كيف اكون سعيد


كيف اكون سعيد وفرحان على الدوام ؛ حتى وإن كنت أعيش في مشكلة مادية أو أمر بظروف أسرية صعبة ؟ وبعبارة أخرى هل السعادة لها علاقة بما يحدث حولي ؟ أم هي نتيجة لما أشعر وأفكر فيه بداخلي ؟ 

الكل في عصر القلق والتوتر و الاكتئاب يبحث عن السعادة ، فهي الكنز المفقود في هذا الزمان ، فبدون هذه السعادة تتحول الحياة على وجه هذا الكوكب إلى جحيم لا يطاق ؛ لذلك قررت أن أشاركك بعض الطرق والحيل التي ستجعل منك شخصا سعيدا في هذه الحياة .

أولا : ما هي السعادة ؟ 

السعادة هي أن تحس بنوع من التوازن الداخلي بين مشاعرك المختلفة ، ولنضرب على ذلك مثالا واقعيا حتى يتضح لك هذا الأمر بشكل جلي وواضح ، لنفترض أنك تحب الكتابة وتعشقها لكنك في نفس الوقت تحب المال وتعشقه أيضا كما أنك تحب الراحة وتعشقها ولديك العديد من الرغبات الأخرى التي تعشقها أيضا .

لكن ولنفترض أنك ألفت العديد من الكتب لكن لا أحد منها اشتهر وحقق لك مبيعات جيدة ؛ لأجل ذلك فأنت تحس بنوع من اليأس لأنك لم تحقق هدفك المالي من وراء فن الكتابة .

فلا شك أن هذا الأمر سيجعلك شخصا غير سعيد ، وستطرح على نفسك السؤال التالي : كيف اكون سعيد البال وأنا لا أحقق دخلا ماديا جيدا من عملي ككاتب ومؤلف ؟ والجواب هو أن تحقيقك للسعادة في حالتك هذه يرجع إلى تحقيق التوازن بين رغباتك الثلاث وهي : الرغبة في الكتابة ، الرغبة في المال والرغبة في الراحة .

ولتحقيق التوازن بين هذه الرغبات عليك أن تعمل في الكتابة بشكل مريح وبالطريقة التي تحقق لك عائدا ماديا لا بأس به ، لذلك عليك أن تفكر جيدا كيف تجعل عملك ككاتب مريحا وفي نفس الوقت تجعله يحقق لك المردود المادي الذي تطمح إليه .

ولكي تجد الحل لهذه المعادلة النفسية التي ستحقق لك السعادة ، عليك أن تبحث في سيرة الكتاب الناجحين وتتعمق فيها وتقرأ كتبهم وتتعمق في فهم الأسلوب الذي نجحوا من خلاله في جذب عدد كبيرمن القراء إليهم .

هذا مجرد مثال ضربناه لكم لنعرف معنى السعادة ، فالسعادة تتحقق كما قلنا أعلاه من خلال الموازنة بين رغبات النفس الرئيسية التي تسيطر على الإنسان ، ولكل شخص في هذا العالم رغبات تسيطر عليه يجب أن يكتشفها ويعرف عددها ويعرف أيضا كيف يوازن بين تلك الرغبات ، لأنه إذا لم يفعل ذلك فإن تلك الرغبات المتعارضة ستجعل حياته كئيبة وبئيسة وفي غاية الصعوبة والتعقيد . 

ثانيا : فن السعادة 

نعم فن السعادة حسب رأي الدالاي لاما قائم بالأساس على تحديد الإنسان هدفه في هذه الحياة ، فبدون هدف تبقى الحياة لا معنى لها ، وحسب رأيه الخاص فإن الهدف من هذه الحياة هو البحث عن السعادة .

يقول الدالاي لاما في كتابه فن السعادة : " أعتقد أن السعادة يمكن الوصول إليها من خلال تدريب العقل " . ولا يقصد بالعقل هنا فقط الآلة التي نفكر بها وإنما يقصد بذلك الفكر والشعور معا .

وفي كتابه هذا فن السعادة يحدثنا الدالاي لاما عن مصادر السعادة ، وعن كيفية تدريب العقل من أجل الحصول على هذه السعادة ، وعن كيفية تحويل المعاناة التي نعيشها في هذه الحياة ، ويحدثنا أيضا في هذا الكتاب عن كيفية تغيير المنظور ، وعن الكثير من الأمور المهمة حول فن السعادة كما يراها المصلح الاجتماعي الدالاي لاما .

إن كنت فعلا تبحث عن السعادة فأنصحك بأن تخصص جزءا من وقتك لقراءة هذا الكتاب ؛ وسأترك لك رابط هذا الكتاب هنا إن كنت بحاجة إليه : رابط كتاب فن السعادة للدالاي لاما .

ثالثا : طرق عملية لتحقيق السعادة في حياتك 

بعد أن تحدثنا عن مفهوم السعادة وعن معناها النظري ، وكذلك تحدثنا قليلا عن فن السعادة في الفقرات السابقة حان الآن الوقت لنقدم لك بعض الطرق العملية التي يمكنها أن تساعدك لتحقيق السعادة في حياتك ، وهذه بعض منها : 

1 ـ الحصول على قسط كافي من النوم : 

من مسببات السعادة النوم الكافي خلال فترة الليل ، يقول الله تعالى : " وجعلنا الليل سكنا " ، نعم الليل هو وقت السكينة ، والسكينة هي إحدى مظاهر السعادة وتجلياتها داخل النفس البشرية ، فمن يحرم نفسه من النوم الكافي بالليل يعرض نفسه للقلق والتوتر ، ويرى العلماء بأن 8 ساعات من النوم بشكل عميق ومتواصل خلال الليل هي المدة المثالية التي يجب أن يستفيد منها الإنسان في كل يوم . 

2 ـ انظر إلى من هو أقل منك :

قد تقول مع نفسك كيف اكون سعيد في حياتي وأنا محتاج مثلا إلى المزيد من المال وإلى المزيد من الصحة ؟ وأيضا أحتاج المزيد من العلاقات الناجحة والمتميزة ، وأحتاج أن يكون عندي منزل واسع وسيارة فخمة وغيرها من المتطلبات التي لن تنتهي من عدها من الآن وإلى الغد في الصباح .

والمشكلة الرئيسية هنا والتي تجعلك تشعر دائما بالتعاسة والبؤس وعدم الاطمئنان هو أنك تنظر إلى من هم أكثر منك مالا وجمالا وصحة وشهرة ولا تنظر إلى من هم أقل منك ممن لا يملكون قوت يومهم ، ممن هم السجون يعذبون ، ممن هم في المستشفيات يتألمون .

وفي الحديث النبوي الشريف ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: " انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تَزْدَرُوا نعمة الله عليكم ". الحديث متفق عليه بين البخاري ومسلم . ومعنى لا تزدروا أي لا تحقروا نعمة الله عليكم .

فهذا الحديث يعطينا الوصفة النبوية لتحقيق السعادة في الحياة ؛ وهي وصفة شافية كافية لمن عمل بها ، وإذا أردت أن تطبق هذه الوصفة بطريقة عملية ؛ فخصص دفترا لذكر نعم الله التي أنعم بها عليك في هذه الحياة ، وكلما تذكرت نعمة من نعم الله التي خصك بها افتح ذلك الدفتر واكتب فيه تلك النعمة واشكر الله عليها ، وتذكر جيدا أن كثيرا من الناس محرومون من هذه النعمة التي أنعم الله بها عليك .

فعلى سبيل المثال يمكن أن تكتب في دفتر النعم نعمة البصر فهي نعمة في غاية الأهمية ؛ وكثير من الناس في هذا العالم محرومون منها ويجدون صعوبات كبيرة في حياتهم اليومية جراء فقدانهم لهذه الحاسة ، وسأترك لك مقطع فيديو قصير يحكي لنا المعاناة التي يكابدها كل من فقد حاسة الإبصار ؛ فلا تتردد في مشاهدته فهو سيجعلك تعرف قيمة وأهمية حاسة البصر التي نتمتع بها فضلا من الله ونعمة :

فإذا قمت بهذا التمرين كل يوم أي تمرين تدوين النعم في دفتر خاص ؛ ستجد بأنك أصبحت شخصا في غاية السعادة والفرح لأنك بدأت تنظر إلى الأمور بطريقة صحيحة ومختلفة .

3 ـ عادات يحافظ عليها السعداء بشكل يومي :

من العادات التي يحافظ عليها السعداء عادة التعرض لأشعة الشمس كل يوم ولو لمدة 10 دقائق ، لذلك أنصحك أن تدخل هذه العادة في برنامجك اليومي فإنها ستحسن من مزاجك العام وستجعلك تستمتع بنوم هادئ وعميق أثناء فترة الليل . 

ومن عادات السعداء أيضا محافظتهم بشكل يومي على ممارسة التمارين الرياضية ولو لمدة 10 دقائق ، ومحافظتهم أيضا على أكل تفاحة واحدة خضراء كل يوم على الريق ، ومن الأشياء التي يحافظ عليها السعداء أيضا بشكل يومي العادات التالية : 

1 ـ قراءة ولو 10 صفحات من كتب تطوير الذات وتنميتها .

2 ـ متابعة أخبار الناجحين والمتفوقين عبر العالم .

3 ـ يحافظون على الصلاة في وقتها .

4 ـ يحافظون على وردهم اليومي من القرآن .

5 ـ يساعدون ولو شخصا واحدا في اليوم إما بمالهم أو بوقتهم أو بالكلمة الطيبة .

6 ـ يحافظون على عادة الابتسام عند مقابلة الاخرين .

7 ـ ينشرون المعرفة النافعة والصحيحة بين الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي .

8 ـ من عاداتهم الجيدة أنهم يبدؤون بالأعمال الشاقة والتي تتطلب جهدا أكبر في أول النهار حيث تكون طاقتهم البدنية والذهنية في ذروتها العالية .

9 ـ من عادتهم أيضا أنهم لا يأجلون عمل اليوم إلى الغد .

رابعا : أقوال الحكماء عن السعادة 

إليك بعضا من الأقوال والحكم المختارة بعناية فائقة من أجل إرشادك للوصول إلى تحقيق السعادة في حياتك : 

ـ " السعادة ليست في الجمال ولا في الغني ولا في الحب ولا في القوة ولا في الصحة ، السعادة هي في استخدامنا العاقل لكل هذه الأشياء " مصطفى محمود .

ـ " يظن الناس أن الشعور بالسعادة هو نتيجة للنجاح ، ولكن العكس هو الصحيح ؛ النجاح هو نتيجة للشعور بالسعادة " ابراهيم الفقي .

ـ " من أسرار السعادة أن يتذكر الإنسان ما لديه من نعم ، قبل أن يتذكر ما لديه من هموم " أحمد الشقيري .

ـ " السعادة هي معرفة الخير و الشر " أفلاطون .

ـ " نشعر بالسعادة حين ننجز عملاً كبيراً و تمتلئ قلوبنا بالرضا عما أنجزناه " عبد الركيم بكار .

ـ " المعرفة من أهم أسباب السعادة ؛ اجعل الكتاب صديقك الدائم " سلمان العودة .

ـ " إن الألم لا يحرمنا من السعادة ولكنه فقــط يوضح لنــا قيمتهــا " عمرو الجندي .

ـ " إن غاية الحياة هي الحصول على السعادة وقد أرادها الله لنا، فمن يطلبها يتمم إرادة الله " ليو تولستوي .

ـ " السعادة هي أن تكون مشغولًا إلى حدّ لا تنتبه أنّك تعيس " أحلام مستغانمي .

ـ " النجاح هو أن تحصل على ما تريده والسعادة هي أن تحب ما حصلت عليه " جاكسون براون .

ـ " السعادة مثل القمح ينبغي ألا نستهلكه إذا لم نساهم في إنتاجه " جورج برنارد شو .

ـ " القناعة أهم أسباب السعادة ، لأنها تجعلك ترى الحياة جميلة " ابراهيم الفقي .

خاتمة المقال : 

في ختما حديثنا عن السعادة لا أنسى أن أذكرك بأن السعادة الحقيقية هي في أن تعرف الله سبحانه وتعالى المعرفة الصحيحة التي تجعلك تحبه وترضى بقضائه وقدره ؛ فهذه هي السعادة الحقيقية التي يجب أن لا تنساها وما ذكرناه لك في هذا المقال سيعينك على تحقيق هذه السعادة الحقيقية بإذن الله تعالى ، شكرا لأنكم وصلتم إلى ختام هذا المقال ودمتم في رعاية الله وحفظه .

للمزيد من الاطلاع يمكنك قراءة المقالات التالية : 

ـ كتاب لكنود لإسلام جمال ( كتاب يحدثنا عن عبادة السعادة ) 

ـ العمل كمعلق صوتي باللغة العربية مع أكبر منصة عالمية للتعليق الصوتي عبر الأنترنت

ـ فكرة عبقرية لقراءة أي شيء بسرعة خارقة