أفضل كتاب علم نفس يمكنك أن تقرأه في حياتك ( كتاب علم النفس الأكثر تأثيرا في القراء )


كل شخص فينا داخل هذا العالم يحتاج إلى كتاب علم نفس يعرفه بحقيقة نفسه التي بين جنبيه، فمعرفة الإنسان بنفسه أسبق من معرفة الأشياء التي من حوله : مثل معرفة علم البحار أو علم الزلازل أو علم الكون أو حتى علم الاقتصاد أو علم التسويق أو غيرها من العلوم التي هي خارجة عن دائرة علم النفس.

فإذا حققت النظر جيدا وتأملت نفسك قليلا، وجدت أن جميع العلوم مصدرها نفس الإنسان وذاته، وبهذا تكون معرفة النفس مقدمة على جميع العلوم، ومعنى أنها مقدمة أي أنها تأتي في المرتبة الأولى من حيث التعلم، وبكلمات أخرى يجب عليك قبل الدخول في العلوم الأخرى أن تتعلم أولا علم النفس.

فإذا عرفت نفسك جيدا تستطيع بعدها الانتقال إلى معرفة الاشياء الأخرى التي من حولك في هذا الوجود، لكن طريق معرفة النفس ينقسم إلى ثلاثة أقسام : الطريق الأول وهو معرفة النفس عن طريق التأمل، والطريق الثاني معرفة النفس عن طريق الممارسة والتجربة والمقصود بالممارسة والتجربة هنا هو ما يطلق عليه عند طائفة من الناس بالتجربة الروحية، أما الطريق الثالث وهو معرفة النفس عن طريق التعلم أي عن طريق قراءة الكتب المختصة في مجال علم النفس.

وهذه الطرق الثلاث ليست منفصلة عن بعضها البعض، بل هي طرق متداخلة، والذي يريد معرفة نفسه معرفة متكاملة يجمع بين هذه الطرق الثلاث في طريقة واحدة، وبذلك يحصل على فهم أعمق وأدق من الذي يختار طريقا واحدا لمعرفة نفسه.

ونحن في مقالنا هذا اخترنا لكم الطريقة الثالثة في معرفة النفس وهي طريقة التعلم بواسطة الكتاب، لأنها هي الطريقة المركزية والأساسية في هذا الباب، فبدون كتاب يوجهك في طريق معرفة ذاتك ستستهلك وقتا وجهدا أطول لتحقيق هدفك وهو معرفة نفسك على حقيقتها لكي تستطيع التحكم فيها بشكل أفضل، وإذا تحكمت في نفسك على أفضل وجه أصبحت قادرا على إنتاج شيء مفيد لك ولغيرك من الناس ومن الموجودات في هذا العالم.

وبذلك تصبح شخصا مؤثرا فيمن حولك تأثيرا إيجابيا يعود بالنفع عليك وعلى الآخرين، فالغاية القصوى من معرفة النفس هو تحسينها وتطويرها لتكون نفسا فاضلة متكاملة تصلح للإسهام في تطوير المجتمع وتحسينه.

بعد أن عرفت لماذا نحن بحاجة شديدة إلى معرفة النفس، جاء الدور الآن لنختار الكتاب الذي سنتعلم من خلاله علم النفس، لا تقلق أخي القارئ فقد اخترت لك أحسن وأفضل وأشمل كتاب في علم النفس سيغنيك هذا الكتاب عن قراءة مكتبة كاملة في علم النفس.

والكتاب الذي اخترته لكم هو كتاب علم النفس للكاتب جميل صليبا، وجميل صليبا هو كاتب وفيلسوف عربي من مواليد لبنان سنة 1902 من أشهر أقواله : " التعلم ليس هو درس الحقائق، وإنما هو تدريب الذهن أن يفكر".

إذن استعد الان لنبحر معا أنا وأنت في عوالم ذاتنا لنستكشف أسرار النفس البشرية ونغوص في أعماق ذواتنا لنستخرج الدرر والحكم النادرة، التي ستجعلنا مستبصرينا للطريق الواضح والمستقيم في هذه الحياة الدنيا.

أولا تعريف عام بالكتاب ومحتوياته :

كتاب علم النفس للكاتب جميل صليبا من الكتب الضخمة ولكن رغم ضخامته فهو سهل العبارة واضح المعاني، ولن تجد صعوبة كبيرة في فهم ما جاء فيه من النظريات والأقاويل، الكتاب يضم بين دفتيه حوالي 824 صفحة، وهو مقسم إلى مدخل عام و أربعة كتب كبيرة.

وكل كتاب يضم مدخلا صغيرا وعددا من الفصول تختلف بحسب كل كتاب، أما المدخل فقد خصصه الكاتب للحديث عن الفلسفة، ولكنك قد تستغرب مثلما استغربت أنا أيضا لماذا يتحدث الكاتب في مدخل كتابه عن الفلسفة والكتاب في أساسه يتحدث عن علم النفس ؟ سؤال وجيه ومنطقي من حضرتك أيها القارئ الكريم، والجواب عن هذا السؤال هو أن الكاتب أراد أن يتحدث عن الفلسفة في مدخل كتابه هذا لأنها هي التي بواسطتها نستطيع تحديد طبيعة النفس البشرية، فعلم النفس وإن استقل بنفسه كعلم من العلوم الإنسانية يبقى دائما جزء لا يتجزء من الفلسفة التي هي أم العلوم.

وعند حديثنا عن مدخل الكتاب ستعرف أكثر أيها القارئ الكريم لماذا اختار الكاتب أن يفتتح مدخل كتابه بالحديث عن الفلسفة التي هي أم العلوم في نظر الأقدمين وهي في الحقيقة كذلك لأنها تجعلك تفهم العالم وتفهم نفسك بشكل مجرد وكلي وهذا ما يميز الإنسان عن غيره من الموجودات وهو التفكير المجرد الكلي. 

ثانيا : المدخل العام لكتاب علم النفس للكاتب جميل صليبا

في هذا المدخل العام يحدثنا الكاتب عن موضوع الفلسفة، والمقصود بموضوع الفلسفة المبحث الرئيسي الذي يهتم به علم الفلسفة، وأهم المباحث الرئيسية في علم الفلسفة هو البحث في مسألة مبدأ هذا الوجود ونهايته، والبحث أيضا في طبيعة النفس والبحث في مسألة حرية الاختيار، وكذلك البحث في مسألة الخير والشر وغيرها من المسائل الرئيسية في علم النفس التي منها يتكون موضوع الفلسفة.

والكاتب يرى بأن التفلسف في فطرة الإنسان أمر طبيعي فالإنسان بفطرته كائن متفلسف يحب أن يعرف من أين جاء ؟ وإلى أين سيعود ؟ وما هي حقيقته ؟ وما هي الغاية من وجوده ؟ فهذه أسئلة فطرية مركوزة في عمق ذات الإنسان، لكن كل واحد من الناس يتخذ منهجا خاصا به في للإجابة على هذه الأسئلة الوجودية المصيرية، ومناهج معرفة الإنسان بهذه الأمور تنقسم إلى 3 أقسام : المعرفة العامية، والمعرفة العلمية ، والمعرفة الفلسفية.

أما المعرفة العامية فالمقصود بها المعرفة التي نتوصل إليها من خلال تجاربنا الشخصية سواء كانت تجربة فردية أو تجربة اجتماعية. والمعرفة العامية هي النظرة الأولى التي نلقيها على الطبيعة من حولنا. في حين فإن المعرفة العلمية أرقى من المعرفة العامية، والمعرفة العلمية هي المعرفة المبنية على معرفة العلل كما قال أرسطو. أي معرفة علة الشيء ومعرفة أسبابه التي أوجدته. كما أن العلم يبين لنا كيف تأثر هذه العلل في بعضها البعض. فالعلم إذن هو البحث عن قوانين الطبيعة.

فالعلم يستنبط من الطبيعة الأشياء المتشابهة ويكون منها قانونا عاما كليا يسري على جميع تلك الأشياء التي بينها نوع من الترابط والتشابه العقلي أو المنطقي. وبهذه الطريقة يستخلص العلماء قوانين الطبيعة الثابتة في هذا العالم المتغير.

والعلوم تختلف عن بعضها البعض بالظواهر التي تبحث فيها، فمثلا علم الفلك يبحث في ظاهرة واحدة في الكون وهي ظاهرة تحرك الأجرام السماوية، في حين علم الطب يبحث في ظاهرة واحدة وهي جسم الإنسان من حيث صحته وعلته، وهكذا قس على بقية العلوم.

أما شروط العلم فهي أن تكون قوانينه كلية وبسيطة غير مركبة وفي نفس الوقت ضرورية لا تتبدل بتغير الأزمنة والأوقات. وكمثال عملي لتوضيح هذه الشروط الواجب توفرها في القوانين العلمية، نضرب المثال التالي : كل جسم في هذا العالم إذا وضعتها في الفراغ يسقط إلى الأسفل، هنا نلاحظ أن هذا القانون هو قانون كلي أي جميع الأجسام تسقط في الفراغ، وهذا هو الشرط الأول، أما الشرط الثاني فنحن هنا لم ندرس الجسم من جميع جوانبه بل درسناه فقط من جانب سقوطه وحركته نحو الأسفل وبذلك نكون قد درسنا جزء بسيطا من الجسم لأن الجسم مركب من أجزاء أخرى فيمكننا أن ندرسه من حيث مكوناته ومن حيث لونه أو من حيث أبعاده أو من حيث زمانه وما إلى ذلك من الأجزاء الأخرى، أما الشرط الأخير وهو الثبات والضرورة فهذا القانون ثابت لا يتغير فلا يمكن أن يأتي زمن وتتوقف فيه الأجسام عن السقوط في الفراغ. وغاية العلم هو الكشف عن العلاقات الثابة بين موجودات هذا العالم.

أما المعرفة الفلسفية وهي القسم الأخير من أقسام المعرفة فهي حسب رأي الكاتب يصعب تعريفها قبل التعرف على بعض المسائل الفلسفية، لكن الكاتب رغم ذلك يبدأ بعرض بعض التعريفات التي ذكرها الأقدمون لعلم الفلسفة، وإليك بعضا من هذا التعريفات :

فقد عرفها فيثاغورس بأنها محبة الحكمة، وعرفها أفلاطون بأنها العلم بالحقائق المطلقة، وعرفها أرسطو بأنها العلم بالأسباب البعيدة للموجودات، وعرفها ابن سينا بأنها البحث في الموجود المطلق، وعرفها كانت بأنها معرفة النفس البشرية ومن هنا تعرف لماذا اختار الكاتب في مدخله هذا أن يعرفنا بالفلسفة. وتعاريف الفلسفة تختلف من فيلسوف إلى آخر لكن سبب اختلافهم راجع إلى أن كل واحد منهم اهتم بمسألة واحدة من مسائل الفلسفة، لكن الأمر الذي يجمع كل هذه التعاريف هو أن الفلسفة هي المعرفة الكلية التي لا معرفة فوقها.

ويرى قدماء الفلسفات وعلى راسهم أفلاطون أن الفيلسوف بعد رياضة خاصة أي بعد نظام خاص في الحياة يحصل على معرفة خاصة بحقائق الأشياء تحصل له بملاكة في النفس تسمى ملكة الحدس، ويسمي أفلاطون تلك الحقائق بالمثل، ويرى بأنها تعيش في عالم خاص بها يسمى عالم المثل. وهذا القول استمر العمل به عند كثير من فلاسفة القرن التاسع عشر أمثال هيجل وشوبنهاور.

والقدماء يفرقون بين العلم والفلسفة من خلال الأمور التالية : الفلسفة أكثر عموما ووحدة من العلم، حتى قال أفلاطون الفيلسوف يجمع كل شيء في نظرة واحدة. الفلسفة تتعمق في فهم الأشياء عكس المعرفة العلمية، وأيضا الفلسفة تبحث فيما وراء الحس في حين أن العلم يقتصر نظره على الأمور المحسوسة ولا يتعدها إلى غيرها. وأيضا الفلسفة تبحث عن الغاية من وراء هذا الوجود في حين أن العلم يبحث عن النظام والقوانين التي تحكم هذا الوجود. وتختلف الفلسفة عن العلم في طريقة البحث فالفيلسوف يستخدم الحدس في حين العالم يستخدم التجربة كطريقة للبحث.

لكن الفلاسفة الوضعيين وعلى رأسهم أوجست كونت يرون بأن الفيلسوف لا يستطيع أن يدرك الحقائق الكلية بواسطة الحدس، وقرروا عجز الإنسان عن درك الحقائق المجردة. وأثبتوا أن الإنسان دوره فقط هو معرفة الأشياء المحسوسة عن طريق التجربة والمشاهدة. 

ويرى مؤسس الفلسفة الوضعية أن المعرفة الإنسانية مرت بثلاث مراحل : المرحلة اللاهوتية وهي مرحلة البحث عن غاية لهذا الوجود، المرحلة الثانية وهي مرحلة وسط بين المرحلة الأولى والأخيرة حيث كان هناك تجاذب بين الفلسفة والعلم، والمرحلة الثالثة هي المرحلة الوضعية حيث يسطر العلم على الساحة المعرفية.

وحسب رأي أوجست كونت فإن الفلسفة في نظره هي : المجموعة العامة للمدارك البشرية وهي تكون بمجموعها  أجزاء صورة واحدة عامة. وبهذه الطريقة استطاع أن يضم الفلسفة إلى العلوم في قالب واحد لكنه أقصى بذلك الفلسفة القديمة التي كانت تبحث في ما وراء الطبيعة عن غاية لهذ الوجود الذي نحن فيه.

والفلاسفة في نظر الوضعيين هما رجال يبحثون في الأمور المشتركة بين سائر العلوم، في حين أن العلماء يبحثون في كل علم على حدة. يقول أوجست كونت : يعنى الفلاسفة بتحديد غاية كل علم من العلوم، مع الكشف عن علائقه بالعلوم الأخرى وترتيبه، ويهتمون على قدر الإمكان باختصار مبادئ العلوم، وإرجاعها إلى عدد قليل من المبادئ العامة المشتركة، ولا يتم ذلك إلا باتباع القواعد الأساسية للطريقة الوضعية. انتهى كلامه.

أما غوبلو فيذهب أبعد من ذلك ويرى بأنه لا يوجد شيء في هذا العالم سوى العلم أما الفلسفة فقد اندثرت مع الأوائل وانضمت إلى العلم، ولم يبقى لها مجال لكي تحكم نظرتنا لهذا الوجود.

لكن مؤلف الكتاب لا يقف عند هذا الحد بل يناقش رأي الوضعيين في مفهوم الفلسفة ويبين أن الحدود التي قيد بها الوضعيون العلم ضيقة جدا، ثم بعد ذلك يحاول الكاتب جميل صليبا أن يحدد موضوع الفلسفة حسب رأيه الخاص، قائلا بأن موضوعها هو إدراك أسرار الوجود، وتنظيم سلوك الإنسان في الحياة. فالمسألة الأولى نظرية، والثانية عملية.

ثم يحدثنا الكاتب بعد ذلك عن قيمة كل من العلم والعمل، وكيف أن العلم نفسه بعد التعمق في قوانينه يجرنا إلى الفلسفة، وكيف أن العمل يجرنا أيضا إلى الفلسفة شئنا أم أبينا. وهذا هو أساس بحث الفلسفة الحديثة. أي البحث في قيمة العلم والعمل.

ويخلص الكاتب بعد كل هذا الكلام إلى تعريف الفلسفة بأنها : نظرية القيم التي تدرس المسائل الانتقادية المتعلقة بطرائق العقل والمعرفة، وتحدد قيمة العلم والعمل، وتبحث عن الأسباب القصوى والحقائق النهائية للوجود.

ثم يقول الكاتب : ليس الفرق بين العلم والفلسفة فرقا في الموضوع، لأن كلا منهما قد يبحث في الأمر نفسه، ولكنهما يختلفان في كيفية البحث وغاية النظر. فهناك أحاكم وجود تبين ما هو كائن وهناك أحكام قيم تبين ما يجب أن يكون، والفلسفة إذن هي نظرية القيم. أما المعرفة العلمية فهي خالية من الأغراض والغايات. وأحكام القيم تبقى دائما لابسة حلة شخصية تدل على صاحبها. وأحكام القيم تتبدل بتبدل المثل الأعلى في كل زمان ومكان بتأثير الكشوف العلمية.

ومعنى ذلك أن الفلسفة تتطور بتطور العلوم، والعلم نفسه أيضا يتطور بتطور الفلسفة، وكلاهما يخدم الآخر ويقويه. ثم إن الاتحاد بين الفلسفة والعلم يعود على كليهما بالنفع. فخير لهما أن يتصلا ويتعاونا على فهم الحقيقة.

ثم بعد أن فرغ الكاتب من تعريف الفلسفة بدأ يوضح لنا في هذا المدخل العام أقسام دروس الفلسفة وهي كالتالي :

1 ـ علم النفس وعلم الاجتماع : 

لقد كان علم النفس قديما علما عقليا محضا، وكان جديرا أن يسمى بفلسفة النفس، إلا أنه أصبح في عصرنا الحالي يتبع الطريقة التجريبية، وصار مؤلفا من أحكام وجود لا من أحكام قيم. فهو كعلم الاجتماع علم وضعي مستقل عن الفلسفة. 

ثم يقول الكاتب : ولكننا سنبتدأ في هذا الكتاب بدراسة علم النفس، لأنه الأساس الذي تستند إليه المباحث الفلسفية الانتقادية من نقد طرائق العقل، ومعرفة قيمة العمل الإنساني، فنحن ندرس علم النفس لا لأننا نعده قسما من الفلسفة، بل لأننا نعتبره أساسا ضروريا لها. وهو أكثر العلوم قرابة لها لأنه يبحث عن قوانين النفس التي تنطوي على كل شيء.

2 ـ المنطق والأخلاق والإستيتيكا : وهي دراسات معيارية مبنية على تقييم الأشياء هل هي صحيحة أم فاسدة.

3 ـ علم ما بعد الطبيعة : وهو المركز الذي تتجه إليه نظرة كل فيلسوف.

ثالثا : الكتاب الأول : المسائل العامة 

الفصل الأول : موضوع علم النفس وتعريفه

في هذا الفصل يحدثنا الكاتب أولا عن تاريخ علم النفس من خلال عرض الموانع التي أدت إلى تأخر عدم استقلال علم النفس عن الفلسفة، وأول تلك الموانع هو أن أفكار الفلاسفة كانت خليطا من الحقيقة والخيال. 

بعدها يحاول الكاتب أن يبين لنا كيف نشأ علم النفس الحديث وكيف أنه استكمل شروط العلم الوضعي، وأول من قام بذلك هو الفيلسوف جون لوك وهو القائل باستقالال علم النفس عن علم ما بعد الطبيعة، وكذلك دافيد هيوم الذي قال : بأن علم النفس هو أشبه شيء بجغرافية العقل، وأنه يمكن تحليل جميع الأحوال النفسية بظاهرة تداعي الأفكار. وجميع هؤلاء الفلاسفة اتبعوا الطريقة الذاتية في الملاحظة والبحث والتحليل.

وبينما كان الفلاسفة الروحيون يؤسسون علم النفس على المشاهدة الداخلية، كان الفلاسفة الطبيعيون من أطباء وعلماء يستندون في مباحثهم إلى طريقة المشاهدة الخارجية، لأن للحوادث النفسية آثارا خارجية يمكن مشاهدتها وقياسها، وقد انقسموا في هذه الطريقة، فمنهم من اكتفى ببيان العلاقة بين الفيسيولوجيا والظواهر النفسية وعلى رأسهم ديكارت ومالبرانش. ومنهم من بحث في العلاقة بين الحوادث النفسية والحوادث الخارجية. 

 وأول من فكر في تأسيس علم نفس كمي هو هاربرت فقد زعم أن ظواهر الحياة الداخلية خاضعة لقوانين النفس مثل خضوع ظواهر السماء لقوانين الفلك.

ثم بعد ذلك ظهرت تخصصات كثيرة في علم النفس فظهر علم نفس الأطفال، وعلم نفس الأجناس، حتى أنهم فرقوا بين المرأة والرجل فيما يتعلق بعلم النفس. ثم بعدها بين علماء الاجتماع ما للمجتمع من تأثير في نفسية الفرد، وبينت تلك الدراسة كيف تأثر النفوس بعضها في بعض. حتى ظهر علم جديد في ألمانيا سموه بسيكولوجية الأقوام أو الجماعات.

ثم ظهر بعد ذلك علم آخر وهو علم نفس خاص بالحيوانات ويسمى هذا العلم بسيكولجيا السلوك، وأول من قال بهذه الطريقة هو هوكسلي.

ثم يسترسل الكاتب بعرض المدارس المختلفة في علم النفس إلى أن يصل إلى مدرسة التحليل النفسي التي أسسها فرويد، وفي نهاية هذا السرد التاريخي لتطور علم النفس يحدثنا الكاتب عن العالم ريبو الذي استطاع حسب رأي الكاتب أن يجمع بين محاسن النظريات السابقة عليه في علم النفس ويدخلها في علم واحد، ثم يقول الكاتب ونحن ذاكرون في هذا الكتاب آخر ما توصلت إليه الأبحاث في علم النفس جريا على الطريقة التجريبية التي لا بقاء لعلم النفس إلا بها.

ثم يشرع المؤلف بعدها في بيان موضوع علم النفس حسب آخر الأبحاث في هذا المجال فيقول بأن موضوعه هو الظواهر النفسية مثل الخوف والغضب والخجل وغيرها من الظواهر النفسية. وهي تختلف تمام الاختلاف عن الظواهر الطبيعية مثل نمو النبات ودوران الكواكب وذوبان المعادن في النار. وهذا التفريق يعيننا على تحديد موضوع علم النفس.

بعدها ينتقل الكاتب ليحدثنا عن صفات الظواهر النفسية، وأول صفة للظاهرة النفسية هي أنها حادثة نفسية داخلية ذاتية لا يدركها إلا شخص واحد، عكس الظواهر الطبيعية فمثلا امتداد الحديد بالنار ندركه جميعا بنفس الطريقة التي يدركها الآخرون ولكنني هنا في هذه المسألة أختلف مع الكاتب قليلا وأقول بأن إدراكنا لامتداد الحديد بواسطة النار هو أيضا ظاهرة نفسية لأن الإدراك في حد ذاته ظاهرة نفسية وقد يختلف إدراكي لامتداد الحديد عن إدراكك لامتداد الحديد وهنا تبقى المسألة مستعصية على الفهم . 

وثاني صفة للظاهرة النفسية وهي أنها زمانية لا مكانية ومعنى ذلك أنها ليس لها حجم، فأين يا ترى توجد عاطفة الحب هل على يمين اليأس أم على يسار الأمل ؟  فهي فقط تجري في نهر الزمان. وقولنا أن الظواهر النفسية داخلية لا يدل على أن لها موضعا.

وثالث صفة تتصف بها الظواهر النفسية هي أنها كيفية لا كمية ومعنى ذلك أنها غير قابلة للقياس، فالقياس لا يكون إلا بالمطابقة ولا يمكن ذلك في الظواهر النفسية. ولكن قد يقال السنا نقيس الزمان ؟ وفي الحقيقة نحن لا نقيس الزمان وإنما نقيس المسافة التي قطعها المتحرك.

ويمكننا الآن تعريف علم النفس بأنه : العلم الذي يبحث في الظواهر النفسية. ويمكن دراسة هذه الظواهر إما دراسة تصنيفية أي تجميع الظواهر النفسية التي لها علاقة مع بعضها البعض. أو دراسة الظواهر النفسية من أجل استنباط القوانين الكلية التي تحكم النفس البشرية. 

يقول الكاتب : ونحن ندعوا في هذا الكتاب إلى سلوك الوجه الثاني لاعتقادنا أن الظواهر النفسية خاضعة لقوانين مثل قوانين الطبيعة. لذلك فإن خير تعريف لعلم النفس هو : العلم الذي يبحث في الظواهر النفسية وقوانينها.

ونحن في علم النفس لا نبحث في طبيعة النفس بل نكتفي بدراسة آثارها الظاهرة ولا نلتفت إلى الجوهر الخفي الذي لا يدرك.  إننا لا نقرر الآن أن إدراك حقيقة النفس محال، ولكن نعتقد أن البحث في حقيقة النفس قد يمنع من تقدم هذا العلم، وأن الطريقة التجريبية المقصورة على معرفة الظواهر النفسية أفضل الطرق وأنفعها.

لا شك في أن الإحساس هو ظاهرة نفسية، ولا شك ايضا في أننا لا نطلع على الاشياء الخارجية إلا به، ولكن هل يمكننا تحديد موضوع علم النفس بالاستناد إليه ؟ فلولا التفريق بين الأشياء الداخلية والخارجية لاختلط علينا موضوع علم النفس بموضوع العلوم الطبيعية، لإننا إذا أدخلنا الإحساس في علم النفس شمل موضوع هذا العلم جميع العلوم الأخرى تباعا.

فالعالم الداخلي أو النفسي أقرب إلى الحقيقة من العالم الخارجي أو الطبيعي، وهل يدرك الإنسان ظواهر العالم إلا من زاوية نفسه. لكن الكاتب أراه هنا في هذه الفقرات من الكتاب يترك المسألة معلقة ولا يحكم فيها بحكم قاطع حيث أنه بين في البداية أن علم النفس مبني على حقائق التجربة الخارجية والحس ثم تبين له فيما بعد أن الحس نفسه هو من حقائق العالم الداخلي فكأن المسألة فيها دور منطقي، وكأننا ندور في حلقة مفرغة يصعب الخروج من دوارها.

ثم بعد ذلك ينتقل الكاتب ليفرق لنا بين علم النفس العفوي الذي يحصل للإنسان من خلال التجربة والممارسة في الحياة، وبين علم النفس العلمي الذي هو موضوع الكتاب والذي يحصل بالدراسة لهذا العلم وفق القوانين والقواعد التي تحكمه.

ثم يفرق لنا الكاتب ايضا بعدها بين علم النفس العلمي وبين ما يكتبه الأدباء والشعراء وعلماء الأخلاق عن النفس، فما يكتبه الأدباء هو قريب من علم النفس العامي لكنه أعلى وأرقى منه.

أما الفرق بين علم النفس والمنطق والأخلاق هو أن علم النفس يبحث فيما هو كائن أما المنطق والأخلاق فيبحثان فيما يجب أن يكون لا ما هو كائن.

الفصل الثاني : الظواهر النفسية والظواهر الفيسيولوجية

لا شك أن الظواهر النفسية متعلقة بالظواهر الفيزيولوجية، لكن هل حوادث النفس مستقلة عن الجسد ؟ أم تابعة له ؟ وإذا كانت تابع للجسد فما هي درجة تعلقها به ؟ وهل تعلقها بالجسد كتعلق العلة بمعلولها ؟ وما هي الطريقة التي سنسلكها في المباحث النفسية ؟ وهل نستطيع أن نطابق بينها وبين الطريقة الفيسيولوجية ؟ وبعبارة أوضح هل تنحل الظواهر النفسية إلى ظواهر فسيولوجية ؟ وما هو تأثير البيئة والطبيعة على نفسية الإنسان ؟ أسئلة يطرحها الكاتب قبل شروعه في بيان العلاقة بين النفس والجسد.

ولبيان العلاقة بين الجسد والنفس يبدأ الكاتب بالحديث عن تشريح الجملة العصبية ووظائفها، ويمكننا تقسيم الجملة العصبية في الإنسان إلى ما يلي : 

1 ـ النخاع الشوكي والبصلة والمخ والمخيخ.

2 ـ مجموع الخلايا والأعصاب والعقد المنتشرة في الأعضاء والنسج.

3 ـ الأعصاب الموردة والمصدرة.

4 ـ أعضاء الحواس.

ثم يتحدث الكاتب عن كل واحدة من هذه الأقسام بشكل تفصيلي، وبطريقة عجيبة تجعلك تغوص في عالم دقيق داخل الجسد الذي هو مرآة نفسك. وفي نفس الوقت يقوم بتوضيح العلاقة القائمة بين النفس والجسد ويحاول أن يثبت أنه لا يمكن إرجاع الظاهرة النفسية إلى الظاهرة الفيسيولوجية. وأنه خير لهذين العلمين أن ينهج كل وحد مسلكه الخاص.

فالشعور عند بعض الفيسيولوجيين ظاهرة ثانوية يمكن الاستغناء عنها بالجملة العصبية، بل ذهب بعضهم إلى القول بأن الجملة العصبية هي وحدها الفاعلة في جسم الإنسان. إلا أن الشعور ليس علة فاعلة بل هو فقط شاهد على أفعالنا. وهو من الظواهر الفيسيولوجية بمثابة الظل من الجسم. وهل لظل الماشي تأثير في سيره. ومعنى ذلك كله أنه لا عمل للتصور والإرادة في حركة الإنسان، بل هي صادرة عن أسباب ميكانيكية. 

وهل يدل هذا الأمر على أن الظواهر النفسية ومنها الشعور عرض زائد وزينة ملحقة لا عمل له، لعمري لا لأن في هذه النتيجة خروجا عن حدود المقدمات، وابتعادا عن الطريقة العلمية. فكأن الشعور في زعمهم ليس علة لشيء ولا معلولا لشيء، وإذا كنا لا نفهم علاقة النفس بالجسد فلنتوقف عن الحكم فيها لأن العلم قد يجيء لها بحل في المستقبل.

وحرمان الشعور من كل عمل مخالف للتجربة والعلم، أفيعقل وجود ظاهرة في الطبيعة لا تؤثر في شيء ؟ فلو كان الشعور ظاهرة ثانوية لما كان له أثر في الحياة ولا زال وانقرض، لأن العضو الذي لا فائدة منه يضمر ويتلاشى. إن ارتقاء الشعور والتكامله لدليل قاطع على فساد هذه النظرية.

ثم يحدثنا الكاتب بعد ذلك عن النظرية السلوكية، التي درس أصحابها سلوك الحيوان الخارجي ثم طبقوا ذلك على الإنسان، وهم في دراستهم للإنسان أو الحيوان لا ينظرون إلا إلى ما يقع تحت حواسهم الخارجية. ومعنى ذلك أنهم يدرسون سلوك الإنسان الخارجي ويرفضون البحث في أحواله النفسية بطريق الملاحظة الداخلية. وهؤلاء لا يقرون بوجود العقل والشعور واللاشعور. بل يرون أن كل ذلك هو نمط من السلوك يمكن مشاهدته، أما التفكير فلا وجود له إلا في حركات ذرات المخ.

حتى لقد شبهوا التفكير بالكلام الخفي، فالكلام ينشأ عن اهتزار الأوتار الصوتية، والفكر ينشأ عن اهتزار الخلايا الدماغية. ويقول الكاتب إن السلوكية لا تضمن لنا استقلال علم النفس لأنها ترد كل الظواهر النفسية إلى ظاهرة فيسيولوجية فعندها ينتفي تمام وجود علم نفس مستقل لأنه لم تعد هناك ظاهرة نفسية موجودة يمكن لعلم النفس أن يدرسها.

ثم يقول الكاتب ينبغي استخدام الطريقة السلوكية بحذر شديد لأنه إذا بقي معنى السلوك غامضا اختلط علم النفس بعلم الفيسيولوجيا.

وقد حدد هنري بيرون معنى السلوك بقوله : هو مجموع ما يقوم به الجسد من الحركات الكلية تحت تأثير البيئة. وهذا كاف لفصل علم النفس عن الفيسيولجيا كما يقول الكاتب. لأن الفيسيولوجيا لا تبحث إلا في الحركات الجزئية مثل دوران الدم والتنفس، أما علم النفس فيبحث في مجموع حركات الجسد الكلية التي تضمن تكيفه مع المحيط.

وسيتضح لك عند البحث في طرائق علم النفس أن الطريقة الخارجية غير مستكملة أسباب العلم كلها، لأنها تحتاج أيضا إلى الملاحظة الذاتية الداخلية. وأن يطابق بينهما لاستخراج قوانين عامة تنطبق على جميع الحالات.

يقول علماء البيولوجيا إن كل جسم حي لا بد له إذا عاش من أن يؤالف شروط البيئة، والحياة في نظر سبنسر تنشأ عن مؤالفة الداخل للخارج. والأجسام الحية كلها تنمو بتمثيل العناصر التي تمتصها من المحيط الخارج عنها، ويمكننا القول بأن الحياة هي التكيف والتمثيل ورد الفعل والتنظيم والاصطفاء.

والشعور شبيه بالأجسام الحية نجد فيه جميع خواص الحياة على صورة أتم، وأولى خواصه التكيف أي التألف مع البيئة، وثاني خواصه تمثيله العناصر الخارجية، فالنفس تجمع الإحساسات وتصهرها وتبدلها وتكون منها معاني الأشياء، فكأن إدراك العالم الخارجي مثل تمثيل الجسد للمواد الغذائية.

وقد سمى العلماء هذه الطريقة بالسيكولوجيا الحيوية وهي تبحث في تكيف الشعور وتبدله وفقا لشرائط الحياة، وبحسب الحاجات العملية، والمنفعة، والاهتمام.

وهناك أيضا علم النفس الفيزيائي فهو يدرس الظواهر الفيزيائية التي تؤثر في الإحساس البشري مثل دراسة المرئيات ودراسة المسموعات، فهنالك إذن عوامل خارجية فيزيائية يمكن دراستها ودراسة العلاقة بينها وبين الإحساس، لكن الكاتب لا يتفق تماما مع هذه المدرسة في علم النفس. 

في ختام هذا الفصل يشير الكاتب إلى أن علم النفس ليس مرتبطا فقط بعلم الفيسيولوجيا ولكنه أيضا مرتبط بعلم آخر وهو علم الاجتماع وهو ما سيتحدث عنه في الفصل الثالث من هذا الكتاب الأول.

وحتى لا يكون هذا المقال تلخيصا كاملا للكاتب سأتوقف عن ذكر بقية الكتب وبقية الفصول، وسأكتفي فقط بذكر عناوينها حتى تكون على علم تام بما يحتويه ويضمه هذا الكتاب النافعة معانيه الضخمة محتوياته، وعسى أن أكون قد حفزتك وبثت فيك روح التشوق إلى مطالعته والغوص في أعماق أفكاره ونظرياته حتى تكون على علم رصين بمباحث علم النفس ومسائلها وقضاياها المختلفة.

وإليك الآن بقية عنواين الفصول والكتب الواردة في هذا الكتاب :

الفصل الثالث : علم النفس وعلم الاجتماع

1 ـ تمهيد عام

2 ـ تأثير الهيئة الاجتماعية في حياة الأفراد

3 ـ تعليل هذا التأثير

أ ـ المذهب النفسي

ب ـ المذهب الاجتماعي

ج ـ مناقشة هذين المذهبين

الفصل الرابع : طريقة علم النفس

ـ الملاحظة في علم النفس

ـ الملاحظة الداخلية أو الذاتية

ـ الملاحظة التلقائية

ـ التأمل الباطني أو الاستبطان

ـ الطريقة الموضوعية

ـ تعاون الطريقتين الداخلية والخارجية

ـ التجريب في علم النفس

ـ الحتمية في علم النفس

ـ القوانين النفسية

الفصل الخامس : الشعور

1 ـ تعريف الشعور وصوره وصفاته

2 ـ شروط الشعور

3 ـ طبيعة الشعور

4 ـ درجات الشعور 

الفصل السادس : اللاشعور

1 ـ هل يشمل الشعور جميع الحالات النفسية

2 ـ الاعتراض على نظرية اللاشعور

3 ـ درجات اللاشعور

4 ـ قيمة الحياة اللاشعورية

الفصل السابع : تصنيف الظواهر النفسية

1 ـ لمحة تاريخية

2 ـ التصنيف المدرسي

3 ـ التصنيف العلمي

4 ـ ما الذي حملنا على القول بالقوى النفسية الثلاث ؟ 

5 ـ قيمة هذا التصنيف

الكتاب الثاني : الحياة الانفعالية

توطئة

الفصل الأول : اللذات والألم

1 ـ صفات اللذة والألم

2 ـ في أولية كل من اللذة والألم

3 ـ شروط اللذة والألم

أ ـ الشروط الفيسيولوجية

ب ـ الشروط النفسية

4 ـ طبيعة اللذة والألم

أ ـ المذهب الذهني

ب ـ نظريات الفاعلية

5 ـ ما هو عمل اللذة والألم في الحياة ؟

الفصل الثاني : الهيجان والعاطفة

1 ـ تحليل الهيجان وصفاته

2 ـ طبيعة الهيجان

3 ـ العنصر الاجتماعي

4 ـ النتيجة

5 ـ دراسة بعض الهيجانات

الفصل الثالث : الميول والنزعات

الفصل الرابع : الأهواء

الكتاب الثالث : الحياة العاقلة

توطئة

الفصل الأول : الإحساس

الفصل الثاني : الصور الذهنية

الفصل الثالث : معرفة العالم الخارجي أو الإدراك

الفصل الرابع : معرفة العالم الخارجي

الفصل الخامس : معرفة النفس

الفصل السادس : الذاكرة

الفصل السابع : تداعي الأفكار

الفصل الثامن : التخيل

الفصل التاسع : الانتباه

الفصل العاشر : التجريد والتعميم

الفصل الحادي عشر : الإشارات والرموز واللغة

الفصل الثاني عشر : الحكم 

الفصل السادس عشر : الاستدلال

الفصل الرابع عشر: مبادئ العقل

الفصل الخامس عشر : الذكاء

الكتاب الرابع : الحياة الفاعلة

المدخل

الفصل الأول : الغريزة 

الفصل الثاني : العادة

الفصل الثالث : الإرادة

الفصل الرابع : الحرية

خاتمة المقال :

في الحقيقة الكتاب الذي كان بين أيدينا غني بالفيتامينات العقلية، لكنه رغم طوله ممتع للغاية ومشوق لأنه ينتقل بك من معلومة إلى أخرى بشكل منظم وسلسل ويربط تلك المعلومات مع بعضها البعض بخيط رفيع يجعلها جميعا تنتظم في ذهنك على هيئة واحدة تكشف لك صورتها عن حقيقة علم النفس وما هو المقصود من هذا العلم الشريف العزيز الذي يحتاجه كل إنسان على وجه هذه الأرض، فلا معنى لأن تعرف الأشياء من حولك دون أن تعرف نفسك التي بين جنبيك والتي هي حقيقتك وجوهرك.

أخي القارئ أنصحك في ختام هذا المقال أن تقرا هذا الكتاب بدرجة من الوعي والانفتاح وتفهم ما فيه من المعاني بشكل دقيق، وحاول أيض أن تقرأ هذا الكتاب بشكل متصل أي لا تقرأه في فترات متقطعة بعيدة عن بعضها البعض حتى لا تنسى الأفكار الواردة فيه وتتشتت المعاني الحاصلة منه في ذهنك بسبب طول مدة قراءتك له، فحاول إذن أن تقرأ الكتاب في مدة قصيرة مثلا في مدة 3 أيام أو 4 أيام على الأكثر حتى تجتمع في ذهنك صورة الكتاب وتحصل لك منه الغاية وتحقق منه المراد. 

ولا تنسى كذلك أن الأمر لا ينتهي بك عند قراءة هذا الكتاب، فهو مجرد مدخل إلى علم النفس، لذلك عليك بعدها أن تنفتح على كتب أخرى في علم النفس لتزيد من معرفتك بهذا المجال وتوسع مداركك فيه وتصبح خبيرا ولما لا عالم من علماء النفس بإذن الله تعالى، فمشوار العلم لا ينتهي عند كتاب بل باب العلم دائما مفتوح ولا نهاية لطريقه.

أرجو منك في الختام أخي القارئ أن تشاركني برأيك في الكتاب، وأن تذكر لي في التعليقات أسفل هذا المقال افضل كتاب في علم النفس قرأته أوسمعته من أحد من الناس، دامت لكم المسارات والأفراح ودمتم في رعاية الله وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.