التنمية البشرية : 9 مهارات تحتاجها لتحسين حياتك

التنمية البشرية ويقال لها أيضا التنمية الذاتية أو التطوير الذاتي ؛ وهي بشكل مبسط العملية التي تساعدك على تعلم واكتساب مهارات جديدة تنفعك في حياتك الخاصة ، وتنفعك أيضا في مسيرتك المهنية . وفي هذا المقال سنتعرف معا على مفهوم التنمية البشرية ، وسنتعرف كذلك على أهم وأفضل الطرق التي من خلالها يمكن للإنسان أن يطور ذاته وينميها ويجعلها مؤهلة للنجاح في هذه الحياة .

أولا : ما هي التنمية البشرية ؟

قد يبدو الجواب على هذا السؤال في غاية السهولة والبساطة ، لكن عند التعمق جيدا في هذا الأمر نجد بأن كل شخص في هذا العالم هو إنسان فريد لا مثيل له في هذا الوجود ؛ وبالتالي فإن لكل فرد منا في هذا العالم تعريف خاص به لمفهوم التطور والنمو الذاتي ، ولكن ما معنى هذا الكلام ؟

معنى هذا الكلام هو أنك كلما تعمقت في فهم ذاتك ، وتعمقت أيضا في فهم الآخرين كلما تكون لديك فهم عميق لمفهوم التنمية البشرية . لكن دعنا نوضح لك مفهوم التنمية الذاتية بالأسلوب التالي : " التنمية البشرية هي العملية التي ينمو فيها الشخص أو يتغير ويصبح أكثر تقدمًا من خلال جهوده الخاصة " هذا التعريف مأخوذ من معجم cambridge .

إذن حسب هذا التعريف فإن التنمية البشرية هي تلك الجهود الخاصة التي تبذلها من أجل تطوير وتحسين ذاتك ، وذلك عن طريق تعلم واكتساب مهارات جديدة ؛ وهذه المهارات هي التي سنتحدث عنها بالتفصيل في العنوان التالي من هذا المقال .

ثانيا : المهارات 9 التي تحتاجها لتحسين حياتك

قد تتسأل مع نفسك وتقول : ما هي المهارات الأساسية التي يجب على كل كإنسان أن يتعلمها ؟ لكن الجواب عن هذا السؤال قد يختلف من شخص إلى آخر ومن بيئة إلى أخرى ، ولكن حسب رأيي الخاص فإن المهارات التسع التي سنشرحها لك في هذا المقال يمكنك أن تعتبرها من أهم وأفضل المهارات التي ستتعلمها في حياتك . لقد حان الوقت لنتعلم معا بعض الأمور التي ستقلب حياتنا رأسا على عقب . إذن كن مستعدا من الآن فصاعدا لإحداث أكبر تغيير جذري في حياتك . فهل أنت مستعد ؟

1 ـ مهارة تطوير عقلية النمو :

هناك نوعان من العقليات : هناك عقلية الثبات وهناك عقلية النمو والتطور ، وعقلية النمو هي عبارة مكونة من كلمتين ، فلنشرح كل لكمة لوحدها حتى يتضح لك المعنى المركب بشكل واضح ، ولنبدأ بكلمة ( عقلية ) ؛ العقلية هي : مجموعة من الأفكار التي يعتقدها الإنسان حول نفسه ، وبعبارة أوضح فالعقلية هي تصورك الذاتي أي ما تعتقده في نفسك .

أما الكلمة الثانية التي سنشرحها فهي كلمة النمو ، ونقصد بالنمو هنا أنه يمكنك تطوير وتنمية مهاراتك ، وإذا قمنا بجمع الكلمتين معا بعد أن قمنا بشرحهما فسنصل إلى التعريف التالي لمفهوم عقلية النمو : " عقلية النمو هي الاعتقاد بأنه يمكنك تطوير مهاراتك الخاصة عن طريق العمل الجاد ، وكذلك عن طريق الاستراتيجيات المدروسة ، وأيضا من خلال توجيهات وإرشادات الآخرين من حولك " .

وإليك بعض الطرق الرائعة والمختصرة لتطوير عقلية النمو بداخلك :

أ ـ حدد هويتك العقلية :

أول خطوة عليك القيام بها هو أن تحدد هويتك العقلية والمقصود بالهوية العقلية هو أن تعرف أولا هل أنت صاحب عقلية ثابتة أم أنت بالفعل تمتلك عقلية النمو بداخلك ؟ عليك أن تراقب تصرفاتك وتراقب أفكارك الداخلية لتتعرف بشكل جيد على نوع العقلية التي تحملها بداخلك . هذا الوعي الداخلي هو الخطوة الأولى نحو إجراء التغييرات الجذرية والعميقة في حياتك .

ب ـ فكر في الإنجازات التي حققتها في السابق :

حاول أن تفكر في شيء أنت الآن أفضل فيه مما كنت في السابق ؟ ثم اطرح على نفسك السؤال التالي : ما هو الشيء الذي كان صعبا في هذا التغيير ؟ ولماذا أصبح الآن هذا التغيير بالنسبة لك أمرا في غاية السهولة عما كان في السابق ؟ ثم اسأل نفسك السؤال المهم وهو : كيف استطعت فعلا أن أحقق هذا التغيير ؟

التفكير في مثل هذه الأسئلة سيدفعك إلى اكتشاف كيفية نمو عقليتك الخاصة ، وهذا الأمر هو الصفة المميزة لعقلية النمو لدى الأشخاص الموهوبين والناجحين عبرالعالم ، ومن هذا المبدأ تنطلق شعلة التنمية البشرية .

2 ـ فكر مثل رواد الأعمال :

المهارة الثانية التي تحتاجها لتطوير ذاتك هي أن تمتلك عقلية رواد الأعمال ، فرواد الأعمال يتميزون عن البقية بأن لديهم القدرة على الابتكار والتخطيط لجميع التوقعات الممكنة كما أن لديهم القدرة الساحرة على إقناع الآخرين بأفكارهم وتوجهاتم كما أنهم يميلون بشكل فطري إلى التكيف مع جميع المواقف والمستجدات .

وفي وقتنا الحاضر يمكنك بسهولة تعلم مهارة ريادة الأعمال وذلك من خلال العديد من القنوات عبر اليوتيوب المتخصصة في هذا المجال ، وإليك أسماء بعض القنوات المتخصصة في مجال ريادة الأعمال :

ـ قناة إدارة الأعمال تقدم كورس احترافي في مجال ريادة الأعمال . وهذا هو : رابط الكورس على اليوتيوب .

ـ قناة علم وعمل تقدم دورة في ريادة الأعمال ، وهذا هو : رابط الدورة على اليوتيوب .

3 ـ تخلص من القلق والتوتر :

عليك أن تتعلم فن التخلص من القلق والتوتر فرحلة الحياة مليئة بالعقبات والمطبات التي لا نتوقع بشكل جيد متى ستحدث ، ولا شك أن التوتر والقلق الزائد عن حده من الممكن أن يمنعنا من السعي نحو تحقيق أهدافنا في مجال التنمية البشرية .

ولكي يتخلص الإنسان من القلق عليه أن يتعرف أولا على الأسباب التي تؤدي به إلى هذا الأمر، ثم بعد ذلك عليه أن يعرف الطريقة الصحيحة للتعامل مع هذه المشكلة ، ولكي يعرف الإنسان هذه الأمور عليه أن يقرأ الكتب المختصة في هذا المجال مثل كتاب دع القلق وابدأ الحياة لديل كارنيجي وغيرها من الكتب التي تتحدث بشكل مفصل عن هذا الأمر .

ومن أشهر الطرق للتخلص من التوتر ما يلي :

ـ ممارسة التأمل .

ـ تجنب العادات المضرة بالصحة مثل السهر والأكل المفرط وغيرها من العادات المضرة بصحة الإنسان .

ـ خصص بعضا من وقتك لمشاهدة الأفلام والمقاطع المضحة .

ـ تجنب الأشياء التي تزيد من توترك مثل شرب الكافيين أو الكحول وما إلى ذلك .

ـ احصل على قسط كافي من النوم .

4 ـ تحلى بالتفكير الإيجابي :

نعم التفكير الإيجابي هو أحد المفاتيح المهمة في مجال التنمية البشرية ، فهو يساعدك على تطوير ذاتك وتحسينها دائما نحو الأفضل ، ولبث روح الإيجابية بداخلك عليك القيام بالأمور التالية :

ـ أحط نفسك أولا بالأشخاص الإيجابيين .

ـ استمع واقرأ وشاهد المحتوى الإيجابي عبر الأنترنت .

ـ تدرب على الحديث الإيجابي مع ذاتك .

ـ كن لطيفًا ومشجعًا مع نفسك .

ـ اقرأ الكتب التي تتحدث عن التفكير الإيجابي .

5 ـ طور مهاراتك في التعامل مع الهاتف :

الكثير من الناس في هذا العصر يستخدمون الهاتف بشكل خاطئ ، فتجدهم يضيعون الكثير من الوقت في تصفح المحتوى التافه والرديء مما يؤدي بهم إلى مشاكل نفسية وسلوكية مع أنفسهم ومع الآخرين .

لذلك يجب على الشخص الذي يريد أن يطور ذاته ويحسنها أن يتعلم كيفية التعامل بشكل متوازن مع الهاتف المحمول ، وإليك بعض الإرشادات في هذا المجال :

ـ تجنب النوم بالقرب من الهاتف .

ـ خصص وقتا محددا لتصفح وسائل التواصل الاجتماعي .

ـ ضع برنامج أو خطة لكيفية استخدامك للهاتف .

ـ قدم لنفسك مكفاءة كلما استغرقت وقت أقل في استخدام هاتفك الجوال .

ـ امسح البرامج والتطبيقات التي لا تستخدمها بكثرة في هاتفك أو التي لا علاقة لها بشغلك .

ـ أوقف نظام الإشعارات في الهاتف . ولا تطلع على تلك الإشعارات إلا في الوقت المخصص لاستخدام الهاتف .

ـ مارس الرياضة والأنشطة البدنية المختلفة .

6 ـ كن مرنا في تصرفاتك :

وفي الحديث النبوي الشريف : " مثل المؤمن كالخامة من الزرع، تفيئها الريح مرة، وتعدلها مرة، ومثل المنافق كالأرزة، لا تزال حتى يكون انجعافها مرة واحدة " .

ومن معاني هذا الحديث الشريف أن المؤمن مرن في تعامله مع الناس ومع الظروف المعيشية من حوله، ولديه القدرة والاستعداد الكافي للتكيف بشكل إيجابي مع الظروف والمواقف الصعبة التي يمر بها الإنسان في هذه الحياة .

قد تقول لي الآن : نعم المرونة صفة ممتازة ورائعة ولكن كيف لي أن أكون مرنا ؟ أقول لك الجواب قد ذكرته لك قبل قليل في الحديث النبوي السابق ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يخبرك بأن المؤمن من صفاته أنه إنسان لديه مرونة في تصرفاته ، فلكي تتصف بالمرونة عليك أن تتصف بالإيمان ، فالحل في هذه المعادلة هو أن تقوي إيمانك بالله تعالى وتكون لديك علاقة قوية مع الله .

7 ـ تعلم العيش في الوقت الحاضر :

يقول الإعلامي والمؤثر أحمد الشقيري : " اللحظة قد تغير يومك. اليوم قد يغير حياتك. حياتك قد تغير العالم " ، نعم اللحظة رغم زمنها القصير فإن لها تأثيرا كبيرا وعميقا على حياتنا كأفراد ومجتمعات ، وبالتالي يجب على الإنسان أن يتعلم كيف يستغرق ويعيش اللحظة بجميع مشاعره ويندمج في تلك اللحظة بكامل قواه العقلية حتى تعطيه تلك اللحظة النتائج المبهرة التي لم يكن يتصور أن تحدث في مثل هذا الزمن القصير .

ولا شك أن التركيز والعيش في اللحظة هما وجهان لعملة واحدة وهي عملة السلام الداخلي ، فلن تحس بالانسجام مع ذاتك إلا إذا كنت حاضر الذهن مركزا في اللحظة التي أنت فيها .

8 ـ التعلم بشكل دائم ومستمر :

المعرفة منذ القديم إلى الآن وهي في تطور وتحسن ، وهذا التطور لا يتوقف أبدا إلى آخر يوم على هذا الكوكب ، لذلك يجب عليك أن تواكب هذا التطور المعرفي وتنفتح على تعلم التقنيات والمهارات الجديدة من مختلف مصادر المعرفة المتاحة في وقتنا الحاضر .

وإليك بعض المجالات التي يمكنك أن تتعلمها في وقت الفراغ :

ـ تعلم اللغات .

ـ تعلم البرمجة .

ـ تعلم تصميم المواقع .

ـ تعلم فن التواصل .

ـ تعلم فن الإقناع .

ـ تعلم الفقه والسنة النبوية .

ـ تعلم تفسير القرآن .

ومجالات التعلم كثيرة ومتنوعة وكل واحد منا عليه أن يسد الثغرة المعرفية التي يحس بشيء من النقص فيها .

9 ـ استفد من انتقادات الآخرين :

اطلب من صديقك المقرب أو من والدك أو الدتك أو أخيك أو أختك أن يقدموا لك ملاحظاتهم حول المشروع الذي أنت بصدد إنجازه ، أو اطلب منهم أن يعطوك ملاحظاتهم حول الطريقة التي تتصرف بها أو تتكلم بها مع الآخرين ، واستمع بشكل جيد إلى ملاحظاتهم وتعليقاتهم وانتقاداتهم البناءة واستفد منها في تطوير ذاتك وتحسينها في المستقبل .

فنحن في بعض الأحيان نحتاج إلى نظرة الآخرين من الخارج كي نحصل على منظور مختلف فيما يتعلق بفهمنا لأنفسنا ولمن حولنا في هذا العالم .

خاتمة المقال :

في الختام يجب أن نعلم جيدا أن مقال واحد لا يكفي الإنسان لكي يعرف حقيقة التنمية البشرية بل عليه أن يقرأ الكثير من الكتب في هذا المجال مثل كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية وكذلك كتاب العادات الذرية وغيرها من الكتب المهمة التي تحدثنا عنها بشكل مفصل في هذا الموقع . دمتم في رعاية الله وحفظه وإلى مقال آخر بإذن الله تعالى .