسه الذي لديه افراط عالي في تقدير الذات، حتى أنساه هذا التقدير الزائد لذاته أن يفعل شيئا ذا قيمة في حياته.
مشكلة هذا الشخص الحقيقية هي أنه كان يظن أنه سيصبح غنيا من دون أن يفعل أي شيء، وهذا هو حال معظم من يظنون أنهم أشخاص متميزين في هذا الوقت المتأثرين ببعض كتب التنمية الذاتية. لكن هذا الاحساس العالي بالاستحقاق استراتيجية فاشلة.
فأصحاب التميز الذاتي يختلقون نجاحات وهمية ويعيشون وسط هذه الأحلام وتلك الأوهام التي لا أساس لها في واقعهم. فهم غير قادرين على الاعتراف بمشاكلهم على نحو صادق وصريح، وبالتالي فهم غير قادرين على تصحيح عيوبهم وتطوير قدراتهم شيئا فشيئا.
بعدها بدأ الكاتب يحدثنا عن فترة مراهقته وكيف أنها كانت فترة صعبة في حياته بكل ما تحمل الكلمة من معنى. كما أنه عاش فترة صعبة بعد طلاق والديه ورغم كل هذه الصعاب كان يعتقد انه شخص فريد ومتميز حتى تصيبه كل هذه الصعاب الفريدة من نوعها. وهذا بالطبع تفكير خاطئ حسب رأي الكاتب فلا شك أن هناك أشخاص آخرين مروا بمثل هذه الصعاب في حياتهم وبالتالي فأنت لست شخص فريد ومتميز في هذا العالم بل هناك اشخاص كثيرين مثلك.
لكن هذا لا يعني التقليل من مشكلتك بل يعني فقط أنك لست شخصا متميزا كما تعتقد. فالتميز والتفرد أصبح هو السمة الطاغية في عصر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي.
والإنسان بطبعه لا يستطيع أن يكون متميزا واستثنائيا في عدة مجالات بل يستطيع فقط أن يتميز في مجال واحد او مجالين على الأكثر فمثلا نجد المغني الناجح في مجال الغناء فاشلا في مجالات أخرى مثل الرياضة ومجال العلوم على سبيل المثال. فنحن بشر عاديون في معظم الوقت.
والمشكلة هي أن وسائل الاتصال والتكونولوجيا تغرقنا بكل ما هو استثنائي ومتميز وهذا ما يجعلنا نحس بالسوء تجاه أنفسنا ويدفعنا نحن أيضا إلى أن نطمح لكي نكون استثنائيين ومتميزين. ولكن اذا كنا جميعا استثنائيين فلا أحد بالتالي سيكون حينها استثنائيا ومتميزا. فقد صار كون المرء عاديا المعيار الجديد للفشل. ولكي نحل هذه المشكلة علينا أن نتقبل حياتنا العادية كما هي بدون تميز أو استثناء. وسيتبدد حينها الشعور الدائم بالحاجة إلى إثبات الذات أمام الآخرين والإحساس بعدم الجدارة الذي تسببه مشكلة الدعوة الى التميز في هذا العصر.
الفصل الرابع : قيمة المعاناة
يفتتح الكاتب هذا الفصل بقصة الضابط في الجيش الامبراطوري الياباني الذي يطلق عليه اسم أونودا، والذي ظل يحارب الأمريكان في اليابان رغم انتهاء الحرب لأنه كان يحارب الأمريكان في أدغال اليابان وكان يعتقد أن الحرب لم تنتهي رغم أن الجيش الياباني كان يرمي مناشير عبر الطائرات في الادغال يبين فيها بأن الحرب قد انتهت، لكنه كان يرى بأن تلك المناشير خدعة من طرف الجيش الأمريكي.
ولما سمع بقصة هذا الملازم الأسطوري شاب ياباني مغامر اسمه سوزوكي قرر أن يبحث عنه في الأدغال اليابانية ليخبره بأن الحرب قد انتهت فعلا وبأنه لا جدوى من أن يضل هناك في الأدغال يحارب لوحده من أجل حرب قد انتهت منذ سنوات طويلة.
وبالفعل وبعد أربعة أيام من البحث عنه وسط الأدغال وجد الشاب سوزوكي الملازم أوندا وأخبره بأن الحرب فعلا قد انتهت منذ سنوات طويلة وأنه لا جدوى من بقائه وحيدا في الادغال يحارب الوهم لوحده بل ويحارب من اجل امبراطور لم يعد اصلا موجودا يحكم اليابان.
لقد اختار هذا الملازم المعاناة من أجل إمبراطور ميت، فقد كان لتلك المعاناة معنى حقيقي لأنها قدمت في سبيل قضية كبرى وهي الدفاع عن إمبراطورية اليابان مهما كلف الأمر. وبما أن تلك المعاناة كانت تعني شيئا لهذا الملازم فقد كان قادرا على تحملها بل والاستمتاع بها ايضا.
فاذا كانت المعاناة امرا لا مفر منه فالسؤال الذي يجب أن نطرحه ليس هو : كيف نوقف هذه المعاناة ؟ بل السؤال الذي يجب أن نطرحه هو : من أجل ماذا نحن نعاني كل هذه المعاناة ؟ أي ما هي الغاية من هذه المعاناة ؟ وبقدر جوابك على هذا السؤال تستطيع تحمل تلك المعاناة.
ثم يصور لنا الكاتب بعدها النفس البشرية مثل بصلة ذات أوراق كثيرة وتلك الاوراق هي مشاعرنا الداخلية.
ولمعرفة ذاتنا بشكل أعمق يجب علينا التعمق في معرفة أسباب مشاعرنا الذاتية التي نمر بها. وذلك عن طريق طرح أسئلة حول السبب الذي يجعلنا نشعر بتلك المشاعر، فمشاعرنا عبارة عن طبقات فوق بعضها البعض.
فكل شيء نفكر به أو نشعر به راجع في نهاية المطاف إلى مقدار القيمة التي نجدها في هذا الشيء. ولن نصل الى تلك القيم العميقة الا عن طريق السؤال، لكن الاستجواب الصادق للنفس أمر صعب في أغلب الأحيان، لذلك يتحاشاه أغلب الناس.
توقف لحظة وفكر على سبيل المثال في شيء يزعجك، ثم اطرح على نفسك السؤال التالي : ما هو السبب الذي يجعلني أن نزعج من هذا الشيء بالذات؟ ربما تكون الاجابة هي أن الفشل يسبب لك ذلك الإزعاج، ثم اسأل نفسك ما هو سبب هذا الفشل وهكذا حتى تصل الى قيمك الداخلية وتعرف نفسك بشكل أفضل من السابق.
قد تكون المشكلات امرا محتوما لكن معنها ليس بالضرورة امرا محتوما لا يتغير. وبالتالي يمكننا التحكم في مشكلتنا عن طريق التحكم في كيفية تفكيرنا بتلك المشكلات.
وفي هذا الفصل أيضا يحدثنا الكاتب عن قصة مغني الروك الذي طردته مجموعة الروك من فرقتها بدون سبب أو أي إنذار، وكيف أنه حاول بكل ما لديه من قوة أن يأسس فرقته الخاصة ويحقق حلمه في أن تصير فرقة مشهورة في الولايات المتحدة الأمريكية. وسار التفكير في الانتقام تسليته الأولى.
وفي غضون عامين فقط دخل ألبومه الاول القائمة الذهبية. كان مغني الروك هذا هو ديف موستين وفرقته هي ميجاديت ذات الشهرة الأسطورية، أما الفرقة التي طردته فكانت هي فرقة ميطاليكا اشهر فرق الروك في العالم.
لكن مغني الروك ديف موستين رغم النجاح الذي حققه لا يزال يرى نفسه شخصا فشلا لأنه لم يستطيع أن يمسح من ذاكرته أن مجموعة ميطاليك طردته من فرقتها. فالمشكلة تكمن هنا في المعيار الذي نقيس به أنفسنا. فقيمنا هي التي نقيس بها أنفسنا ونقيس بها أيضا الآخرين. فإذا كنت ترغب في تغيير نظرتك إلى مشكلاتك فإن عليك ان تغير ما تعتبره ذا قيمة في حياتك.
بعدها يحدثنا الكاتب عن قصة مغني اخر تم طرده من مجموعة موسيقية لكنه بعد طرده من تلك المجموعة تعرف على فتاة حياته التي تزوج بها وكون معها أسرة سعيدة وعاش معها في سعادة غامرة. لقد أعطى هذا المغني قيمة أكبر للسعادة الأسرية أكثر من قيمة الشهرة وجمع المال، فكانت حياته أسعد من المغني السابق الذي تحدثنا عنه في الفقرات السابقة من هذا الملخص.
توحي هذه القصص كلها الى ان هنالك مقاييس ومعايير وقيم أفضل من غيرها. وان هنالك قيم ومقاييس تؤدي الى مشكلات صغيرة يسهل حلها، وهناك في الجانب الاخر مقاييس وقيم تؤدي الى مشكلات كبيرة يصعب حلها.
وبكلمات أخرى فإن هنالك قيما لا قيمة لها في هذه الحياة مثل قيمة المتعة التي اذا أقمنا أولويات حياتنا عليها كانت حياتنا سيئة للغاية. فالمتعة إله زائف من يعبده يتكبد الخسائر في حياته.
وتبين الدراسات أن الناس الذين يركزون على المتعة في حياتهم يكونون أكثر عرضة للقلق والاكتئاب.
إلا أن المتعة هو ما يتم تقديمه لنا على مدار الأربعة والعشرين ساعة كمخدر عبر وسائل الاتصال المختلفة. فالمتعة والنجاح المادي ليس هما سبب السعادة بل هما أثر من آثار السعادة.
باختصار يجب علينا أن نضع قيما مثل ( قيمة أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين ، وقيمة حب الاخرين والتعاطف معهم ) في أعلى سلم أولوياتنا. لا أن نضع المتعة والنجاح المادي وحب أن نكون على صواب في أعلى سلم اولوياتنا وإلا ستنقلب حياتنا رأسا على عقب.
ومن القيم التي لا قيمة لها في هذه الحياة والتي يجب التخلص منها قيمة أن تكون دائما على صواب، فهذه القيمة تمنعك من تعلم أشياء جديدة في هذه الحياة، لذلك يجب عليك تجنبها حتى تطور ذاتك شيئا فشيئا.
ومن القيم التي يجب التخلص منها قيمة الحرص على الإيجابية، حيث أن هنالك أشخاصا كثر في هذا العالم يقيسون مدى نجاح حياتهم بقدرتهم على أن يكون إيجابيين في كل شيء. فالإيجابية الدائمة نوع من أنواع الهروب فهي ليست حلا جيدا لمشكلات الحياة المختلفة التي يمر بها الإنسان.
ثم إن الطريقة الذكية للتعامل مع الانفعالات السلبية هي التعبير عنها بطريقة صحية مقبولة اجتماعيا وبشكل منسجم مع قيمك الخاصة.
عندما ننكر المشكلات في حياتنا فإننا نضيع على أنفسنا فرصة حل تلك المشكلات.
الفكرة الأهم في هذا الفصل هي تثبيت بعض القيم المهمة في حياتك وهذه القيم بعدها ستأتي السعادة بشكل طبيعي وتلقائي دون البحث عنها.
فالقيم الجيدة هي التي تكون مؤسسة على الواقع وتكون أيضا بناءة اجتماعيا والية وقابلة للضبط والقياس وآنية في نفس الوقت. أما القيم السيئة فهي عكس ذلك.
فالصدق على سبيل المثال قيمة جيدة لأنه يمكن التحكم فيه لأنه يعكس الحقيقة ومفيد للآخرين.
أما الشهرة فهي قيمة سيئة فهي غير مفيدة للآخرين ومن غير الممكن التحكم فيها فأنت لا تعلم كيف سيكون انطباع الناس حول شخصيتك.
ومن أمثلة القيم الجيدة عموما الأخلاق الحسنة مثل حب الخير للآخرين والدفاع عنهم.
ومن أمثلة القيم السيئة الرضى عن النفس طيلة الوقت، ومحاولة ارضاء الجميع، والثراء من أجل الثراء.
باختصار شديد فالمعنى الحقيقي لتطوير الذات هو اختيار أفضل القيم ووضعها في موضع الأولوية لكي تمنحها اهتمامك.
الفصل الخامس : أنت في حالة اختيار دائم
يبدأ هذا الفصل بالتخيل التالي : تخيل أن شخصا يصوب سلاحا إلى رأسك ويقول لك عليك أن تجري 42 كيلوميترا في أقل من خمس ساعات وإلا سيقتلك ويقتل أسرتك. وتخيل في نفس الوقت أنك في حالة أخرى لديك الوقت الكافي لتتمرن على الجري وأنك تمرنت بشكل جيد وأن أسرتك تنتظرك عند نقط النهاية في ماراتون 42 كيلومترا.
ففي الحالة الأولى أنت مضطر لكنك في الحالة الثانية لديك القدرة على الاختيار وتحس بأنك مسؤول عن اختيارك.
ثم بعدها يحدثنا عن قصة وليام جيمس الذي يعتبر الأب الروحي لعلم النفس الأمريكي، لقد كان هذا العالم في بداية حياته يعاني من مشكلات صحية ونفسية سببت له فشلا في حياته الدراسية، وبعد صعوبات كثيرة في حياته كلها قرر في أحد الأيام أن يكون مسؤولا لمدة سنة كاملة عن كل ما يحدث له في حياته وعندها تغيرت حياته وأصبح هو من كبار علماء النفس في أمريكا وأصبحت كتبه تترجم إلى عشرات اللغات عبر العالم.
فاللحظة التي تدرك فيها أنك مسؤول بالكامل عن حياتك تكون لحظة ولادة من جديد.
نحن لسنا قادرين على التحكم في ما يحدث لنا، ولكن نحن قادرين على تفسير ما يحدث لنا.
وسواء كنا ندرك الأمر أو لا ندركه فإننا مسؤولون عن تجاربنا وعن ما يمر بنا من أحداث، فعدم تفسيرنا لما يحدث لنا يظل هو نفسه تفسيرا للأحداث. وخيارنا ألا نستجيب لتلك الأحداث هو في حد ذاته استجابة لها.
سواء أعجبنا هذا أم لم يعجبنا فإننا نقوم بدور فعال فيما يحدث لنا وما يحدث بداخلنا. فنحن دائما في حالة اختيار دائم للقيم التي نقيس بها ما يجري حولنا.
ثم إن قبولنا المسؤولية عن مشاكلنا خطوة أولى في سبيل حلها.
كان هناك رجل ممتع وجذاب ومتعلم لكنه كان يعتقد بأن النساء لا تنجذب إليه لكون قصير القامة. وهذا الأمر جعله يمتنع عن الخروج للقاء النساء. مالم يدركه هذا الرجل هو أنه اختار القيمة التي تجعله دائما خاسرا. وولم يدرك أيضا أنه قادر على اختيار قيمه بنفسه. ورغم عدم إدراكه هذا فقد كان هو تلمسؤول عن مشكلاته.
وكمثال على تحمل المسؤولية التي نتحدث عنها في هذا الفصل فإنك إذا استيقظت ووجدت على باب بيتك طفلا حديث الولادة، فإنه لا أحد سيلومك على وجود الطفل أمام بيتك لكنك تصبح مسؤولا عنه ولا يمكنك أن تتخل عنه بحجة أنك لست من أحضره إلى باب منزلك.
وسواء اخترت ان تحتفظ بهذا الطفل أو أن تتجاهله او حتى ترميه في حفرة، فسوف تكون هنالك مشكلات مرتبطة باختيارك، وسوف تكون أنت المسؤول عن تلك المشكلات أيضا.
هكذا يجب أن نفهم روح المسؤولية التي يجب أن نتحلى بها تجاه المشاكل التي نمر بهل في حياتنا. كن متيقنا بأنك أنت المسؤول عن سعادتك، ولا أحد غيرك مسؤول عنها.
ثم يحدثنا الكاتب عن كيف أنه لم يلقي اللوم على حبيبته التي تركته وذهبت لشخص آخر بل حمل نفسه المسؤولية وقام بتغيير حياته عن طريق العودة الى اصدقائه القدماء والذهاب لعمل التمرينات الرياضية كما قام برحلة دراسية طويلة الأمد كل هذا جعله يستعيد عافيته النفسية وراحته الداخلية.
وبعد قيامه بكل هذا اكتشف في النهاية أنها لم تكن وحدها هي التي تعامله بطريقة سيئة بل كان هو أيضا يعاملها بنفس الطريقة، لذلك قرر في النهاية أن يصلح أخطأه في علاقاته الأخرى مع النساء.
والدرس الذي تتعلمه من هذا الأمر هو أن لوم الاخرين يجعلنا ننسى أن نلوم أنفسنا ونكتشف الأخطاء التي نقوم بها نحن في علاقاتنا مع الاخرين لكي نصحح أخطأنا ونطور ذاتنا نحو الأفضل.
ويحدثنا الكاتب أيضا في هذا الفصل عن كيفية التعامل مع المآسي والآلام العظيمة التي تصيبنا في هذه الحياة، وينصحنا الكاتب بأن نتعامل معها مثل ما نتعامل مع الآلام والمشكلات الصغيرة، وذلك بأن نتحمل مسؤوليتنا تجاهها، وألا نعجز عن تحمل هذه المسؤوليات العظيمة. علينا إذن أن نتوقف عن لوم الاخرين ونبدأ في تحمل المسؤولية.
ويصور لنا المؤلف الحياة مثل لعبة البوكر فنحن لا نربح فيها بسبب الحظ فقد نمتلك أوراق جيدة ولا نربح اللعبة وقد نمتلك أوراقا سيئة ونربح اللعبة، فالفارق الذي يجعلنا نربح هو خياراتنا التي نتخذها داخل اللعبة، فنحن في حالة اختيار دائم داخل هذه الحياة.
ويلاحظ الكاتب أيضا في هذا الفصل أننا جميعا نلعب دور الضحية فأغلب منشورات التواصل الاجتماعي فيه تدمر من اضطهاد الاخرين لنا، فالجميع يحسون بأنهم مظلومين ويجب على الجميع أن يساندهم، فالكل مظلوم والكل يحتاج الى المساندة، والرابح الوحيد في هذا الامر هي وسائل الإعلام التي تجد في الأشياء السيئة مادة دسمة تجذب لها الكثير من المشاهدين والمتابعين.
والجانب المظلم في مظهر الضحية هو أنه يبعد النظر عن الضحايا الحقيقيين.
قد يقول البعض نعم فهمت أن قيمي سيئة وأنه يجب علي أن أتحمل المسؤولية ولكن كيف أفعل ذلك ؟ يقول الكاتب في نهاية هذا الفصل جوابا على ذلك : افعل أو لا تفعل ولكن لا تقل لي كيف ذلك ؟ فالأمر سهل وبسيط للغاية فأنت تمارس عملية الاختيار في كل لحظة، وهذا يعني أن التغيير أمر بسيط يحتاج فقط أن تهتم بأمور مختلفة. ولكن لا تنسى أيضا أن عملية التغيير صعبة ومحفوفة بالكثير من المشاكل.
ومع إعادة نظرك في قيمك ستحس بنوع من المقاومة الخارجية والداخلية التي تجعلك تحس بعدم اليقين في القيم الجديدة التي اخترتها بنفسك. لكن نتائج جانبية لا بد منها لتوجيه اهتمامك وجهة أخرى أكثر أهمية وأكثر اسحقاقا لطاقتك.
الفصل السادس : أنت مخطئ في كل شيء (وأنا كذلك)
يقول الكاتب بأن النمو عملية ترابطية متكررة لا نهاية لها. فنحن لا ننتقل من خطأ إلى صواب عندما نتعلم شيئا جديدا بل من خطأ إلى خطأ أقل منه بمقدار طفيف.
فنحن في حالة اقتراب دائم من الحقيقة أو الكمال، من غير أن نصل إلى تلك الحقيقة أو الكمال.
ومع تقدمي في السن وزيادة تجاربي أتخلص من بعض أخطائي وأسير أكثر انسجاما مع متطلباتي يوما بعد يوم. وهكذا دواليك.
هنالك أشخاص لديهم هاجس أن يكونوا دائما على صواب في حياتهم إلى حد يجعلهم لا يعيشون تلك الحياة أبدا.
نحن دائما نظن بأننا على صواب لأجل ذلك فنحن لا نتطور، فاليقين التام بأننا على صواب هو ما لا يجعلنا نتطور ونتقدم نحو الأفضل.
فقبول العيوب والنقائص في ذواتنا وسلوكياتنا وقيمنا أمر لا بد منه حتى تتطور تلك القيم وتلك السلوكيات.
بدلا من الجري وراء اليقين علينا أن نكون في حالة شك دائم في معتقداتنا وسلوكياتنا من أجل تطويرها نحو الأفضل.
يتعين علينا دائما طيلة الوقت البحث عن كيف أننا مخطؤون، هذا لأننا مخطؤون دائما. ولا نتوقف عن ارتكاب الأخطاء وتصحيحها أثناء رحلة التطور في هذه الحياة. أن نكون مخطئين يجعلنا منفتحين على إمكان التغير.
هناك مشكلتان الأولى أن عقولنا ليست كاملة، المشكلة الثانية أن عقولنا مصممة للتمسك بالمعنى الذي نخلقه لأنفسنا. نتيجة هذا الكلام أن معظم معتقدتنا خاطئة، او لنكن أكثر دقة فكلها خاطئة، لكن بعضها أقل خطأ من الاخر.
المشكلة الكبرى التي تواجهها أدمغتنا عندما تعالج تجاربنا هي تفسير تلك التجارب بشكل خاطئ وغير صحيح.
هنالك قدر كبير من الحكمة التقليدية التي تقولنا لنا علينا أن نثق بأنفسنا ونستمع لقلوبنا لكن في الواقع علينا أن نقلل من الثقة في أنفسنا.
قد يبدو هذا مخيفا أو نوعا من تحطيم الذات او نوعا من التشاؤم لكنه على العكس من ذلك تماما. وهو ليس بالخيار الأكثر أمانا فحسب بل هو أيضا يعطينا أكبر قدر من الحرية والتطور الذي نحن بحاجة اليه في حياتنا.
بعدها يحدثنا الكاتب في هذا الفصل عن قصة صديقته التي أدمنت دروس التطوير الذاتي وكيف أنها تعلقت به بشكل جنوني رغم أنه كان على علاقة بامرأة اخرى.
الفصل الأول : لا تحاول
يبدأ كتاب فن اللامبالاة بدون مقدمة ويدخل مباشرة إلى الفصل الأول ويفتتح هذا الفصل بالحديث عن قصة رجل فشل في نشر روايته لكنه رغم ذلك قام بنشرها في اواخر حياته، وهذا الرجل كان يعاني من الاكتئاب وكانت حياته تعيسة وكان ايضا مدمنا للمشروبات الكحولية.
في نظري الخاص يفتتح الكاتب مارك مانسون كتابه بهذه القصة ليبين لقرائه بأن النجاح لا يأتي عن طريق عيش حياة ايجابية وسعيدة كما هو مبين في كتب التنمية الذاتية، بل النجاح حسب رأيه الخاص يأتي بعد رحلة عادية يتولد عنها ذلك النجاح الذي لم نكن نتوقعه من قبل.
ومعنى ذلك أنه لم يصبح شخصا ناجحا ومشهورا عن طريق تحوله الى شخص افضل بل استطاع ان يحقق النجاح رغم كونه شخصا سيئا ولا يتصف بأي صفة إيجابية في ذاته وحياته الخاصة.
وهو يرى في هذا الفصل أن تركيزنا على الأمور الإيجابية مثل قولنا أننا نحن سعداء ونحن أغنياء مع كوننا لسنا كذلك في الواقع هو أمر سلبي يجعلنا نركز دون أن نشعر على تلك الأشياء التي نفتقدها حقيقة في حياتنا ، فالسعيد حسب تعبير الكاتب لا يقول أنا سعيد لأنه يعيش السعادة بشكل حقيقي فهو لا يحتاج الى تذكير نفسه بأنه سعيد لأنه ببساطة يعيش السعادة ولا يحتاج الى ان يذكر نفسه طوال الوقت بأنه سعيد فالموقف النفسي لا يحتاج الى ذلك.
وفي نفس هذا الفصل يتحدث الكاتب عن ثقافة الاستهلاك وثقافة حياتي أجمل من حياتك التي أصبحنا نعيشها في عصر مواقع التواصل الاجتماعي التي تجعلنا نعيش في وهم الإنسان الكامل الذي يجب أن نكون مثله.
وهذه الثقافة هي في صالح الشركات الكبرى التي تريد أن تروج لمنتوجاتها عبر هذه المواقع الالكترونية.
وأهم فكرة في هذا الفصل تتلخص في ان الرغبة في التجارب الايجابية تعد تجربة سلبية، في حين ان قبول التجارب السلبية تعد تجربة ايجابية.
بمعنى أنه كلما كنت شديد الرغبة في أن تصبح غنيا كلما أحسست بأنك فقير لا قيمة لك، وذلك بصرف النظر عن المال الذي تجنيه في واقع الأمر.
فهو يرى بأن كثرة المبالاة بتحقيق النجاح في الحياة هو مسيؤدي بك إلى الفشل لأن الأشياء الجميلة في نظره لا تحدث الا اذا لم نعد مبالين بها أكثر من اللازم.
فهو هنا لديه رأي مغاير لقانون الجذب فهو يرى بأن كثرة الاهتمام بالشيء يؤدي الى عدم تحقيقه في ارض الواقع، فكلما قل اهتمامك بالشيء كلما زادت نسبة تحقيقه في حياتك وهذا القانون مغاير تماما لقانون الجذب الذي يرى بأن تحقيق الاشياء يكون بالتركيز عليها أكثر من اللازم.
والاهتمام الزائد بالأشياء يعتبر في رأي الكاتب مرض نفسي يجب التخلص منه لعيش حياة سعيدة ورائعة. وهذا لا يعني أن نتخلص من الاهتمام بالاشياء تماما بل علينا أن نهتم بالاشياء التي لها قيمة في حياتنا الخاصة. وحتى لا تهمك الصعاب عليك أن تهتم بما هو أهم منها. وأهم شيء في الحياة هو أن تجد هذا الشيء المهم الذي ستكرس حياتك من أجله. وسواء أدركت ذلك أم لم تدركه فإنك دائما ستختار ما تعطيه اهتمامك. والنضج هو أن يتعلم الإنسان أن لا يهتم إلا بما يستحق اهتمامه.
وهدف هذا الكتاب كما يقول كاتبه هو ان يجعلك تفكر في الأشياء التي تستحق منك الاهتمام هذا هو هدف هذا الكتاب بشكل واضح ومبسط.
يجب تقبل أن هنالك نوعا من المعاناة لا يمكن التخلص منها لذلك لا يجب الاهتمام بهذه المعاناة أكثر من اللازم حتى لا تصبح حياتنا مثل الجحيم الذي لا نستطيع الخروج منه.
لذلك حاول أن تعتبر هذا الكتاب دليلك للتعامل المعاناة والالام التي تنتج عنها وكيفية تخفيف هذه المعاناة على نفسك لتعيش بأمن وسلام.
إنه كتاب عن كيف تكون حركتك خفيفة رغم ثقل أحمالك أو بعبارة أخرى سيعلمك هذا الكتاب كيف تضحك من دموعك وأنت تذرفها . سيعلمك هذا الكتاب كيف تخسر دون أن تشكل لك الخسارة قلقا كبيرا في حياتك. سوف يعلمك هذا الكتاب باختصار كيف تهتم بأقل الأشياء في حياتك وتحتفظ فقط بالأهم منها.
الفصل الثاني : السعادة مشكلة في حد ذاتها
يفتتح الكاتب هذا الفصل بقصة الأمير الذي تربى في الثراء الفاحش والذي لم يجد فيه السعادة التي كان يبحث عنها ثم قرر بعدها أن يبحث عن السعادة في الفقر لكنه لم يجد السعادة في الفقر أيضا بل وجد المعاناة حينها قرر أن يعتزل كل شيء ويجلس تحت شجرة لمدة 40 يوما حتى يحصل له التنوير في حياته.
وهذا الأمير هو بوذا الحكيم الذي اكتشف بعد هذه الرحلة الروحية العميقة أن السعادة لا تتعلق بالثراء أو الفقر أو أي شيء آخر وأدرك أيضا أن المعاناة لا مفر منها في هذه الحياة ولكي نعيش في سلام يجب علينا الا نقاوم هذه المعاناة.
ومشكلة السعادة تكمن في أننا نظن إذا حققنا الثراء أو حصلنا على الشخص الذي نحبه فإننا سنحصل على السعادة ولكن السعادة ليست كما نظن لا تتحقق بالحصول على الأشياء المادية أو المعنوية.
بعد ذلك يبين لنا الكاتب أن المعاناة في الحياة أمر طبيعي وهي السبب البيولوجي الذي يدفعنا الى بذل الجهد لتحسين حياتنا نحو الأفضل.
والألم أو المعاناة كما يقول الكاتب مفيدة لنا لأنها تعلمنا ما هو مفيد لنا وما هو ليس بنافع لنا لكي نتجنبه في المرة القادمة. والألم نوعان جسدي ونفسي. ولا توجد حياة بدون ألم أو بدون مشاكل لكن علينا فقط أن نتعلم كيف نستفيد جيدا من تلك المشاكل ونتعلم الدرس الذي جاءت لتعلمنا إياه.
وليكن في علمك أن السعادة في هذه الحياة تكمن في حل المشاكل لكن المشاكل في هذه الحياة لا تتوقف أبدا. والخلطة السحرية في الحياة هي في حل المشاكل وليس في عدم وجود المشاكل في حياتك. فاذا لم تكن هناك مشاكل في حياتك فستكون تعيسا، واذا كانت موجودة ولم تستطع حلها فستكون ايضا تعيسا الحل السحري وهو أن تتعلم حل تلك المشاكل فهذا هو ما سيجلب السعادة لحياتك. يجب أن يكون لدينا شيء نحله حتى نكون سعداء في هذه الحياة.
بعد ذلك يحذرك الكاتب من الوقوع في خطأين الاول وهو انكار المشاكل والثاني وهو القاء اللوم على الاخرين اي ان تربط مشاكلك بالاخرين فهذين الامرين سيجعلانك تهرب من مواجهة مشاكلك وحلها بنفسك.
ثم بعدها يبين لنا الكاتب بأن السعادة تتطلب منا الشقاء من أجل نيلها فالسعادة لا تنال بسهولة وانما يجب ان نتعب في الحصول عليها. وعلينا أن ندرك هذا الأمر جيدا حتى لا نقع في فخ السعادة المزيفة. فطريق السعادة مليء بالأشواك وليس بالزهور. هذا ما يجب أن تتذكره دائما. وطالما أنك ستعيش الألم فعليك أن تحدد الألم الذي تريد أن تعيشه. إنها مسألة اختيار لذلك اختر ما تراه مناسبا لك. فاذا اردت النجاح فعليك ان تصارع وتكافح من أجله.
الفصل الثالث : لست شخصا متميزا
يفتتح مارك مانسون هذا الفصل بقصة رجل اعمل يوهم نفسه بأنه شخص شغوف بعمله شديد الانهماك فيه يسعى لتحقيق أهدافه، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك. فقد كان يخدع نفسه ويخدع الآخرين بأنه رجل أعمال ناجح في أعماله.
ثم انتقل الكاتب ليحدثنا مباشرة عن كيف أن المجتمع أصبحت فيه فكرة التميز الذاتي منتشرة بشكل كبير في جميع الأوساط الاجتماعية وأصبح الكل تقريبا الكل يؤمن بأنه شخص متميز لا مثيل له في هذا العالم.
لكن حسب رأي الكاتب فإنه اتضح بعد ذلك وحسب بعد الدراسات أننا لسنا أشخاص متميزين واستثنائيين بل نحن تماما مثل رجل الأعمال الوهمي الذي تحدثنا عنه قبل قليل في مفتتح هذا الفصل. نعم إنه رجل الأعمال نفسه الذي لديه افراط عالي في تقدير الذات، حتى أنساه هذا التقدير الزائد لذاته أن يفعل شيئا ذا قيمة في حياته.
مشكلة هذا الشخص الحقيقية هي أنه كان يظن أنه سيصبح غنيا من دون أن يفعل أي شيء، وهذا هو حال معظم من يظنون أنهم أشخاص متميزين في هذا الوقت المتأثرين ببعض كتب التنمية الذاتية. لكن هذا الاحساس العالي بالاستحقاق استراتيجية فاشلة.
فأصحاب التميز الذاتي يختلقون نجاحات وهمية ويعيشون وسط هذه الأحلام وتلك الأوهام التي لا أساس لها في واقعهم. فهم غير قادرين على الاعتراف بمشاكلهم على نحو صادق وصريح، وبالتالي فهم غير قادرين على تصحيح عيوبهم وتطوير قدراتهم شيئا فشيئا.
بعدها بدأ الكاتب يحدثنا عن فترة مراهقته وكيف أنها كانت فترة صعبة في حياته بكل ما تحمل الكلمة من معنى. كما أنه عاش فترة صعبة بعد طلاق والديه ورغم كل هذه الصعاب كان يعتقد انه شخص فريد ومتميز حتى تصيبه كل هذه الصعاب الفريدة من نوعها. وهذا بالطبع تفكير خاطئ حسب رأي الكاتب فلا شك أن هناك أشخاص آخرين مروا بمثل هذه الصعاب في حياتهم وبالتالي فأنت لست شخص فريد ومتميز في هذا العالم بل هناك اشخاص كثيرين مثلك.
لكن هذا لا يعني التقليل من مشكلتك بل يعني فقط أنك لست شخصا متميزا كما تعتقد. فالتميز والتفرد أصبح هو السمة الطاغية في عصر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي.
والإنسان بطبعه لا يستطيع أن يكون متميزا واستثنائيا في عدة مجالات بل يستطيع فقط أن يتميز في مجال واحد او مجالين على الأكثر فمثلا نجد المغني الناجح في مجال الغناء فاشلا في مجالات أخرى مثل الرياضة ومجال العلوم على سبيل المثال. فنحن بشر عاديون في معظم الوقت.
والمشكلة هي أن وسائل الاتصال والتكونولوجيا تغرقنا بكل ما هو استثنائي ومتميز وهذا ما يجعلنا نحس بالسوء تجاه أنفسنا ويدفعنا نحن أيضا إلى أن نطمح لكي نكون استثنائيين ومتميزين. ولكن اذا كنا جميعا استثنائيين فلا أحد بالتالي سيكون حينها استثنائيا ومتميزا. فقد صار كون المرء عاديا المعيار الجديد للفشل. ولكي نحل هذه المشكلة علينا أن نتقبل حياتنا العادية كما هي بدون تميز أو استثناء. وسيتبدد حينها الشعور الدائم بالحاجة إلى إثبات الذات أمام الآخرين والإحساس بعدم الجدارة الذي تسببه مشكلة الدعوة الى التميز في هذا العصر.
الفصل الرابع : قيمة المعاناة
يفتتح الكاتب هذا الفصل بقصة الضابط في الجيش الامبراطوري الياباني الذي يطلق عليه اسم أونودا، والذي ظل يحارب الأمريكان في اليابان رغم انتهاء الحرب لأنه كان يحارب الأمريكان في أدغال اليابان وكان يعتقد أن الحرب لم تنتهي رغم أن الجيش الياباني كان يرمي مناشير عبر الطائرات في الادغال يبين فيها بأن الحرب قد انتهت، لكنه كان يرى بأن تلك المناشير خدعة من طرف الجيش الأمريكي.
ولما سمع بقصة هذا الملازم الأسطوري شاب ياباني مغامر اسمه سوزوكي قرر أن يبحث عنه في الأدغال اليابانية ليخبره بأن الحرب قد انتهت فعلا وبأنه لا جدوى من أن يضل هناك في الأدغال يحارب لوحده من أجل حرب قد انتهت منذ سنوات طويلة.
وبالفعل وبعد أربعة أيام من البحث عنه وسط الأدغال وجد الشاب سوزوكي الملازم أوندا وأخبره بأن الحرب فعلا قد انتهت منذ سنوات طويلة وأنه لا جدوى من بقائه وحيدا في الادغال يحارب الوهم لوحده بل ويحارب من اجل امبراطور لم يعد اصلا موجودا يحكم اليابان.
لقد اختار هذا الملازم المعاناة من أجل إمبراطور ميت، فقد كان لتلك المعاناة معنى حقيقي لأنها قدمت في سبيل قضية كبرى وهي الدفاع عن إمبراطورية اليابان مهما كلف الأمر. وبما أن تلك المعاناة كانت تعني شيئا لهذا الملازم فقد كان قادرا على تحملها بل والاستمتاع بها ايضا.
فاذا كانت المعاناة امرا لا مفر منه فالسؤال الذي يجب أن نطرحه ليس هو : كيف نوقف هذه المعاناة ؟ بل السؤال الذي يجب أن نطرحه هو : من أجل ماذا نحن نعاني كل هذه المعاناة ؟ أي ما هي الغاية من هذه المعاناة ؟ وبقدر جوابك على هذا السؤال تستطيع تحمل تلك المعاناة.
ثم يصور لنا الكاتب بعدها النفس البشرية مثل بصلة ذات أوراق كثيرة وتلك الاوراق هي مشاعرنا الداخلية.
ولمعرفة ذاتنا بشكل أعمق يجب علينا التعمق في معرفة أسباب مشاعرنا الذاتية التي نمر بها. وذلك عن طريق طرح أسئلة حول السبب الذي يجعلنا نشعر بتلك المشاعر، فمشاعرنا عبارة عن طبقات فوق بعضها البعض.
فكل شيء نفكر به أو نشعر به راجع في نهاية المطاف إلى مقدار القيمة التي نجدها في هذا الشيء. ولن نصل الى تلك القيم العميقة الا عن طريق السؤال، لكن الاستجواب الصادق للنفس أمر صعب في أغلب الأحيان، لذلك يتحاشاه أغلب الناس.
توقف لحظة وفكر على سبيل المثال في شيء يزعجك، ثم اطرح على نفسك السؤال التالي : ما هو السبب الذي يجعلني أن نزعج من هذا الشيء بالذات؟ ربما تكون الاجابة هي أن الفشل يسبب لك ذلك الإزعاج، ثم اسأل نفسك ما هو سبب هذا الفشل وهكذا حتى تصل الى قيمك الداخلية وتعرف نفسك بشكل أفضل من السابق.
قد تكون المشكلات امرا محتوما لكن معنها ليس بالضرورة امرا محتوما لا يتغير. وبالتالي يمكننا التحكم في مشكلتنا عن طريق التحكم في كيفية تفكيرنا بتلك المشكلات.
وفي هذا الفصل أيضا يحدثنا الكاتب عن قصة مغني الروك الذي طردته مجموعة الروك من فرقتها بدون سبب أو أي إنذار، وكيف أنه حاول بكل ما لديه من قوة أن يأسس فرقته الخاصة ويحقق حلمه في أن تصير فرقة مشهورة في الولايات المتحدة الأمريكية. وسار التفكير في الانتقام تسليته الأولى.
وفي غضون عامين فقط دخل ألبومه الاول القائمة الذهبية. كان مغني الروك هذا هو ديف موستين وفرقته هي ميجاديت ذات الشهرة الأسطورية، أما الفرقة التي طردته فكانت هي فرقة ميطاليكا اشهر فرق الروك في العالم.
لكن مغني الروك ديف موستين رغم النجاح الذي حققه لا يزال يرى نفسه شخصا فشلا لأنه لم يستطيع أن يمسح من ذاكرته أن مجموعة ميطاليك طردته من فرقتها. فالمشكلة تكمن هنا في المعيار الذي نقيس به أنفسنا. فقيمنا هي التي نقيس بها أنفسنا ونقيس بها أيضا الآخرين. فإذا كنت ترغب في تغيير نظرتك إلى مشكلاتك فإن عليك ان تغير ما تعتبره ذا قيمة في حياتك.
بعدها يحدثنا الكاتب عن قصة مغني اخر تم طرده من مجموعة موسيقية لكنه بعد طرده من تلك المجموعة تعرف على فتاة حياته التي تزوج بها وكون معها أسرة سعيدة وعاش معها في سعادة غامرة. لقد أعطى هذا المغني قيمة أكبر للسعادة الأسرية أكثر من قيمة الشهرة وجمع المال، فكانت حياته أسعد من المغني السابق الذي تحدثنا عنه في الفقرات السابقة من هذا الملخص.
توحي هذه القصص كلها الى ان هنالك مقاييس ومعايير وقيم أفضل من غيرها. وان هنالك قيم ومقاييس تؤدي الى مشكلات صغيرة يسهل حلها، وهناك في الجانب الاخر مقاييس وقيم تؤدي الى مشكلات كبيرة يصعب حلها.
وبكلمات أخرى فإن هنالك قيما لا قيمة لها في هذه الحياة مثل قيمة المتعة التي اذا أقمنا أولويات حياتنا عليها كانت حياتنا سيئة للغاية. فالمتعة إله زائف من يعبده يتكبد الخسائر في حياته.
وتبين الدراسات أن الناس الذين يركزون على المتعة في حياتهم يكونون أكثر عرضة للقلق والاكتئاب.
إلا أن المتعة هو ما يتم تقديمه لنا على مدار الأربعة والعشرين ساعة كمخدر عبر وسائل الاتصال المختلفة. فالمتعة والنجاح المادي ليس هما سبب السعادة بل هما أثر من آثار السعادة.
باختصار يجب علينا أن نضع قيما مثل ( قيمة أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين ، وقيمة حب الاخرين والتعاطف معهم ) في أعلى سلم أولوياتنا. لا أن نضع المتعة والنجاح المادي وحب أن نكون على صواب في أعلى سلم اولوياتنا وإلا ستنقلب حياتنا رأسا على عقب.
ومن القيم التي لا قيمة لها في هذه الحياة والتي يجب التخلص منها قيمة أن تكون دائما على صواب، فهذه القيمة تمنعك من تعلم أشياء جديدة في هذه الحياة، لذلك يجب عليك تجنبها حتى تطور ذاتك شيئا فشيئا.
ومن القيم التي يجب التخلص منها قيمة الحرص على الإيجابية، حيث أن هنالك أشخاصا كثر في هذا العالم يقيسون مدى نجاح حياتهم بقدرتهم على أن يكون إيجابيين في كل شيء. فالإيجابية الدائمة نوع من أنواع الهروب فهي ليست حلا جيدا لمشكلات الحياة المختلفة التي يمر بها الإنسان.
ثم إن الطريقة الذكية للتعامل مع الانفعالات السلبية هي التعبير عنها بطريقة صحية مقبولة اجتماعيا وبشكل منسجم مع قيمك الخاصة.
عندما ننكر المشكلات في حياتنا فإننا نضيع على أنفسنا فرصة حل تلك المشكلات.
الفكرة الأهم في هذا الفصل هي تثبيت بعض القيم المهمة في حياتك وهذه القيم بعدها ستأتي السعادة بشكل طبيعي وتلقائي دون البحث عنها.
فالقيم الجيدة هي التي تكون مؤسسة على الواقع وتكون أيضا بناءة اجتماعيا والية وقابلة للضبط والقياس وآنية في نفس الوقت. أما القيم السيئة فهي عكس ذلك.
فالصدق على سبيل المثال قيمة جيدة لأنه يمكن التحكم فيه لأنه يعكس الحقيقة ومفيد للآخرين.
أما الشهرة فهي قيمة سيئة فهي غير مفيدة للآخرين ومن غير الممكن التحكم فيها فأنت لا تعلم كيف سيكون انطباع الناس حول شخصيتك.
ومن أمثلة القيم الجيدة عموما الأخلاق الحسنة مثل حب الخير للآخرين والدفاع عنهم.
ومن أمثلة القيم السيئة الرضى عن النفس طيلة الوقت، ومحاولة ارضاء الجميع، والثراء من أجل الثراء.
باختصار شديد فالمعنى الحقيقي لتطوير الذات هو اختيار أفضل القيم ووضعها في موضع الأولوية لكي تمنحها اهتمامك.
الفصل الخامس : أنت في حالة اختيار دائم
يبدأ هذا الفصل بالتخيل التالي : تخيل أن شخصا يصوب سلاحا إلى رأسك ويقول لك عليك أن تجري 42 كيلوميترا في أقل من خمس ساعات وإلا سيقتلك ويقتل أسرتك. وتخيل في نفس الوقت أنك في حالة أخرى لديك الوقت الكافي لتتمرن على الجري وأنك تمرنت بشكل جيد وأن أسرتك تنتظرك عند نقط النهاية في ماراتون 42 كيلومترا.
ففي الحالة الأولى أنت مضطر لكنك في الحالة الثانية لديك القدرة على الاختيار وتحس بأنك مسؤول عن اختيارك.
ثم بعدها يحدثنا عن قصة وليام جيمس الذي يعتبر الأب الروحي لعلم النفس الأمريكي، لقد كان هذا العالم في بداية حياته يعاني من مشكلات صحية ونفسية سببت له فشلا في حياته الدراسية، وبعد صعوبات كثيرة في حياته كلها قرر في أحد الأيام أن يكون مسؤولا لمدة سنة كاملة عن كل ما يحدث له في حياته وعندها تغيرت حياته وأصبح هو من كبار علماء النفس في أمريكا وأصبحت كتبه تترجم إلى عشرات اللغات عبر العالم.
فاللحظة التي تدرك فيها أنك مسؤول بالكامل عن حياتك تكون لحظة ولادة من جديد.
نحن لسنا قادرين على التحكم في ما يحدث لنا، ولكن نحن قادرين على تفسير ما يحدث لنا.
وسواء كنا ندرك الأمر أو لا ندركه فإننا مسؤولون عن تجاربنا وعن ما يمر بنا من أحداث، فعدم تفسيرنا لما يحدث لنا يظل هو نفسه تفسيرا للأحداث. وخيارنا ألا نستجيب لتلك الأحداث هو في حد ذاته استجابة لها.
سواء أعجبنا هذا أم لم يعجبنا فإننا نقوم بدور فعال فيما يحدث لنا وما يحدث بداخلنا. فنحن دائما في حالة اختيار دائم للقيم التي نقيس بها ما يجري حولنا.
ثم إن قبولنا المسؤولية عن مشاكلنا خطوة أولى في سبيل حلها.
كان هناك رجل ممتع وجذاب ومتعلم لكنه كان يعتقد بأن النساء لا تنجذب إليه لكون قصير القامة. وهذا الأمر جعله يمتنع عن الخروج للقاء النساء. مالم يدركه هذا الرجل هو أنه اختار القيمة التي تجعله دائما خاسرا. وولم يدرك أيضا أنه قادر على اختيار قيمه بنفسه. ورغم عدم إدراكه هذا فقد كان هو تلمسؤول عن مشكلاته.
وكمثال على تحمل المسؤولية التي نتحدث عنها في هذا الفصل فإنك إذا استيقظت ووجدت على باب بيتك طفلا حديث الولادة، فإنه لا أحد سيلومك على وجود الطفل أمام بيتك لكنك تصبح مسؤولا عنه ولا يمكنك أن تتخل عنه بحجة أنك لست من أحضره إلى باب منزلك.
وسواء اخترت ان تحتفظ بهذا الطفل أو أن تتجاهله او حتى ترميه في حفرة، فسوف تكون هنالك مشكلات مرتبطة باختيارك، وسوف تكون أنت المسؤول عن تلك المشكلات أيضا.
هكذا يجب أن نفهم روح المسؤولية التي يجب أن نتحلى بها تجاه المشاكل التي نمر بهل في حياتنا. كن متيقنا بأنك أنت المسؤول عن سعادتك، ولا أحد غيرك مسؤول عنها.
ثم يحدثنا الكاتب عن كيف أنه لم يلقي اللوم على حبيبته التي تركته وذهبت لشخص آخر بل حمل نفسه المسؤولية وقام بتغيير حياته عن طريق العودة الى اصدقائه القدماء والذهاب لعمل التمرينات الرياضية كما قام برحلة دراسية طويلة الأمد كل هذا جعله يستعيد عافيته النفسية وراحته الداخلية.
وبعد قيامه بكل هذا اكتشف في النهاية أنها لم تكن وحدها هي التي تعامله بطريقة سيئة بل كان هو أيضا يعاملها بنفس الطريقة، لذلك قرر في النهاية أن يصلح أخطأه في علاقاته الأخرى مع النساء.
والدرس الذي تتعلمه من هذا الأمر هو أن لوم الاخرين يجعلنا ننسى أن نلوم أنفسنا ونكتشف الأخطاء التي نقوم بها نحن في علاقاتنا مع الاخرين لكي نصحح أخطأنا ونطور ذاتنا نحو الأفضل.
ويحدثنا الكاتب أيضا في هذا الفصل عن كيفية التعامل مع المآسي والآلام العظيمة التي تصيبنا في هذه الحياة، وينصحنا الكاتب بأن نتعامل معها مثل ما نتعامل مع الآلام والمشكلات الصغيرة، وذلك بأن نتحمل مسؤوليتنا تجاهها، وألا نعجز عن تحمل هذه المسؤوليات العظيمة. علينا إذن أن نتوقف عن لوم الاخرين ونبدأ في تحمل المسؤولية.
ويصور لنا المؤلف الحياة مثل لعبة البوكر فنحن لا نربح فيها بسبب الحظ فقد نمتلك أوراق جيدة ولا نربح اللعبة وقد نمتلك أوراقا سيئة ونربح اللعبة، فالفارق الذي يجعلنا نربح هو خياراتنا التي نتخذها داخل اللعبة، فنحن في حالة اختيار دائم داخل هذه الحياة.
ويلاحظ الكاتب أيضا في هذا الفصل أننا جميعا نلعب دور الضحية فأغلب منشورات التواصل الاجتماعي فيه تدمر من اضطهاد الاخرين لنا، فالجميع يحسون بأنهم مظلومين ويجب على الجميع أن يساندهم، فالكل مظلوم والكل يحتاج الى المساندة، والرابح الوحيد في هذا الامر هي وسائل الإعلام التي تجد في الأشياء السيئة مادة دسمة تجذب لها الكثير من المشاهدين والمتابعين.
والجانب المظلم في مظهر الضحية هو أنه يبعد النظر عن الضحايا الحقيقيين.
قد يقول البعض نعم فهمت أن قيمي سيئة وأنه يجب علي أن أتحمل المسؤولية ولكن كيف أفعل ذلك ؟ يقول الكاتب في نهاية هذا الفصل جوابا على ذلك : افعل أو لا تفعل ولكن لا تقل لي كيف ذلك ؟ فالأمر سهل وبسيط للغاية فأنت تمارس عملية الاختيار في كل لحظة، وهذا يعني أن التغيير أمر بسيط يحتاج فقط أن تهتم بأمور مختلفة. ولكن لا تنسى أيضا أن عملية التغيير صعبة ومحفوفة بالكثير من المشاكل.
ومع إعادة نظرك في قيمك ستحس بنوع من المقاومة الخارجية والداخلية التي تجعلك تحس بعدم اليقين في القيم الجديدة التي اخترتها بنفسك. لكن نتائج جانبية لا بد منها لتوجيه اهتمامك وجهة أخرى أكثر أهمية وأكثر اسحقاقا لطاقتك.
الفصل السادس : أنت مخطئ في كل شيء (وأنا كذلك)
يقول الكاتب بأن النمو عملية ترابطية متكررة لا نهاية لها. فنحن لا ننتقل من خطأ إلى صواب عندما نتعلم شيئا جديدا بل من خطأ إلى خطأ أقل منه بمقدار طفيف.
فنحن في حالة اقتراب دائم من الحقيقة أو الكمال، من غير أن نصل إلى تلك الحقيقة أو الكمال.
ومع تقدمي في السن وزيادة تجاربي أتخلص من بعض أخطائي وأسير أكثر انسجاما مع متطلباتي يوما بعد يوم. وهكذا دواليك.
هنالك أشخاص لديهم هاجس أن يكونوا دائما على صواب في حياتهم إلى حد يجعلهم لا يعيشون تلك الحياة أبدا.
نحن دائما نظن بأننا على صواب لأجل ذلك فنحن لا نتطور، فاليقين التام بأننا على صواب هو ما لا يجعلنا نتطور ونتقدم نحو الأفضل.
فقبول العيوب والنقائص في ذواتنا وسلوكياتنا وقيمنا أمر لا بد منه حتى تتطور تلك القيم وتلك السلوكيات.
بدلا من الجري وراء اليقين علينا أن نكون في حالة شك دائم في معتقداتنا وسلوكياتنا من أجل تطويرها نحو الأفضل.
يتعين علينا دائما طيلة الوقت البحث عن كيف أننا مخطؤون، هذا لأننا مخطؤون دائما. ولا نتوقف عن ارتكاب الأخطاء وتصحيحها أثناء رحلة التطور في هذه الحياة. أن نكون مخطئين يجعلنا منفتحين على إمكان التغير.
هناك مشكلتان الأولى أن عقولنا ليست كاملة، المشكلة الثانية أن عقولنا مصممة للتمسك بالمعنى الذي نخلقه لأنفسنا. نتيجة هذا الكلام أن معظم معتقدتنا خاطئة، او لنكن أكثر دقة فكلها خاطئة، لكن بعضها أقل خطأ من الاخر.
المشكلة الكبرى التي تواجهها أدمغتنا عندما تعالج تجاربنا هي تفسير تلك التجارب بشكل خاطئ وغير صحيح.
هنالك قدر كبير من الحكمة التقليدية التي تقولنا لنا علينا أن نثق بأنفسنا ونستمع لقلوبنا لكن في الواقع علينا أن نقلل من الثقة في أنفسنا.
قد يبدو هذا مخيفا أو نوعا من تحطيم الذات او نوعا من التشاؤم لكنه على العكس من ذلك تماما. وهو ليس بالخيار الأكثر أمانا فحسب بل هو أيضا يعطينا أكبر قدر من الحرية والتطور الذي نحن بحاجة اليه في حياتنا.
بعدها يحدثنا الكاتب في هذا الفصل عن قصة صديقته التي أدمنت دروس التطوير الذاتي وكيف أنها تعلقت به بشكل جنوني رغم أنه كان على علاقة بامرأة اخرى.
0 تعليقات