الثقة بالنفس : هي المفتاح السحري للنجاح في الحياة

الثقة بالنفس من الصفات المهمة التي يتميز بها الناجحون عبر العالم ، لكن البعض من الناس ليس لديهم الثقة الكافية في أنفسهم مما يدفعهم للبحث عن كيفية الحصول على هذه الثقة ؟ ونحن بحول الله سنبين لك في هذا المقال الطرق الصحيحة التي ستساعدك على اكتساب صفة الثقة بالنفس بشكل دائم ومستمر مهما تغيرت الظروف من حولك .

ولنبدأ أولا بتعريف مفهوم الثقة بالنفس قبل أن نتحدث عن كيفية اكتساب هذه الصفة المهمة التي يمكنها فعلا أن تغير حياتك بشكل كامل .

أولا : تعريف الثقة بالنفس ؟

الثقة بالنفس لها عدة تعاريف ، فمنهم من عرفها بأنها هي : " الشجاعة لمعرفة نفسك ، والإيمان بنفسك ، والتصرف وفقًا لمعتقداتك " ، وعرفها آخرون بأنها : " هي الإيمان بالنفس " ، ويعرفها معجم علم النفس أونلاين بأنها : " هي ثقة الفرد في قدراته وأحكامه الخاصة ، أو الاعتقاد بأنه يمكنه مواجهة التحديات والمطالب اليومية بنجاح " .

ويمكن تعريف الثقة بالنفس أيضا بأنها : " الطريقة التي تقيم بها نفسك وعلى وجه التحديد إلى أي مدى تحب ، أو توافق ، أو تقدر نفسك ".

ثانيا : كيف أحصل على الثقة بالنفس ؟

يمكنك القيام بالعديد من الأمور من أجل بناء الثقة بنفسك ، فبعض هذه الأمور ستكون مجرد تغييرات بسيطة في مزاجك الشخصي لكن رغم ذلك يجب عليك أن تداوم عليها لمدة أطول حتى تصبح جزء من عاداتك اليومية . وإليك الآن الطرق الصحيحة والمجربة التي ستمنحك الثقة بالنفس :

1 ـ تذكر جيدا الأشياء التي أنجزتها في السابق :

حاول أن تضع قائمة بجميع الأشياء التي أنجزتها بنجاح في الأيام الماضية من حياتك ، لأنه إذا كنت تعتقد أنك لم تحقق أي شيء في حياتك السابقة فإنه يكون من الصعب عليك أن تشعر بالثقة في نفسك ، إذن خذ دفترا وقلما وابدأ بتسجيل الأشياء التي حققتها في السابق مثل النجاح في الامتحان أو الحصول على شهادة أو دبلوم أو حتى الفوز بمسابقة رياضية أو ثقافية .

أو على سبيل المثال انتهاؤك من قراءة كتاب أو قيامك بمساعدة شخص محتاج أو إرشادك لشخص ضل الطريق أو أي عمل خير قمت به في السابق .

اجعل هذه القائمة الخاصة والفريدة دائما بالقرب منك وكلما فعلت شيئًا تفتخر به أضفه إلى هذه القائمة. وعندما تكون الثقة بنفسك منخفضة لديك ، اسحب هذه القائمة مجددا واستخدمها لتذكير نفسك بجميع الأشياء الرائعة التي قمت بها عبر مسيرة حياتك .

2 ـ أحط نفسك بالأشخاص الإيجابيين :

توقف مع نفسك للحظات واسأل نفسك السؤال التالي : ما هي الأحاسيس والمشاعر التي يوحي بها لك أصدقاؤك ، هل تشعر معهم بالإحباط ؟ أم بالعكس تشعر معهم بأنك في جو من التفاؤل والأمل والحيوية والنشاط ؟ هل ينتقدونك بشكل مستمر ؟ أم يقبلونك كما أنت ولا يلومونك بشكل كبير ؟

نعم يمكن للأشخاص المحيطين بك والذين تقضي معهم الجزء الكبير من وقتك أن يأثروا على شخصيتك وعلى مواقفك واتجاهتك وقراراتك ، وبالتالي يجب على الإنسان أن ينتبه جيدا للمشاعر التي يبثها الآخرون من حوله ، فتلك المشاعر معدية مثلها مثل الفيروسات .

على سبيل المثال إذا شعرت بالسوء تجاه نفسك بعد الخروج مع شخص محدد فقد يكون ذلك هو الوقت المناسب للانفصال عنه وعدم الارتباط به مجددا .

لأجل ذلك يجب أن تحيط نفسك بأشخاص يحبونك ويرغبون دائما في أن تحصل على ما هو الأفضل لك في حياتك وآخرتك . ابحث دائما عن الأشخاص الإيجابيين الذين يمكنهم مساعدتك في بناء ثقتك بنفسك . واعلم أن الثقة بالنفس والسلوك الإيجابي يسيران جنبا إلى جنب .

3 ـ تحديد أهداف ممكنة التحقيق :

تحديد الأهداف هو عملية مهمة في اكتساب الثقة بالنفس. عندما تحدد أهدافًا وتعمل على تحقيقها، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على ثقتك بنفسك .

إذا حددت أهدافًا صعبة ونجحت في تحقيقها، فإن ذلك يمكن أن يزيد من ثقتك بنفسك وإحساسك بالقدرة على تحقيق المزيد. لكن من الجدير بالذكر أن تعلم أن تحديد الأهداف يساعد أيضا على تحسين التركيز والتحكم في الوقت والإلهام للعمل بجدية والتخطيط للمستقبل.

على الجانب الآخر، إذا حددت أهدافًا وفشلت في تحقيقها، فقد تشعر بعدم الثقة بنفسك وتشعر بالإحباط بالفشل. ولكن هذا لا يعني أنه يجب تجنب تحديد الأهداف الصعبة بشكل تام . بل يجب أن تحدد الأهداف التي تعتقد أنها ممكنة ويمكن تحقيقها بالمجهود المطلوب والتخطيط صحيح، وأيضا يجب أن تتعلم من الأخطاء التي قمت بها وتعزز من خبرتك ومهاراتك.

لذلك، يمكن أن يكون تحديد الأهداف عملية فعالة في اكتساب الثقة بالنفس، ومن المهم أن تختار أهدافاً محددة وواضحة وممكنة، وأن تعمل بجد لتحقيقها وتتعلم من الأخطاء التي تقع فيها.

4 ـ تعرف على نقاط القوة والضعف الخاصة بك :

عليك أن تطرح السؤال التالي على نفسك : لماذا ليس عندي ثقة كافية بنفسي ؟ أو ما هي الأسباب التي تجعلني أفقد الثقة بنفسي ؟ وغالبا للإجابة عن هذا السؤال نحن بحاجة إلى تحديد نقاط الضعف الموجودة في شخصيتنا والتي لا ننتبه لها في الغالب . فنقاط الضعف هي التي تجعلنا نفقد الثقة بأنفسنا في حين نقاط القوة هي التي تعزز ثقتنا بأنفسنا .

لذلك وجب علينا أن نمنح للأنفسنا بعض الوقت لنتعرف على نقاط القوة ونقاط الضعف الخاصة بنا ، وذلك من أجل تقوية نقاط الضعف وتحويلها إلى نقاط قوة ، وكلما فعلنا هذا الأمر كلما تحسنت علاقتنا بذواتنا وأصبحنا أكثر ثقة في نفوسنا .

وللقيام بهذه المهمة يجب أن تجلس مع نفسك جلسة تأمل وتفكر وتحضر معك قلما ودفترا لتسجل فيه نقاط الضعف التي تتميز بها وكذلك نقاط القوة التي تتصف بها ، وبعد أن تدون هذه اللائحة ، ابدأ بالعمل على كل نقطة ضعف بحيث تتعرف على أسباب هذا الضعف وكيفية علاجه ، كما يجب أن تحدد لنفسك برنامجا عمليا تلتزم به لكي تعالج هذا الضعف ، وبهذه الطريقة ستستعيد ثقتك بنفسك شيئا فشيئا .

5 ـ قل لا للأمور التي ليست في مصلحتك :

تعلم أخي الحبيب أن تقول لا للأمور التي ليست في مصلحتك ، وإلا فإنك ستعيش وفقا لمصالح الآخرين وبالتالي ستكون ثقتك في الآخرين أكثر من ثقتك في نفسك ، فالذي لا يعرف كيف يقول لا للآخرين يعيش حياة تعيسة حياة لا تعبر عن رغباته وتطلعاته الحقيقية بل يعيش لتنفيذ رغبات الآخرين وتطلعاتهم .

لذلك إذا رأيت شيئا يتصادم مع أفكارك ومعتقداتك ويتعارض مع أهدافك وتوجهاتك الخاصة فلا تتردد في أن ترفضه بلطف وأدب لأنك إذا قبلت بكل شيء يقال لك فستدمر نفسيتك وستحطمها تحطيما كبيرا مما يجعلها ضعيفة وعديمة الفائدة ولا أثر لها في هذا الوجود .

6 ـ الاعتناء بالشكل والمظهر :

نعم الاعتناء بالمظهر الخارجي للإنسان له دور كبير في تعزيز الثقة بالنفس ؛ لذلك عليك أن تعتني بصحتك الجسدية وتعتني بطريقة مشيتك وبطريقة جلوسك وكيفية حديثك مع الآخرين وتعتني بكيفية تسريح شعرك وكيفية لباسك وما إلى ذلك من الأمور التي لها علاقة بالجمال والإيتيكيت العام .

فهذه الأمور لها تأثير كبير على نفسية الإنسان ، وتغييرها نحو الأفضل يعزز ثقة الإنسان بنفسه ، فأنت إذا لبست لباس نظيف وأنيق وموافق لعرف المجتمع تحس بأنك شخص ذو قيمة بين أقرانك وبين معارفك ، لكن إذا لبست لباس غير نظيف أو لباس غير متوافق مع ذوق مجتمعك وبيئتك فإنك ستحس بالنقص والدونية أمام الآخرين .

فالمظهر له دور كبير في عملية التواصل مع الآخرين ، لذلك نجد الأستاذ له مظهر مختلف عن المحامي والمحامي له مظهر مختلف عن طبيب وهكذا قص الأمر على بقية المهن والتخصصات المختلفة .

7 ـ تحلى بالتنظيم في جميع شؤونك :

النظام أساس النجاح في هذه الحياة وبدونه يعيش الإنسان في فوضى كبيرة تجعل حياته جحيما لا يطاق ، لذلك وجب علينا تنظيم أفكارنا وتنظيم أعمالنا وتنظيم البيئة التي نعمل فيها ، وتنظيم منازلنا وتنظيم علاقاتنا وتنظيم كل شيء في حياتنا حتى نكون على ثقة بأنفسنا وعلى يقة بأننا قادرون على إدارة حياتنا الإدراة المثمرة التي تتميز بأنها تعطي للآخرين قبل أن تأخذ منهم .

8 ـ اعمل فوتوشوب لصورتك الذاتية :

لكل واحد منا في هذا العالم صورة ذاتية خاصة به ؛ ومعنى الصورة الذاتية هي وجهة النظر التي يتبناها الإنسان تجاه نفسه وذاته ، وبمعنى أوضح يمكننا القول بأن صورتك الذاتية هي الطريقة التي تقيم بها نفسك مثل تقييم مستوى ذكائك ومستوى لبقاتك مع الآخرين ومستوى فهمك وغيرها من المهارات التي يمكنها أن تخضع للتقييم الذاتي من طرف أي شخص في هذا العالم .

ومن الخصائص التي تتميز بها الصورة الذاتية هي أنها غير ثابتة بل تتغير مع مرور الوقت ومع اختلاف المكان والبيئة التي يتواجد فيها الإنسان ؛ لذلك وجب علينا كأشخاص نبحث عن اكتساب الثقة بالنفس أن نعمل نوع من الفوتوشوب ونوع من التغيير لنظرتنا الذاتية .

فإذا كانت نظرتك لذاتك سيئة وفي نفس الوقت تسبب لك الإزعاج فيمكنك أن تغير هذه النظرة عن طريق اكتشاف الأسباب المادية والمعنوية التي تؤدي إلى هذا النوع من النظرة الذاتية وتحاول إصلاح هذه النظرة حسب فهمك وتجربتك في الحياة مع الاستفادة أيضا من تجارب الآخرين وخبراتهم .

9 ـ قوي إيمانك وعلاقتك بالله :

الإيمان له دور كبير في إصلاح النفس وتقويتها وإعطائها الثقة الكافية في قدراتها ، فبالإيمان تصنع المعجزات ويتخطى الإنسان الصعاب ، ولتقوية الإيمان بالله يجب على الإنسان أن يقوي صلاته بالله سبحانه وتعالى عن طريق المحافظة على الصلاة في وقتها وعن طريق تجنب المعاصي .

وكذلك يمكن تقوية الإيمان بالله عن طريق التعرف على أسمائه وصفاته الحسن المذكورة في الكتب المخصصة لهذا الموضوع مثل كتاب الأمد الأقصى في شرح أسماء الله الحسنى لأبو بكر بن العربي وكذلك كتاب لأنك الله وهو من الكتب المبسطة في هذا المجال وغيرها من الكتب الأخرى التي يمكنك البحث عنها عن طريق الأنترنت .

10 ـ ركز على الحلول ولا تركز على المشاكل :

يعتبر التركيز على الحلول وعدم تضخيم المشاكل أكثر من حجمها الطبيعي من بين الأمور المهمة التي يمكنها أن تساعدك على زيادة الثقة في نفسك وفي قدراتك ومواهبك الذاتية ، والسبب في ذلك يرجع إلى أن التركيز على الحلول يعطيك نوعا من الطاقة الإيجابية التي تدفعك نحو النجاح في حياتك مما يجعلك تشعر بالثقة في نفسك لأنك أصبحت قادرا على حل مشاكل بنفسك دون اللجوء دائما إلى مساعدة الآخرين .

11 ـ راقب تقدمك :

أحسن طريقة لتحقيق أهدافك على أرض الواقع ؛ سواء كانت هذه الأهداف كبيرة أو صغيرة ، هي أن تقسمها إلى أهداف صغيرة مع مراقبة تقدمك في تحقيق هذه الأهداف.

وسواء كنت تحاول الحصول على ترقية أو الحصول على وظيفة جديدة أو الالتحاق بمعهد أو تريد تغيير مهنتك أو حتى أنك تفكر في تناول طعام صحي من أجل خسارة 10 أرطال من وزنك الحالي ، فإن أفضل طريقة لمعرفة ما إذا كنت تحرز تقدمًا في تحقيق هذه الأهداف هو مراقبة مستوى النتائج التي تحققها من وراء ما تقوم به من أجل تحقيق تلك الأهداف.

حاول تحديد إنجازاتك : قم بعد الطلبات التي ترسلها من أجل الحصول على وظيفة ما، أو من أجل الالتحاق بإحدى الكليات لإتمام دراساتك العليا ، أيًا كان هدفك اكتبه على الورقة واكتب ما أنجزته فيما يتعلق بهذا الهدف ؛ وذلك بشكل يومي أو أسبوعي. فإن ذلك سيساعدك على البقاء في المسار الصحيح ، وسوف يبني بداخلك روح الثقة بالنفس كلما عودت نفسك على رؤية التقدم الذي تحرزه في الوقت الفعلي.

12 ـ تعلم أن تتغلب على مخاوفك :

الفشل ليس هو عدوك الحقيقي ، إنما الخوف من الفشل هو ما يشلك في الحقيقة. فإذا كانت لديك أهداف كبيرة ولديك أحلام ضخمة ، فحتما ستشعر بالإرهاق ، وستشعر أنك لا تستطيع تحقيق ذلك وهذا سيجعلك تشعر بعدم الثقة في نفسك .

في تلك اللحظات الصعبة من حياتك عليك أن تنظر بعمق إلى داخلك ، وأن تجمع كل ذرة من الشجاعة بداخلك وتستمر في تقيق أهدافك. ولا تنسى أن كل شخص ناجح كان في البداية خائفًا من الفشل ، لكنهم استمروا في العمل والمخاطرة على أية حال ، لأن ما يحاولون تحقيقه أكثر أهمية وإلحاحًا من خوفهم من الفشل. فكر في مدى رغبتك في تحقيق هدفك ، وبعدها ضع مخاوفك على الجانب ، واستمر على هذا المنوال يومًا بعد الآخر حتى تحقق هدفك .

خاتمة المقال :

في الختام يجب أن تعلم بأن الثقة بالنفس لا يمكن اكتسابها في وقت وجيز بل هي كبقية الأمور في هذه الحياة تحتاج لكي تتحقق إلى الجهد والوقت والتوفيق من الله جل في علاه ، لذلك خذ بالأسباب التي ذكرناها لك في هذا المقال ولا تنسى أن تلجأ إلى الله بأن يوفقك ويعينك على تعزيز الثقة بنفسك ويسهل لك هذا الأمر فإنه كريم وفضله على خلقه كبير وهو لا يرد من يلجأ إليه في أمر من الأمور .