كتاب سيكولوجية الجماهير ( كتاب يتحدث عن فن التلاعب بالشعوب )

كتاب سيكولوجية الجماهير ( كتاب يتحدث عن فن التلاعب بالشعوب )


ملحوظة مهمة :

أنصحك لوجه الله تعالى أن لا تقرأ هذا الكتاب أي كتاب سيكولوجية الجماهير للأسباب التي سأذكرها لك في خاتمة هذا المقال.

كتاب سيكولوجية الجماهير تم تحميله على موقع مكتبة نور أكثر من 200 ألف مرة، وقد حصل هذا الكتاب على تقييم 3.85 من على 5 في موقع goodreads ، كما أن 90 بالمائة من مستخدمي موقع جوجل أعجبوا بكتاب سيكولوجية الجماهير للكاتب غوستاف لوبون ، والطبعة التي بين أيدينا من الكتاب هي طبعة الدار الساقي التي طبعت سنة 1991 وكانت هي الطبعة الأولى من هذا الكتاب . ويعتبر كتاب سيكولوجية الجماهير كتابا متوسط الحجم فقد بلغت عدد صفحاته حوالي 228 صفحة .

وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللغة العربية السيد هاشم صالح وهو كاتب ومترجم وباحث ومفكر سوري وهو من أبرز المفكرين التنويريين العرب، وهدف التنوريين هو إلغاء دور الدين في الحياة وجعل الدين فقط في دائرة الحياة الخاصة، في حين أن التنوير الإسلامي يجمع بين العلم والإيمان وبين العقل والدين وبين الحياة العامة والخاصة إذ لا تنوير إلا بالإسلام.

أولا : من هو غوستاف لوبون مؤلف كتاب سيكولوجية الجماهير

غوستاف لوبون هو فيلسوف وطبيب ومؤرخ من أصل فرنسي ولد سنة 1841 وتوفي سنة 1931، وهو كان مهتما بالحضارة الشرقية ومتخصصا فيها، وهو من بين المؤرخين الغربيين الذين اعترفوا بدور الحضارة الإسلامية في نهضة الحضارة الغربية المعاصرة. وكان من اهتماماته الأساسية دراسة السلوك الجماعي في الطب النفسي. 

من أشهر مؤلفاته : كتاب سيكولوجية الجماهير ، وكتاب حضارة العرب، وكتاب روح الجماعات، وكتاب روح السياسة وغيرها من الكتب التي ترجم أغلبها المفكر العربي السيد عادل زعيتر.

من أشهر أقوال غوستاف لوبون : آخر ما وصلت إليه الفلسفة أنه لا قدرة للعقل حتى الآن على فهم أسرار العالم. ومن أقواله أيضا : إن العرب هم الذين علموا العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين.

ثانيا : الفكرة المحورية التي يدور عليها كتاب سيكولجية الجماهير

تدور الفكرة المحورية لكتاب سيكولوجية الجماهير حول معرفة نفسية الجماهير وكيفية التعامل معها من أجل السيطرة عليها بشكل يخدم مصالح الدولة ومصالح المجتمع، يقول غوستاف لوبون في كتابه سيكولجية الجماهير : " إن أسياد العالم ومؤسسي الأديان والإمبراطوريات ورسل كل العقائد ورجالات الدول العظام وعلى مستوى أقل زعماء الفئات البشرية الصغيرة، كلهم كانوا علماء نفس على غير وعي منهم، وكانوا يعرفون روح الجماهير بشكل فطري، وفي الغالب بشكل دقيق وموثوق جدا ".

ويتكون الكتاب من 3 كتب وهي كالتالي :

الكتاب الأول : روح الجماهير 

الفصل الأول - الخصائص العامة للجماهير والقانون النفسي لوحدتها الذهنية

الفصل الثاني - عواطف الجماهير وأخلاقياتها

الفصل الثالث ـ أفكار الجماهير

الفصل الرابع ـ الأشكال الدينية التي تتخذها كل قناعات الجماهير

الكتاب الثاني : آراء الجماهير وعقائدها

الفصل الأول - المشكلة لعقائد الالعوامل التمهيديية البعيدة التي تحدد آراء الجماهير:

الفصل الثاني - العوامل المباشرة التي تساهم في آراء الجماهير

الفصل الثالث - محركو الجماهير، ووسائل الإقناع التي يمتلكونها

الفصل الرابع - محدوديّة تغيّر كل من عقائد الجماهير وآرائها

الكتاب الثالث : تصنيف الفئات المختلفة من الجماهير ودراستها

الفصل الأول - تصنيف الجماهير

الفصل الثاني - الجماهير المدعوّة بالمجرمة

الفصل الثالث - محلّفو محكمة الجنايات

الفصل الرابع - الجماهير الإنتخابية

الفصل الخامس - المجالس النيابية

وكتاب سيكولوجية الجماهير ليس مهما فقط للحكام والرؤساء بل هو مهم أيضا لكل شخص يدير أو يسير مجموعة من البشر، وهو كذلك مفيد جدا لك من يريد أن يؤثر في مجموعة من الناس الذين يتبعونه أو يعتبرونه قائدا لهم. 

ثالثا : أجمل الاقتباسات من كتاب سيكولوجيات الجماهير 

إليك بعضا من أجمل الاقتباسات الواردة في كتاب سيكولوجية الجماهير

ـ  " إن ذوبان الشخصية الواعية للأفراد وتوجيه المشاعر والأفكار في اتجاه واحد يشكل الخصيصة الأولى للجمهور الذي هو في طور التشكل ".

ـ " إن الجمهور النفسي هو عبارة عن كائن مؤقت مؤلف من عناصر متنافرة ولكنهم متراصو الصفوف للحظة من الزمن. إنهم يشبهون بالضبط خلايا الجسد الحي التي تشكل عن طريق تجمعها وتوحدها كائنا جديدا يتحلى بخصائص جديدة مختلفة جدا عن الخصائص التي تمتلكها كل خلية ".

ـ " معظم أعمالنا اليومية ناتجة عن دوافع مخبوءة تتجاوزنا ".

ـ " الجماهير لا تجمع الذكاء في المحصلة وإنما التفاهة ".

ـ " بمجرد أن ينضوي الفرد داخل صفوف الجمهور فإنه ينزل درجات عديدة في سلم الحضارة ".

ـ " إن الفرد المنخرط في الجمهور هو عبارة عن حبة رمل وسط الحبات الرملية الأخرى التي تذروها الرياح على هواها ".

ـ " إن الجمهور هو دائما أدنى مرتبة من الإنسان المفرد فيما يخص الناحية العقلية والفكرية ".

ـ " إن الفرد المعزول يمتلك الأهلية والكفاءة للسيطرة على ردود فعله، هذا في حين أن الجمهور لا يمتلكها ".

ـ " إن الجمهور يمكنه بسهولة أن يصبح جلادا، ولكن يمكنه بنفس السهولة أن يصبح ضحية وشهيدا ".

ـ " لا شيء متعمد أو مدروس لدى الجماهير، فهي تستطيع أن تعيش كل أنواع العواطف وتنتقل من النقيض إلى النقيض بسرعة البرق وذلك تحت تأثير المحرض السائد في اللحظة التي تعيشها ".

ـ " لكن الجمهور ليس فقط انفعاليا ومتقلبا، وإنما هو أيضا كالإنسان الهمجي لا يعبأ بأي عقبة تقف بين رغبته وبين تحقيق هذه الرغبة، نقول ذلك وخصوصا أن عدده الكبير يشعره بامتلاك قوة لا تقاوم ".

ـ " مفهوم المستحيل لا معنى له بالنسبة للفرد المنخرط في الجمهور ".

ـ " سرعة تأثر الجماهير وسذاجتها وتصديقها لأي شيء ".

ـ " إن نزعتي الاستبداد والتعصب عامتان لدى كل فئات الجماهير، ولكنهما تتجسدان بأنواع ودرجات متفاوتة جدا ".

ـ " إن الجماهير مستعدة دائما للتمرد على السلطة الضعيفة، فإنها لا تحني رأسها بخنوع إلا للسلطة القوية ".

ـ " فالجماهير تشبه إلى حد ما حالة النائم الذي يتعطل عقله مؤقتا ويترك نفسه عرضة لانبثاق صورة قوية ومكثفة جدا، ولكنها سرعان ما تتبخر على محك التفكير ".

ـ " ولا شيء يؤثر على الخيال الشعبي أكثر من قطعة مسرحية ".

ـ " على قاعدة الخيال الشعبي تأسست مقدرة الفاتحين وقوة الدول ".

ـ " إن معرفة فن التأثير على مخيلة الجماهير تعني معرفة فن حكمها ".

ـ " الشعب هو عبارة عن كائن عضوي مخلوق من قبل الماضي، وهو ككل الكائنات العضوية الأخرى لا يمكنه أن يتغير إلا بواسطة التراكمات الوراثية البطيئة ".

ـ " بدون تقاليد ثابتة لا يمكن أن توجد حضارة، وبدون الإزالة البطيئة والتدريجية لهذه التقاليد لا يمكن أن يوجد تقدم، والصعوبة تكمن في إيجاد توازن عادل بين الثبات والتحول ".

ـ " إن النملة تستطيع أن تزيل الجبل لو امتلكت الزمن الكافي ".

ـ " إن الزمن هو الذي يطبخ آراء وعقائد الجماهير على ناره البطيئة ".

ـ " الزمن هو سيدنا الحقيقي ويكفي أن نتركه يفعل فعله لكي نرى كل الأشياء تتحول وتتغير ".

ـ " فالشعب لا يختار مؤسساته مثلما لا يختار لون عيونه أو شعره، فالمؤسسات والحكومات تمثل منتوج العرق ".

ـ " الشعب لا يمتلك أبدا أي قدرة حقيقية على تغيير مؤسساته، لا ريب أنه يستطيع تعديل اسمها عن طريق إشعال الثورات العنيفة ولكن المضمون لا يتغير ".

ـ " فمع التعليم والتربية تتحسن روح الجماهير أو تفسد فهما مسؤولان عن ذلك جزئيا ".

رابعا : تقييم كتاب سيكولوجية الجماهير

إليك بعضا من أهم التقييمات الواردة في حق كتاب سيكولوجية الجماهير على موقع goodreads :

التقييمات الإيجابية :

يقول القارئ فايز غازي Fayez Ghazi في حق كتاب سيكولوجية الجماهير : " سيكولوجية الجماهير أحد الكتب المهمة التي تعنى بدراسة الجماهير من الناحيتين النفسية والإجتماعية ".

أما القارئ Mohamed Al فيقول : " يعد هذا الكتاب أشهر كتب غوستاف لوبون على الاطلاق، وهو الذي بوأه مكانة رفيعة في عالم الفكر والمعرفة في نهاية القرن التاسع عشر. وعلى هذا الكتاب اعتمد معظم الباحثين العالميين فيما بعد من أجل دراسة ظاهرة الجماهير ". 

ويقول القارئ Mohammed Al-Abdullah : " بالرغم من قدم عمر الكتاب إلا أنه يشكل أساسا قويا في فهم الجماهير ونفسيتها وطريقة وتحفيزها وعواقب تحركاتها وأجده ينطبق كثيرا على الجماهير التي ظهرت مؤخراً ضمن ما يسمى بالربيع العربي ".

التقييمات السلبية : 

يقول القارئ بسام عبد العزيز منتقدا كتاب سيكولوجية الجماهير : "  فالفكرة الأساسية في الكتاب هي أن البشر مجموعة من الحمير.. و بالتالي فالقارئ لهذا الكتاب سيظن "ضمنيا" أن وصف الحمير لا ينطبق عليه.. فطالما أنه قرأ هذا الكاتب فقد أصبح "عالما" بطريقة تفكير الحمير و بالتالي لن يكون حمارا! ".

ويقول القارئ Wael Hamza : " لم يرتق الكتاب إلى التوقعات المنتظرة منه، فهو لم يقدم قواعد علمية أو معلومات موثقة بالدراسة أو بالتحقيق ولكن يحسب له فتح الباب أمام الدراسات الأخرى لعلم النفس الاجتماعي ".

أما القارئة Dz.Book Fairy فتقول في حق هذا الكتاب : " حاولت جاهدة إتمام الكتاب ليكون في إمكاني تقييمه بصورة منصفة في حق الكاتب على الرغم من التكرار و تحيز الكاتب بصورة كبيرة لمعتقداته و عدم طرحها في صورة قابلة للنقاش بل كان يبدي تأكده مما يدعيه بطريقة مستفزة ".

خاتمة المقال :

في الحقيقة لم يعجبني كثيرا هذا الكتاب لسبب واحد وهو أنه يتحدث بأسلوب متعالي فيه نوع من الاحتقار لعقلية الآخرين وآرائهم، ومما لم يعجبني فيه أيضا أن الكاتب يطعن في العقائد الدينية بشكل مباشر وغير مباشر وهو ما لم أتحمله لذلك قررت التوقف عن قراءة الكتاب عندما وصلت إلى منتصفه لأن عقيدتي وإيماني أهم من فلسفته المبنية على الظنون والأوهام الفارغة.

لذلك أنصح كل مؤمن ومؤمنة بالله تعالى أن لا يطلعوا على هذا الكتاب لما فيه من التشويش والتشكيك في المعتقدات الدينية الصريحة التي هي رأس مال كل مؤمن ومؤمنة.

للمزيد من الاطلاع يمكنكم قراءة المقال التالي :

أفضل كتاب علم نفس يمكنك أن تقرأه في حياتك

يمكنك شراء كتاب سيكولوجية الجماهير على موقع نيل وفرات بثمن مناسب مع التوصيل إلى باب المنزل :

تعليقات